يرى خبير روسي في الشئون الدولية، أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تغامر بالخلاف مع النظام التركي، ولن تستطيع إهمال الدور التركي في المنطقة، مؤكدا أن « الرئيس بايدن قرر عدم الدخول في خلاف مع تركيا».
وقال الباحث الروسي «غينادي بيتروف»، رغم كل استيائه من سياسات رجب طيب أردوغان، فإن البيت الأبيض سيواصل التعاون مع تركيا، التي لا يمكن للأمريكيين الاستغناء عن مساعدتها في سوريا.وهذا ما يُستنتج من تصريح مدير الدائرة الصحفية بوزارة الخارجية نيد برايس، في أعقاب رسالة بعث بها أعضاء في الكونغرس الأمريكي إلى وزير الخارجية أنطوني بلينكين يطالبونه فيها بمسار أكثر صرامة تجاه تركيا.
وقرر «تيد برايس» الامتناع عن انتقاد تركيا، في حين كان ينتظر عكس ذلك من البيت الأبيض.
فأولاً، السلطات التركية نفسها تتصرف بشكل استفزازي. فقد قال مدير مؤسسة الصناعة الدفاعية التركية إسماعيل دمير، في الثالث من مارس/ آذار، إن بلاده، على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة، لا تنوي قطع المفاوضات مع روسيا بشأن تزويدها بالفوج الثاني من منظومة الدفاع الجوي إس-400؛
وثانيا، يطالبون في الكونغرس إدارة بايدن باتخاذ إجراءات فعالة ضد أردوغان. فقد وقّع أكثر من 170 نائبا، جمهوريين وديمقراطيين، رسالة إلى وزير الخارجية «بلينكين» تحثه على الاهتمام بانتهاكات حقوق الإنسان في تركيا.
يبدو إعلان برايس وكأنه نوع من الرد على المشرعين الأمريكيين، وهو دليل على أن الخلاف مع تركيا غير مرغوب فيه بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن.
ونقل الخبير الروسي «غينادي بيتروف»، عن مدير مركز أوروبا والشرق الأوسط بمعهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر شوميلين: «من غير المرجح إجراء أي مراجعة جذرية للعلاقات بين البلدين. من الممكن إجراء تعديل معين للعلاقات بينهما، لفظيا لا أكثر».
وأضاف بيتروف، إن مدير مركز أوروبا والشرق الأوسط بمعهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، «شوميلين » يرى أن السياسة الأمريكية في الاتجاه التركي ستكون على ارتباط وثيق بكيفية تعامل الاتحاد الأوروبي مع أردوغان.
وحتى الآن، لا توجد مؤشرات على أن بروكسل قررت الخلاف الجاد مع البلد الذي يعتمد عليه حل العديد من المشكلات الملحة لأوروبا، على سبيل المثال، مشكلة الهجرة غير الشرعية من الشرق الأوسط، والتي تم ضبطها حتى الآن بفضل مخيمات اللاجئين في تركيا.
