عقد مجلس القيادة الرئاسي اليمني، برئاسة اللواء رشاد محمد العليمي، اليوم الخميس، اجتماعه الأول في العاصمة المؤقتة عدن مع هيئة التشاور والمصالحة التي تتألف من 50 عضوا يمثلون كافة القوى الوطنية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية، أن الجميع أكدوا – خلال الاجتماع – روح التوافق والشراكة كعنوان للمرحلة الانتقالية.
وأعرب عن أمله في أن تكون هيئة التشاور والمصالحة عونا للمجلس، وأن يكون أعضاؤها الذين يمتلكون تجاربا في العمل السياسي والإداري، عند مستوى المسئولية.
الشراكة والتماسك
بداية، قال الدكتور محمد قباطي وزير الإعلام والسياحة السابق، إن كل المؤشرات تجعلنا نتفائل إلى حد كبير من أجل التوصل إلى سلام حقيقي في اليمن.
وأكد قباطي خلال برنامج (وراء الحدث) عبر شاشة (الغد) أن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها الهيئات الدولية تجتمع وتكتمل في داخل اليمن، مشيرا إلى أن (الشراكة والتماسك) سيبعث برسالة طمأنة لتعزيز الشراكة في عدن.
كما أوضح قباطي أنه يجب أن يشعر الجنوب بأن هناك توجه حقيقي لتحقيق المصالحة الوطنية، لإنجاز التسوية التاريخية التي ينتظرها الجميع، مشددا على ضرورة إعادة بناء القوات المسلحة وإصلاح مؤسسات الأمن لأنهما تحديان كبيران.
وتابع قباطي: “إن التوجه الجديد سيرسل رسالة للحوثيين بأن هناك تأكيد على السلام، ويجب أن نتذكر أن الانتصارات ستجبرهم على ووقف الحرب وهذا المسار لن يتحقق إلى بتوحيد مؤسسات الجيش والأمن في اليمن”.
ترتيب البيت الداخلي
وفي السياق، قال عبد الستار سيف الشميري، الكاتب والباحث السياسي، إنه يجب البدء أولًا بترتيب البيت الداخلي لليمن لأنه كان هناك خلل في مؤسسات الشرعية وفي دواليب الدولة، وهروب جماعي للقيادات إلى الخارج.
وأضاف الشميري أن الجميع الآن محل اختبار ومحل رقابة من الشارع اليمني لجدولة الأولويات ومن ثم الذهاب إلى تصحيح المسار، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسي إذا نجح في بسط الأمن والاستقرار سيفتح بذلك بقية الآفاق بما فيها الطريق إلى السلام.
ويرى الشميري أن إنهاء الحرب في اليمن خطوة لا تزال بعيدة، لأن مراحل السلام قد تشهد تغيرات وقد نشهد خرقا لأي هدنة قد يتم الاتفاق عليها مع الحوثيين، وربما يكون هناك إطالة متعمدة لحصد مزيد من المكاسب.
وأشار الشميري إلى أن ما نشهده اليوم في اليمن لم نشهده قبل 7 سنوات، لكن بشكل عام هناك جدية ولكن لا يجب أن نعتمدها دون براهين على الأرض.
جدير بالذكر أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، تعهد بإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة ومعالجة الوضعين الاقتصادي والمعيشي، وإعادة بناء المؤسسات واستقرارها في العاصمة المؤقتة عدن وعلى امتداد التراب الوطني كله.
وأكد العليمي في كلمته التي ألقاها عقب أدائه وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، اليمين الدستورية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أن المجلس الرئاسي سيلتزم أمام الشعب اليمني كله، شمالًا وجنوبًا، بالسير على قاعدة الشراكة والتوافق الوطني لمواجهة كافة التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال العليمي إن ”الانضمام إلى عضوية مجلس التعاون لدول الخليج العربية يشكل هدفا رئيسا سنسعى إلى تحقيقه من خلال تأهيل اليمن وتطوير التعاون والشراكة مع دول مجلس التعاون، وصولا إلى العضوية الكاملة في المجلس“، مضيفا أن ”المجلس سيسعى من أجل السلام، وستظل يده ممدودة للسلام العادل والمستدام الذي يحافظ على الدولة ومؤسساتها الدستورية ونظامها الجمهوري ووحدتها الوطنية“.
