بعد تسليحه أوكرانيا.. هل يدخل الناتو حربا مباشرة مع روسيا؟
في ظل عدم حسم روسيا المعركة على الأرض وتكثيفِ الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، تزداد المخاوفُ من دخول الناتو في حرب مباشرة مع موسكو تشعل فتيلَ حرب عالمية ثالثة.
فبحسب تقاريرَ روسية فإن النصف الأول من شهر مايو المقبل، سيشهد مجموعةً من العمليات، يؤدي كلُّ منها على حِدَة، إلى تصعيد كبير للحرب، وتجعل من دخول أوروبا على خط الاشتباك مع روسيا أمرا لا مفر منه.
الناتو صراحة، أعلن إرسالَ العديد من الأسلحة والذخيرة والمعدات الدفاعية إلى أوكرانيا، أبرزها أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات، وهو ما اعتبره خبراء، تصعيدا خطيرا من جانب الحلف يؤدي إلى دخوله على خط المواجهة مع روسيا.
كما ستنتهي في مايو مهلةَ السماحِ الممنوحة لروسيا لتسديد الديون، والتي ترفض سدادَها بالدولار أو اليورو بسبب تجميد احتياطياتها من النقد الأجنبي، ما قد يزيد من التصعيد بين موسكو والغرب.
كما من الممكن أن يدفع إعلان روسيا تحويل جميعِ صادراتها إلى الروبل، وقطعَ إمدادات الغاز عن دول بالناتو رفضت دفعَ ثمن الغاز بالروبل، نحو الحرب المباشرة.
وتقول تقارير إن نقص الأسلحة والوقود في أوكرانيا بات أكثرَ حدة، وهو ما قد يدفع كييف إلى تكثيف مناشدتها الناتو التدخل وإشراك الغرب في الأعمال العسكرية.
لا صدام
ترى كارولين روز، كبيرة الباحثين في معهد نيولاينز للدراسات الاستراتيجية، أن حلف شمال الأطلسي لن يصطدم مع روسيا، موضحة أن ما يقدمه الناتو لأوكرانيا مجرد مساعدات للدفاع عن نفسها.
وأضافت روز خلال مشاركتها في برنامج “مدار الغد” أن الولايات المتحدة لن تصعد ضد روسيا طالما لم تستخدم أسلحة كيماوية في أوكرانيا، مؤكدة أن روسيا لن تنتصر في حربها وفقا لتقرير الاستخبارات الأمريكية.
كما أكدت أن النزاع سيكون له تأثير حول البيئة الأمنية في أوروبا، وليس بالضرورة أن تكون حربا بالوكالة، لأن روسيا هي من بدأت وانتهكت سيادة أراضي جارتها أوكرانيا.
حرب بالوكالة
من جانبه، استبعد بيجاموف رولاند، الباحث في العلاقات الدولية، أي صدام مباشر بين القوات الروسية وقوات حلف الناتو، لكنه قال إن الحرب في أوكرانيا هي حرب بالوكالة ضد روسيا.
وأضاف بيجاموف أن كل الأمور واردة بسبب تزايد احتمالات الحرب في أوكرانيا.
كما يرى أن الإجراءات التي اتخذتها روسيا دفاعية في المقام الأول، مشيرا إلى وجود 10 دول أوروبية وافقت على دفع مقابل الغاز لروسيا بالروبل.
وتابع: “الدول الغربية هي من جمدت الأصول الروسية في بنوكها، والروس لديهم قلق من الأسلحة الكيماوية في أوكرانيا”.
حقيقة المواجهة
بينما يرى الدكتور صامويل رمني، الباحث في العلوم السياسية في جامعة أوكسفورد، أن روسيا لم تنجح حتى الآن في تحقيق كامل أهدافها في أوكرانيا، وبالتالي الحديث عن مواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا أمر مستبعد.
وأوضح رمني، أن هناك حدودا و”خطوطا حمراء” للدول ومنها استخدام أسلحة كيماوية، أو حظر للطيران في أوكرانيا.
وأشار إلى أن كل الدول تساعد أوكرانيا فقط، لكن لن تخوض حربا بنفسها مع روسيا.
وأردف رمني “دول الغرب تحاول تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا لمواجهة الغزو الروسي، لكن الغرب لن يدخل في حربا مباشرة مع روسيا”.
يأتي ذلك فيما تشير توقعات لزيادة احتمالات المواجهةِ حال استهدفت ضربةٌ صاروخية روسية، قافلةَ إمداد عسكريةٍ، تعبُر من إحدى دول الناتو باتجاه أوكرانيا.
