بعد أشهر من تفجير أنابيب «السيل الشمالي» الروسي (في 26 سبتمبر/أيلول 2022)، عادت القضية لتفجر اتهامات صريحة للولايات المتحدة، وتحدد الأسباب والدوافع وراء جريمة التفجير، وفي المقدمة «لجعل أوروبا تابعة للولايات المتحدة» بحسب نعبير خبير بريطاني، مؤكدا أن الولايات المتحدة قررت تدمير خطوط الأنابيب لأنها اعتقدت أن ألمانيا ترددت في فرض العقوبات على الطاقة الروسية، ومن الواضح أن واشنطن شعرت بضرورة إظهار القوة لاستعراض أنها هي التي تقود، ودعمت ردة فعل برلين المتواضعة على هذا العمل الأمريكي.
أوروبا فقدت استقلالها أمام أمريكا
وأشار الخبير البريطاني ـ أستاذ الفلسفة والمؤرخ والباحث السياسي، باتريك والش ـ إلى أن وضع الصراع في أوكرانيا كان نقطة النهاية لفترة قصيرة من الاستقلال الأوروبي وجعل أوروبا تابعة للولايات المتحدة.. واستند الاستقلال الأوروبي إلى إمدادات الطاقة الروسية المربحة والقدرة على التفاوض على اتفاقيات مع دول لا تخضع لهيمنة واشنطن. الآن، انتهى ذلك، حيث تعتمد أوروبا الآن اقتصاديًا على الولايات المتحدة وتخضع سياسيًا لأوامر من واشنطن!
وأوضح أن التسرب من خطوط «السيل الشمالي1 و2»، أدى إلى إطلاق ما يقرب من 7.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، مما يعد ضربة مدمرة للبيئة، لم يعلق عليها الأوروبيون المهووسون بالبيئة عادة.. ولو كانت روسيا أو مُنتِجٌ آخر للغاز هو المسؤول عن مثل هذه الكارثة، لرُفعت هناك دعاوى قضائية وشُنت حملة إعلامية مهووسة في الغرب.
- وأضاف الخبير البريطاني: يظهر هذا مرة أخرى تبعية موقف أوروبا، التي تخلت عن المبادئ البيئية لمصلحة الحرب الجيوسياسية.
الكشف عن معلومات وحقائق جديدة
ومن جهة أخرى، نشر الصحفي الأمريكي الشهير، سيمور هيرش، قبل أسبوعين ـ في 8 فبراير/ شباط الجاري، تحقيقا صحفيا عن حادثة تفجير خطوط أنابيب «السيل الشمالي»، يستند إلى معلومات استخبارية، قال إنه حصل عليها من أحد المتورطين بشكل مباشر في الإعداد لعملية التفجير.
وأشار هيرش في تحقيقه، إلى أنه تم زرع عبوات ناسفة تحت خطوط أنابيب «السيل الشمالي، من قبل الولايات المتحدة، تحت غطاء تدريبات BALTOPS العسكرية، بدعم من المتخصصين النرويجيين، الذين قاموا بتفجيرها بعد 3 أشهر.
- ونوه هيرش، بأن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اتخذ قرار إجراء العملية، بعد 9 أشهر من المناقشات مع مسؤولي الأمن القومي في إدارته
وأوضح الصحفي الأمريكي الشهير، سيمور هيرش، في مقابلة مع موقع Western Standard الكندي، أن تفجير خطوط أنابيب السيل الشمالي، قد يؤدي إلى تفكك حلف الناتو في المستقبل القريب.، مشيرا إلى أن التفجير تم بمعرفة الرئيس الأمريكي، جو بايدن..وأضاف هيرش، لقد ارتكب بادين خطأ كبيرا بإيعازه بتفجير خطوط أنابيب السيل الشمالي، وهو بهذا بدأ أمرا لا يمتلك عنه أدنى فكرة!
لماذا فجرت الولايات المتحدة أنابيب السيل الشمالي
- يذكر أنه في 26 سبتمبر/أيلول 2022، تم رصد انخفاض غير متوقع وسريع في الضغط في خط «نورد ستريم 2» في المنطقة الاقتصادية الدانماركية الخاصة جنوب شرق بورنهولم، وتقع بين الساحل الجنوبي من السويد وبولند..وبعد ساعات، وفي اليوم التالي،، تم رُصد تسربان آخران في الشمال الشرقي من جزيرة بورنهولم في خط أنابيب «نورد ستريم 1» الذي لا يعمل، ولكنه يحتوي على الغاز، ووقع أحد التسربين في المياه السويدية والآخر في المياه الدانماركية.
وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي (21 فبراير/ شباط الجاري) لمناقشة نص مشروع قرار يطالب بإنشاء لجنة للتحقيق في التخريب في خطوط أنابيب «السيل الشمالي»..قال المندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزيا، إن التحقيق الإستقصائي الذي أجراه الصحفي الأمريكي سيمور هيرش، أثيت أن غطاسين أمريكيين زرعوا متفجرات على الأنابيب وتم تفجيرها عن بعد، وسمعة هيرش لا تسمح بالشك في أنه يخبرنا بالحقيقة حول التفجيرات في السيل الشمالي.
- مشيرا إلى أن السويد والدنمارك وألمانيا لم تزود روسيا ببيانات عن تحقيقاتها في التخريب في خطوط «السيل الشمالي».
