خبراء يرحبون بفكرة إنشاء «ناتو شرق أوسطي»

أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أمس الجمعة، أنه يؤيد فكرة إنشاء حلف “ناتو” شرق أوسطي، ولكن بشروط أبرزها أن تكون مهماته واضحة للغاية.

وقال الملك عبدالله إنه “قد يكون حلف الناتو معقدا إذا لم تفهم ما هو الميثاق وما هو بيان المهمة”، مشيرا إلى أنه “يمكن بناء الحلف مع البلدان ذات التفكير المتشابه، قائلا: «نحن نتمتع بقوة انتشار سريع ونعمل بنشاط مع الناتو في جميع أنحاء العالم».

وتأتي هذه التصريحات بعد أيام قليلة من إعلان إسرائيل عن تحالف للدفاع الجوي المشترك في الشرق الأوسط في مواجهة إيران.

وفي السياق، قال الوزير الأردني السابق، محمد الخرابشة، إن دعوة الملك عبد الله التي أشار فيها إلى ضرورة تشكيل تحالف عسكري أوسطي على غرار حلف الناتو كان واضحا تماما، لا سيما وأنه قال إنه يجب أن تشترك الدول التي تحمل نفس الأفكار والرؤى العربية والإقليمية.

وأضاف الخرابشة أن الملك عبد الله الثاني أكد أن الرؤية لمثل هذا التحالف يجب أن تكون واضحة للغاية، كما أن دوره يجب أن يكون واضحا ومحددا ومفهوما، وإلا سيدخل الجميع في حالة من الإرباك، وهو ما يعني، هل تؤمن إسرائيل بالسلام وإعادة الأراضي المحتلة إلى أصحابها وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الـ 4 من يونيو، وهل تؤمن إيران بالسلام وتمنع تمددها في الخليج العربي.

كما أوضح الخرابشة أن هذا التحالف جاء بعد أن أشار الملك عبد الله إلى أن تنظيم داعش قد عاد، وأن ميليشيات شيعية، و “ميليشا حزب الله” على الحدود الأردنية الشمالية.

واستكمل:” أشار الملك عبد الله أيضا إلى أنه لا يوجد جيش نظامي على الحدود السورية، بمعنى آخر أن انسحاب القوات الروسية للمشاركة في حرب أوكرانيا ترك فراغًا ملأته إيران و”حزب الله” حتى أصبحت هناك ميليشيات على الحدود، وتم رصد عمليات تهريب سلاح ومخدرات وتم التأكد أن مصدرها هو الأراضي السورية”.

وتابع الخرابشة قائلا:” دعوة الملك عبد الله لم تأت من فراغ، ولم تأت لكي يفتح المجال أمام دول لا تؤمن بالسلام ولا تؤمن بضرورة استقرار المنطقة، الملك عبد الله أكد أن من يريد الانضمام للحلف عليه أولا أن يحمل نفس الأفكار والمبادئ المشتركة وأن يؤمن بالسلام”.

من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور ماك شرقاوي، إن تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله حول فكرة إنشاء “ناتو” شرق أوسطي فكرة قديمة جديدة حيث كان هناك حديث عن انضمام إسرائيل للحلف وهو ما رفضته الدول العربية حتى يتم حل القضية الفلسطينية وأن تلتزم إسرائيل بالثوابت العربية “الأربعة”.

وأكد شرقاوي أنه إذا تم حل القضية الفلسطينية وعادت الحقوق للفلسطينيين، يمكن بعد ذلك أن يتم مناقشة دخول إسرائيل في هذا الحلف، موضحا أنه جرى في السابق مناقشة فكرة انضمام دول أخرى غير إسرائيل كقبرص واليونان وتركيا لذلك تم سلخ كلمة (حلف عربي) وتحول لحلف شرق أوسطي.

وأشار إلى أن الملك عبد الله أكد على ضرورة انضمام الدول ذات الرؤي العربية المشتركة، حيث من المتوقع أيضا أن يتم قبول إسرائيل ولكن بشروط كما ذكرنا وهي حل القضية الفلسطينيية، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم الشرعية كاملة.

وأردف:” يجب الأخذ في الاعتبار أيضا أن اليوم انتهت فترة عمل الحكومة الإسرائيلية بقيادة نفتالي بينيت، وتسلم يائير لابيد رئاسة وزراء إسرائيل، كما أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة للأراضي الفلسطينية يمكن أن تحرك الماء الراكد في قضية السلام”.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن مع زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو خلال زيارته لإسرائيل في يوليو المقبل، وفقا لما ذكره مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية.