خبير: «الاستفتاء الشعبي» خدعة زيلينسكي للتهرب من مفاوضات السلام
أصبح التساؤل الحائر داخل الدوائر السياسية في موسكو: ما هي النتائج المتوقعة للمفاوضات مع ممثلي الحكومة الأوكرانية؟ هل سيتم التوافق على أجندة للسلام؟ وهل يستطيع «زيلينسكي» اتخاذ قرار مستقل بشأن الحل السياسي للأزمة وإنقاذ بلاده من الدمار؟ ويرى خبراء ومحللون في موسكو، أن الرئيس الأوكراني مقيد بتعليمات وتوجيهات الغرب، وأن آخر مناوراته للهروب من «مواجهات الحل السلمي» أن أفتى باقتراح إجراء استفتاء شعبي على التنازلات الممكنة لروسيا.
- ويرى الباحث السياسي الروسي، ألكسندر كوتس، أن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، عندما يتعين عليه اتخاذ قرار غير شعبي ولكن ضروري ويتطلب شجاعة سياسية، ينقل المسؤولية إلى المواطنين.
وهذا ما حدث كما جاء على لسانه « لقد شرحت لجميع مجموعات التفاوض: عندما تتحدثون عن كل هذه التغييرات (نزع السلاح، والتخلص من النازية، والاعتراف بشبه جزيرة القرم مع دونباس) ويمكن أن تكون تاريخية، فسيكون علينا حتما أن نلجأ إلى استفتاء. سيتعين على الناس التحدث وإعطاء إجابة حول صيغ معينة للتسويات مع روسيا».
- ويضيف «ألكسندر كوتس»: كيف يمكن القيام بذلك في ظل الظروف الحالية، حيث فر أكثر من مليوني شخص من البلاد. ولا تنطوي الأحكام العرفية على إجراء أي استفتاء. يبدو أن الأحكام العرفية يجب أن تلغى. ثم كيف يمكن ذلك والجيش يقاتل، ويقاوم، ويحاول شن هجوم مضاد؟
زيلينسكي يحاول المساومة
“إنهم الآن يتكبدون خسائر فادحة، ومقسمون إلى عدة قطاعات ولا يمكنهم التحرك بطريقة منظمة. وهم، بأمس الحاجة إلى فترة راحة، يحاول زيلينسكي المساومة من أجلها. فترة راحة للجيش وله شخصيا”.
زيلينسكي مهدد بالتغيير والملاحقة الجنائية
يدرك الرئيس الأوكراني تماما أن التسويات مع روسيا لن تكون ممكنة إلا بعد تغيير السلطة والتخلص من أولئك الذين انتهجوا سياسة مناهضة لروسيا وللناطقين بالروسية. وهو شخصيا مهدد بالتغيير، والملاحقة الجنائية. لذلك يحاول المساومة حتى النهاية.
- ومع ذلك، فهذا ليس أسوأ الأمور. المشكلة هي صعوبة الحديث عن استقلالية زيلينسكي ـ بحسب تعبير الباحث السياسي«ألكسندر كوتس» ـ فهو يتخذ جميع القرارات وعينه على رعاته الغربيين. بل حتى تحت إملاء مباشر منهم.
الغرب لا يهتم بالضحايا ولكن يسعى لإضعاف روسيا
ويتابع موضحا “للغرب مصلحة في أن تخوض روسيا قتالا لأطول فترة ممكنة، فهذه فرصة عظيمة لإضعاف موسكو. والغرب لا يبالي بالضحايا الذين سيسقطون في هذا الصراع إذا استمر”.
وقال الباحث السياسي في صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية: إن توقيع الاستسلام آت، عاجلاً أم آجلاً. وأما السؤال فهو ما الثمن الذي سيدفعه زيلينسكي؟