وصف خبراء عسكريون مصريون، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه قصف لـ «خيار التهدئة»، وللتحرك المصري الذي يتواصل منذ أكثر من شهر لفرض التهدئة في قطاع غزة المحاصر ـ بحسب الخبير العسكري اللواء محمود عبد اللطيف، مؤكدا للغد، أن العدوان الإسرائيلي، كشف عن فشل عملية عسكرية وصفها رئيس أركان جيش الاحتلال، غادي أيزنكوت، بـ «عملية ذات أهمية كبيرة لأمن إسرائيل»، حاولت تنفيذها الوحدة الإسرائيلية الخاصة المتسللة إلى جنوب قطاع غزة لعمق ثلاثة كيلومترات، مستخدمة سيارة خاصة، وبـ«ملابس نساء» للتمويه.
دولة الاحتلال تخفي هدف عملية التسلل الفاشلة
ويرى اللواء عبد اللطيف، أن هدف العملية الفاشلة، الذي تراه السلطات الإسرائيلية سرا، لا يخرج عن أمرين، احدهما محاولة اغتيال قيادات من المقاومة الفلسطينية.. والأمر الثاني وهو شبه المؤكد، من وراء العملية الفاشلة، هو محاولة استخبارية ـ عسكرية للوصول إلى معلومات حول الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، أو تنفيذ عملية لإنقاذهم، وأعتقد أن هذا هو الهدف، لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو وصف هذه العملية الفاشلة، بأنه «سوف يحين ذات يوم وقت الإفصاح عنها».. وهذا يعني أن هدف العملية لم يكن كما وصفها الجنرال الإسرائيلي، تل روسو، القائد السابق للقيادة العسكرية للمنطقة الجنوبية والمختص بالعمليات الخاصة، بأنها تدخل في إطار عمليات روتينية يقوم جيش الاحتلال بتنفيذها «كل يوم، كل ليلة» في أماكن متفرقة من قطاع غزة !
قصف للجهود المصرية لفرض خيار التهدئة
وتابع الخبير العسكري للغد: إن القوات الجوية لجيش الاحتلال تدخلت في محاولة لإعطاء غطاءٍ ناري لـ «القوة الهاربة»، ونفذ عشرات الغارات في قطاع غزة، وهي عمليات قصف للجهود المصرية لفرض «خيار التهدئة»، ولكن يبدو أن إسرائيل كانت تسعى من وراء الاتصالات والمشاورات بشأن التهدئة وقف فعاليات وأنشطة مسيرات العودة الفلسطينية ووقف إطلاق الطائرات الورقية الحارقة من قطاع غزة، خاصة وأن مناطق الاستيطان في غلاف غزة واجهت خسائر مادية ونفسية كبيرة، وفجرت جدلا ساخنا داخل إسرائيل وما صاحب ذلك من اتهامات وانتقادات للجيش.
- وقال الخبير العسكري للغد، العملية العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف حاليا قطاع غزة، هي ليست الأولى التي قام بها جيش الاحتلال داخل القطاع منذ حرب صيف عام في 2014، ولكن هناك ما يمكن أن نطلق عليه «تصفية حسابات» جراء عملية التسلل الفاشلة، ويحاول جيش الاحتلال أن يغطي على «فشله»، وفي نفس الوقت ينهي مساع التهدئة مع قطاع غزة.
دولة الاحتلال لا تتجاوب مع جهود الوسطاء
رؤية الخبير العسكري، اللواء عبد اللطيف، جاءت متوافقة مع ما ذكرته القناة الثانية العبرية صباح اليوم الثلاثاء، بأن إسرائيل علقت الجهود الرامية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، وأن محادثات التهدئة متوقفة، وإسرائيل لا تتجاوب مع جهود الوسطاء الرامية لعودة الهدوء للقطاع..ووفقاً للقناة العبرية، قررت إسرائيل تعليق المحادثات مع مختلف الوسطاء حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة!!
دعم أمريكي «سافر» للعدوان الإسرائيلي
ويشير سياسيون مصريون، إلى أن تصعيد دولة الاحتلال لعدوانها على قطاع غزة، يستند إلى حالة «الصمت والتجاهل الدولي» لإعتداءاتها المتواصلة على غزة، والقصف شبه المتواصل، إلى جانب دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل، وهو ما عبر عنه اليوم المبعوث الأمريكي، جيسون جرينبلات، قائلا : «نقف مع إسرائيل في دفاعها عن نفسها ضد تلك الهجمات، هذا العنف يمنع أي مساعدة حقيقية لسكان غزة»، بحسب تعبير السفير محمد جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية.. مضيفا للغد: لا توجد ردود فعل رادعة للعدوان الإسرائيلي، باستثناء نداءات دولية وعربية لضبط النفس أو شجب العدوان، بل نددت الولايات المتحدة بحركة حماس.
- ومن جهة أخرى، وصفت الخارجية الروسية، في بيان لها، العملية العسكرية الإسرائيلية (التسلل في غزة)، بـ «المستفزة»، وحمّلت «إسرائيل» مسؤولية التصعيد في غزة، محذرة من خطوة الوضع، لأنه قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق ويدفع إلى انهيار الوضع الإنساني في غزة.