خبير روسي: لماذا فشلت «الثورة» في الولايات المتحدة الأمريكية؟

يرى الخبير والمحلل السياسيي الروسي الشهير، ألكسندر نازاروف، أن هناك متغيرات داخل المجتمع الأمريكي بدأت تفرض أحكامها ولها تداعيات خطيرة،  وقد بدأت مؤشراتها في سابقة تاريخية باقتحام مبنى الكونجرس لتعطيل الموافقة على فوز الرئيس «الديمقراطي» المنتخب جو بايدن.. ويتساءل الخبير الروسي: لماذا فشلت الثورة في الولايات المتحدة الأمريكية؟ ولماذا أصبح اقتحام الكونجرس الأمريكي أمراً ممكناً؟!

الانخفاض المستمر في نسبة البيض يهدد سلطة الجمهوريين

ويقول : إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تحمل طابعاً مصيرياً لكلا المعسكرين المتنافسين (الجمهوريين والديمقراطيين)، فالتغيرات الديموغرافية، أي انخفاض نسبة البيض بين سكان الولايات المتحدة الأمريكية، سوف تحرم الجمهوريين للأبد من فرصة الوصول إلى السلطة على المستوى الفدرالي، أو على الأقل الجمهوريون بشكلهم الحالي.
ويخطط الديمقراطيون لمنح الشرعية لـ 11 مليون مهاجر غير شرعي، وجعل بورتوريكو ولاية أمريكية، وزيادة عدد قضاة المحكمة العليا، وتعيين الديمقراطيين هناك. بشكل عام، ونظراً للانخفاض المستمر في نسبة البيض، فلن يتمكن الجمهوريون مرة أخرى من الصعود أعلى من مستوى بعض الولايات الفردية في أي من أفرع السلطة

 

قضية حياة أو موت.

لقد حرمت انتخابات الخامس من يناير الجاري، على مقعدي عضوين جمهوريين من مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، الجمهوريين من السيطرة على مجلس الشيوخ، وأصبحت الآن هزيمتهم نهائية باتة، وستصبح الولايات المتحدة الأمريكية، التي كان الجمهوريون يعرفونها، شيئاً من الماضي البعيد، الذي سيختفي للأبد عقب تولّي بايدن منصب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية. وبالتالي، فقد أصبحت القضية بالنسبة للجمهوريين من النخب والمؤيدين هي قضية حياة أو موت.

صعود الأقليات.. ودفع البلاد نحو  الحرب الأهلية

وبالنسبة للحزب الديمقراطي، فإن التغيرات الديموجرافية، للوهلة الأولى، تبدو أمراً إيجابياً لا لبس فيه، حيث ترتفع نسبة الأقليات القومية، وستستمر في الارتفاع لعقود قادمة. الآن تصوّت تلك الأقليات لصالح الحزب الديمقراطي، ما يعني أن الديمقراطيين سوف يحكمون للأبد. يبدو الأمر، وكأنه لا داعي لمحاربة ترامب إذن بهذه الضراوة، وفي نفس الوقت دفع البلاد نحو شفا الحرب الأهلية.

عوامل انقسام الحزب الديمقراطي إلى أحزاب جديدة !

وتابع «نازاروف» في مقال نشرته وسائل الإعلام الروسية: لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فالديمقراطيون اليوم هم مجموعة غريبة من الأقليات العرقية والليبراليين البيض وأنصار الاشتراكية. بالإضافة إلى ذلك، ينقسم القادة الديمقراطيون إلى مجموعتين، فمن ناحية يوجد من هم الآن في السلطة بالحزب الديمقراطي، الممثلين عن قطاع رأس المال الضخم، وكبار السن البيض، الذين يبلغ متوسط أعمارهم أعلى حتى بكثير من متوسط عمر حكومة بريجنيف قبل انهيار الاتحاد السوفيتي. ومن ناحية أخرى يوجد الممثلون عن الشباب من الأقليات العرقية، من ذوي الرؤى اليسارية. بمعنى أن انقسام الحزب الديمقراطي نفسه إلى حزبين أو إلى أحزاب جديدة هو أيضاً أمر لا مفر منه بمرور الوقت ومن حيث المبدأ.

 

أمريكا تتحول إلى «لبنان عملاق»

ومع ذلك، فإذا خسر الديمقراطيون الآن، فإن الحزب الديمقراطي كان سوف ينقسم الآن، بينما ستتحول الولايات المتحدة الأمريكية إلى لبنان عملاق، لا تتمتع فيه أي من القوى السياسية بالقوة الكافية لتولي السلطة بمفردها، ويكاد يكون التحالف بين هذه القوى السياسية مستحيلاً على نحو مطلق، لعدم توافق الأهداف والأجندات السياسية، وهو عدم توافق يفوق نظيره في لبنان بمراحل. والفوضى المحتملة إثر ذلك تحتاج لمناقشة مفصّلة.
في الوقت نفسه، فبالنسبة للقيادة القديمة للحزب الديمقراطي، أصبحت الهزيمة الآن هي الأخرى قضية حياة أو موت بالمعنى السياسي، ولن يكون لديهم فرصة أخرى للوصول إلى السلطة.لذلك فالصراع الذي نراه اليوم هو صراع بقاء ليس محوره الحياة قدر ما محوره الموت.

 

النخبة الجمهورية كانت متماسكة حول ترامب

كل ذلك يدفعنا إلى إلقاء نظرة فاحصة على خطوات ترامب الأخيرة. فقبل شهر من انتهاء ولايته، استبدل وزير الدفاع بوزير ممن يدينون له بالولاء، كما أقال المدعي العام السابق لرفضه التحقيق في الاحتيال المزعوم. وقد رأينا بوضوح خطوات التقدم بالطعن في 18 ولاية على رأسها ولاية تكساس، أمام نتائج انتخابات المحكمة العليا. كما نرى مجموعات من أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين يرفضون الاعتراف بانتصار بايدن. أي أن النخبة الجمهورية، إن لم يكن بالكامل، فإلى حد كبير، كانت متماسكة حول ترامب. وأعتقد أنهم على دراية بثمن القضية وبآفاقهم السياسية ومصممون بإصرار حتى اللجوء للقوة لحل القضية.

اقتحام الكونجرس لم يكن مصادفة

وقال الخبير الروسي: “لقد بدا واضحاً أن ترامب ربما كان يستكشف إمكانية استخدام القوة العسكرية، من الرسالة المفتوحة التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست في 3 يناير الجاري، نقلاً عن وزراء دفاع سابقين، يحثون فيها ترامب على عدم استخدام الجيش في محاولاته لمنع نقل السلطة إلى بايدن”.
وتابع أن تنظيم مظاهرة لأنصار ترامب يوم أمس، 6 يناير، في نفس يوم المصادقة على نتائج التصويت، لم يكن مصادفةً. أعتقد أن خطة ترامب كانت أن يرفض نائب الرئيس مايك بنس، التصويت على الانتخابات لأسباب رسمية، بصفته رئيساً لمجلس الشيوخ. بعد ذلك كان يتعين على حشد المؤيدين تحييد أي محاولات من قبل الديمقراطيين لمقاومة مثل هذا التطور للأحداث. لذلك لم يكن اقتحام الكونغرس، على الأقل، مستبعداً.

خيانة «بنس» لترامب أحبطت الخطة وهزمت الثورة

ومع ذلك، فإن خيانة نائب الرئيس، بنس، واحتمال عدم استعداد الجيش المحتمل لدعم ترامب أحبطت هذه الخطة. وربما كان السبب أن دونالد ترامب نفسه لم يقرأ لفلاديمير لينين، الذي كتب أن التأخير في الاستيلاء على السلطة الكاملة والقضاء على المعارضين يعني هزيمة الثورة.

انهيار أمريكا سوف يحدث في السنوات العشر القادمة

لم يذهب ترامب نحو التصعيد، ولم يتوجه إلى الشعب، ربما لهذا السبب خسر ترامب شخصياً بالفعل. من الممكن كذلك أن يحاكم الديمقراطيون الرئيس ترامب شخصياً، مؤكدين من جديد تحول الولايات المتحدة الأمريكية إلى دولة من دول العالم الثالث.
هل هذا يعني وقف انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية؟ قطعا لا، بل على العكس.
دائماً ما كنت ولا زلت أتوقع أن انهيار الولايات المتحدة الأمريكية سوف يحدث في السنوات العشر القادمة.
هناك لذلك ثلاث معطيات أساسية، ثلاثة عوامل، لكنها في درجات مختلفة من النضج، وحتى الآن لم تتطور لتصبح سبباً مثالياً عاصفاً.

عناصر التفكك والانهيار

فسوف تنضج العوامل العرقية والديموغرافية بالكامل لتصل إلى 100% في غضون 20 عاماً، عندما يصبح البيض أقلية في الولايات المتحدة. على مستوى السياسة الخارجية، ستنتقل زعامة العالم إلى الصين، وهو عامل سينضج خلال 10 سنوات (في غضون 5 سنوات ستتفوق الصين على الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادياً، وفي غضون 15 عاماً في المجال العسكري). تعتبر الأزمة الاقتصادية وانهيار هرم الديون والدولار كعملة عالمية هي الأصعب تنبؤاً، فمن الممكن أن يحدث ذلك في غضون عام، أو في غضون خمسة أعوام، وربما حتى بعد ذلك. وهي الأزمة التي ستؤدي إلى تفاقم كل الأزمات الأخرى.
في غضون 5-10 سنوات، وعلى الرغم من أن نضج الأزمة العرقية قد يكون قد وصل إلى 70%، والسياسة الخارجية بنسبة 80%، والاقتصاد بنسبة 90-100%، فإن هذه الأزمات مجتمعة ستكون قاتلةً تماماً بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

 

أمريكا تتحول بسرعة إلى صورة فنزويلا

ويضيف الخبير الروسي: إننا نشهد الآن بالفعل أشياءً غير مسبوقةٍ تماماً، فاستقرار الولايات المتحدة الأمريكية يتزعزع، بينما تتحول الولايات المتحدة بسرعة إلى فنزويلا.
فما الذي سيحدث بعد ذلك؟ لقد قلت بالفعل إن أحد العوامل الحاسمة للانتقال إلى تصعيد المواجهة، هو إدراك الجمهوريين والمحافظين البيض بشكل عام حقيقة أنهم فقدوا السلطة على المستوى الفدرالي للأبد. دوماً وإلى الأبد! فلو كان الجمهوريون احتفظوا بالسيطرة على مجلس الشيوخ، كان إدراك ذلك سيستغرق دورة انتخابية أخرى. لكنهم خسروا مجلس الشيوخ، وهو ما أدى إلى تسريع العملية بشكل كبير.
ولا تزال هناك فرصة ضئيلة لاستمرار أو تصعيد الاحتجاجات الحالية إلى شكل حرب أهلية أو انهيار للولايات المتحدة الأمريكية..إلا أن الأحداث يمكن أن تتطور بشكل أسرع إذا تدهور الوضع الاقتصادي بشكل حاد.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]