خبير روسي: أردوغان يحاول الصيد في مياه أفغانستان العكرة

صعدت تركيا من الحملة الأمنية والعسكرية التي تستهدف حزب العمال الكردستاني والداعمين له كما تقول أنقرة في داخل البلاد وفي سوريا والعراق.

المرصد السوري أعلن أن عدد قتلى الضربات الجوية التركية على شمال شرقي سوريا ارتفع إلى ثمانية أشخاص، مشيرا إلى أن ستة قتلوا في قرية تل حبش جنوب عامودا بريف القامشلي، فيما استهدفت طائرة تركية موقعا عسكريا في ريف الحسكة أسفر عن مقتل شخصين.

هذا وذكر المرصد أن التحالف الدولي أسقط مسيرة تركية من طراز «بيرقدار» في محافظة الحسكة، بينما نفت أنقرة أن تكون تلك المسيرة تخص القوات التركية.

وكان مسؤول بوزارة الدفاع التركية قال إن شن عملية برية تركية في سوريا من بين الخيارات لضمان أمن الحدود، لكن أنقرة لديها بدائل أخرى. يأتي ذلك في وقت بحث فيه وزيرا دفاع تركيا والعراق خطوات مشتركة لمكافحة الإرهاب وأمن الحدود .. فإلى أين يمضي تصعيد أنقرة ضد حزب العمال الكردستاني؟ وما موقف دول الجوار ضد الانتهاكات المتكررة لسيادتها؟.

وللنقاش حول هذا الموضوع ينضم إلينا من إسطنبول فراس رضوان أوغلو الكاتب والباحث السياسي ومن دمشق دكتور منذر أحمد الأكاديمي والباحث السياسي في برنامج وراء الحدث.

لماذا أصابت لعنة هجوم أنقرة شمال شرق سوريا؟.. محلل: القصف التركي كان متوقعا

باحث سوري يهاجم أردوغان: يسعى إلى خلق بوابة خارجية من أزماته الداخلية

أعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن تفجير قنبلة بالعاصمة التركية أنقرة، في أول هجوم من نوعه هناك منذ سنوات، مما دفع تركيا إلى الرد في العراق وفي الداخل.

وفيما يلي تفاصيل عن الجماعة:

من هو حزب العمال الكردستاني؟

حزب العمال الكردستاني جماعة مسلحة أسسها عبد الله أوغلان في جنوب شرق تركيا عام 1978، ترتكز على أيديولوجية مستقاة من الماركسية اللينينية.

ماذا تريد الجماعة؟

بدأت الجماعة تمردها ضد الدولة التركية عام 1984، مستهدفة في بداية الأمر إنشاء دولة كردية مستقلة، ثم خفضت أهدافها عند حد زيادة الحقوق للأكراد والحكم الذاتي المحدود في جنوب شرق تركيا.

حصد الصراع أرواح أكثر من 40 ألفا معظمهم من المسلحين.

وتركز غالبية القتال في الماضي في المناطق الريفية في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية، لكن الحزب شن هجمات أيضا في المناطق الحضرية.

أدرجت تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني في قائمة المنظمات الإرهابية.

ما هي «كتيبة الخالدون»؟

قال حزب العمال الكردستاني إن هجوم أنقرة نفذه أحد أفراد فرقة في وحدة تسمى «كتيبة الخالدون»، وكان أحد قادة حزب العمال الكردستاني قد وصف الوحدة في الماضي بأنها مجموعة من الانتحاريين في خلايا نائمة.

تاريخ الجماعة

نشط حزب العمال الكردستاني في سوريا حتى عام 1998، حين اضطر أوغلان إلى الفرار وسط ضغوط تركية متزايدة، وألقت القوات الخاصة التركية القبض عليه بعد أشهر عدة في كينيا، وقضت عليه محكمة تركية بالإعدام في 1999، وتم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة في أكتوبر/ تشرين الأول 2002، بعد أن ألغت تركيا عقوبة الإعدام، وما زال أوغلان مسجونا في جزيرة بالقرب من إسطنبول.

وخفتت حدة القتال بعد القبض على أوغلان، مما أدى أيضا إلى عدد من موجات وقف إطلاق النار من جانب حزب العمال الكردستاني وحده وانسحاب المقاتلين المتمردين من تركيا.

بعد اندلاع أعمال العنف في وقت لاحق، شاركت تركيا وحزب العمال الكردستاني في محادثات سلام منذ أواخر عام 2012، لكن هذه العملية ووقف إطلاق النار انهارا في يوليو/ تموز 2015، مما أطلق العنان لأكثر الفترات دموية في الصراع وإلى دمار واسع النطاق في بعض المناطق الحضرية في جنوب شرق تركيا.

أين يتركز الصراع الآن؟

في السنوات القليلة الماضية انتقل الصراع من جنوب شرق تركيا ليتركز أساسا في شمال العراق، حيث توجد قواعد لحزب العمال الكردستاني في الجبال.

وتحتفظ تركيا بعشرات المواقع العسكرية في الأراضي العراقية، وشنت عمليات ضد المسلحين هناك.

ودأبت تركيا على شن غارات جوية بطائرات حربية وطائرات مقاتلة مسيرة.

وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، في تصريحات بثت، اليوم الإثنين، إن العراق يرفض الضربات الجوبة التركية أو وجود قواعد تركية في إقليم كردستان، وإنه يأمل في التوصل إلى اتفاق مع أنقرة لحل هذه المشكلة.

وتستهدف تركيا أيضا ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تعتبرها تابعة لحزب العمال الكردستاني، ونفذت عمليات لإبعاد الجماعة عن حدودها.

لكن وحدات حماية الشعب هي أيضا رأس حربة التحالف الرئيس الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وكان دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية مصدرا للتوتر بين الولايات المتحدة وتركيا لسنوات.

هجوم أنقرة

وشهدت العاصمة التركية أنقرة، صباح أمس الأحد، هجوما إرهابيا، استهدف المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية.

وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في تغريدة على حسابه الرسمي بمنصة «إكس»: «في حدود الساعة 09.30 صباحا، نفذ إرهابيان جاءا على متن مركبة خفيفة هجوما بالقنابل أمام بوابة مدخل المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية»، مضيفا أن أحد الإرهابيين قام بتفجير نفسه وتم تحييد الإرهابي الآخر.

وأشار إلى أن ضابطي شرطي أصيبا بجروح طفيفة أثناء تبادل إطلاق النار.

أردوغان يعلق

من جهته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، أن التنظيمات الإرهابية لن تمنع بلاده من تحقيق أهدافها في التنمية.

جاء ذلك خلال جلسة للبرلمان التركي، بعد ساعات قليلة من الهجوم الإرهابي الذي طال مقر وزارة الداخلية في أنقرة.

وشدد أردوغان على أن بلاده ستستمر في مكافحة الإرهاب والقضاء على كل أشكال التطرف.

وأضاف: «القوى الكبرى تسلط علينا تنظيمات إرهابية حاربناها وسنقضي عليها تماما».

وقال الرئيس التركي: «أقمنا شريطا أمنيا بعمق 30 كيلومترا خارج حدودنا الجنوبية وقد نقوم بعملية عسكرية جديدة في الوقت والزمانين المناسبين».

وطالب أردوغان، في كلمته، الاتحاد الأوروبي ألا ينتظر من تركيا شيئا إذا لم يتراجع عن أخطائه وفي مقدمتها مسألة التأشيرة.

واقع جيوسياسي جديد فرضه بالتأكيد نجاح العملية العسكرية الخاطفة لأذربيجان في فرض السيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه مع أرمينيا، ما سيكون له تأثيرات كبرى على اللاعبين الدولين في منطقة جنوب القوقاز ومحيطها.

نبدأ مع أذربيجان، الدولة المنتصرة حديثا، فقد عزز هذا الانتصار موقع باكو كقوة إقليمية صاعدة، بل وستتحول بفضل سيطرتها الجغرافية على كاراباخ إلى عقدة ربط أساسية لطرق التجارة والعبور ونقل المواد الخام.

أما أرمينيا، ووفقا لرئيس وزرائها، فإنها تعيد تقييم التحالفات السابقة مع روسيا وعضوياتها في كل المنظمات والهياكل الأمنية التي ترى يريفان أنها لم تقم بدورها في الدفاع عنها لتكون المحصلة أن تتحول أرمينيا بالكامل نحو الغرب.

يمكن القول إن روسيا هي الخاسر الأكبر بعد أرمينيا لأن يريفان ستتخلى عن الشراكة الأمنية المهمة مع موسكو وربما يكون وجود قاعدتها العسكرية هناك مهدد بالانتهاء.

وعلى المستوى الإقليمي، يرى خبراء أن روسيا تواجه خسارة جديدة لمواقعها ونفوذها في الفضاء السوفيتي السابق كله بعد انقلاب أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا إلى خصوم، بينما لا تزال بلدان آسيا الوسطى على خط الحياد في حرب أوكرانيا.

أما إيران فلها خسائر كبيرة أيضا لا تقل عن خسائر موسكو، حيث تخشى إيران أن يشجع هذا الانتصار الأقلية القومية الأذرية التي يصل حجمها لنحو 35 مليون شخص إلى تأجيج التوترات الداخلية.

مشكلة اقتصادية أخرى تواجه إيران وهي مشروع ممر زنغزور، حيث تعمل باكو على مد طريق مباشرة من ناخيتشيفان إلى تركيا عبر أرمينيا، ما سيؤدي لفصل طهران نهائيا عن أرمينيا والإضرار بتجارتها مع دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

تركيا، حليف أذربيجان المنتصرة، بالتأكيد خرجت رابحة من هذه المعركة التي ضمنت لها توسيع نفوذها السياسي في الإقليم، فضلا عن المصالح التجارية التي ستضمنها باكو لأنقرة خلال الفترة المقبلة.

أما الولايات المتحدة فهي منتصرة بكل المقاييس، حيث تسعى لتسريع تحويل جنوب القوقاز إلى منطقة واحدة تتجه نحو الغرب واحتواء إيران على حدودها الشمالية وخلق ظروف أكثر إزعاجا لموسكو وطهران فيما يتعلق بمشاريع النقل واللوجستيات التي يروج لها البلدان.

حول هذا الموضوع، دارت نقاشات حلقة اليوم الثلاثاء من برنامج «مدار الغد»، الذي يعرض عبر قناة «الغد»، وفيه تحدث من يريفان، السفير فوق العادة في الخارجية الأرمينية، إدمون ماروكيان، ومن باكو، الباحث في العلاقات الدولية، رصيف حسينوف، ومن موسكو، الأكاديمي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور رولاند بيغاموف، ومن إسطنبول، الكاتب والباحث السياسي، فراس رضوان أوغلو.

لقاء خاص مع يريفان إدمون ماروكيان السفير فوق العادة في الخارجية الأرمينية

خبير: إقليم كاراباخ شهد العديد من الفظائع وسقط به العديد من الضحايا

هل تخلت روسيا عن أرمينيا بعد اتجاه «يريفان» إلى المعسكر الغربي في حرب أوكرانيا؟

خبير: أرمينيا كانت بعيدة عن التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي طرأت على المنطقة