خبراء يرصدون.. بعد 13 عاما من الحصار غزة منهارة اقتصاديا وبلا أفق سياسي
يدخل قطاع غزة العام الثالث عشر من الحصار الإسرائيلي في ظل الجمود السياسي وتوقف عجلة المصالحة الفلسطينية مما أثر على الأوضاع الاقتصادية التي أدت إلى وقوع خسائر فادحة في كافة القطاعات والتي تقدر ب 15 مليار دولار.
وتتزامن هذه الظروف الصعبة مع تعطل واضح في تنفيذ خطوات المصالحة التي باتت رهينة للخلافات ويشتد معها الحصار، ما يدفع غزة إلى مستقبل مجهول في ظل عدم وجود أي أفق سياسي، حيث أكدت الأمم المتحدة أن غزة ستكون غير صالحة للحياة بحلول عام 2020.
الانهيار الاقتصادي
الخبير والمحلل الاقتصادي ماهر الطباع قال: “إن قطاع غزة بعد 13 عاما من الحصار، وما شهده من حروب ثلاثة، بالإضافة إلى الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتكررة على القطاع، وما يقوم به الاحتلال من إجراءات على معبر بيت حانون” إيرز”، الذى لا يخرج منه الإ 5% من سكان غزة بسبب الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، وكذلك معبر كرم أبو سالم في إدخال الواردات أو خروج البضائع من القطاع، يضعنا أمام حقائق مؤلمة وقاسية إن خنق غزة مستمر” .
وأوضح الطباع لموقع “الغد”، أن الحصار نتج عنه إجراءات معيشية و إنسانية كارثية في قطاع غزة، وظهور العديد من الأزمات، وفق آخر المؤشرات الاقتصادية، فمعدلات البطالة وصلت 55% ، و 300 ألف عاطل عن العمل حسب ما ذكره جهاز الإحصاء الفلسطيني.
وأضاف: “هناك استمرار لحالة الركود التجاري التي لم يسيق لها مثيل نتيجة لاستمرار خصم ما نسبته 50% من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في غزة ،مما كان لها تداعيات خطيرة وكارثية على كافة مناحي الحياة في القطاع, حيث أن الجزء الأكبر من الموظفين مديون للبنوك ومجمل ما يتقاضوه شهريا لا يتجاوز 30% من إجمالي الراتب”.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن هذه النسب لم يصلها قطاع غزة منذ عقود، وتعتبر الأسواء على الإطلاق، حيث وصلت معدلات البطالة بين فئة الشباب والخريجين تقريبا 73%، مشيراً إلى أن غزة خلال فترة الحصار و ما خاضته من حروب سابقة خسرت تقريبا 15 مليار دولار.
وحول المستقبل المنتظر لقطاع قال الطباع :” كافة المؤشرات تؤكد بأن قطاع غزة دخل الرمق الأخير من مرحلة الموت السريري و الانهيار الاقتصادي , وأصبح نموذج لأكبر سجن بالعالم , ويجب أن يعلم الجميع بأن الخناق يضيق بقطاع غزة و الانفجار قادم لا محال ونحن ذاهبون للأسوأ “.
الحالة الفلسطينية معقدة
وإن كان الوضع الاقتصادي بلا أفق، فإن الوضع السياسي أيضا لا يبشر بأي انفراجات، بل تزداد الهوه بين كافة الأطراف الفلسطينية، في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس.
الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب قال: “الحالة الفلسطينية معقدة، فهناك حالة إنقسام مستمرة ولا أفق لأى مصالحة فلسطينية بسبب تعنت السلطة الفلسطينية، لتنفيذ كل الاستحقاقات التي وقعت عليها ، وهناك حصار مؤلم، هدفه الأساسي هو عقاب للشعب الفلسطيني وتركيعه، ومع دخول الحصار 13 عاما الأوضاع تأخذنا إلى منعطف خطير، و هي محاولة حصر القضية الفلسطينية في قطاع غزة.
ورأى الغريب في حديث لموقع” الغد”، أن هذه الخطوة من شأنها أن تقزم الحالة الفلسطينية ،وأن كافة مكونات الشعب الفلسطيني ترفض هذا التقزيم، واختزاله بالوضع الإنساني، لأن القضية الفلسطينية هي سياسية بالدرجة الأولى و ليس إنسانية.
وأضاف: “بالتالي محاولة دفع بعض الجهات القضية الفلسطينية إلى المنعطف الإنساني هو مؤشر خطير، ومحاولة التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني إجهاض حقوقه وتصفية هذه القضية، عبر مشاريع هنا و هناك”.
وتابع: “هناك محاولات إسرائيلية مستمرة للتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، و يستغل الاحتلال حالة الانقسام و الحصار لكى يمرر كافة مخططاته، ليضغط على قطاع غزة ليضعه تحت سياسية الأمر الواقع عبر مساعدات هنا ومنح هناك” .
وذكر أن هذا يضعنا امام حقيقة واضحة أن قطاع غزة ذاهب نحو الأسوأ في ظل انعدام الخيارات أمامه، و سيبقي كما هو عليه، و ما يحدث من انفراجات جزئية لا يمكن أن ترتقي لطموحات و تطلعات الشعب الفلسطيني، و هي بحاجة للمزيد من الضغط على الاحتلال، لكى يستجيب للمطالب و الحقوق الفلسطينية وتلبية احتياجاته من خلال رفع كل أوجه الحصار براً وبحراً وجواً.
