خبير عسكري للغد: «ملامح مشتركة»بين مسيرات العودة الفلسطينية وحرب الاستنزاف المصرية

كشف خبير عسكري للغد، عن ما وصفه بـ «القاسم المشترك» بين حرب الاستنزاف المصرية، ومسيرات العودة الفلسطينية، في مواجهة دولة الاحتلال.. موضحا أن الحالتين استهدفتا استنزاف قوات العدو، وكل من المواجهتين لم تحظيا باهتمام إعلامي عربي، بينما «القاسم المشترك» كان التسبب  في حرج داخلي واجهته إسرائيل بسبب الخسائر البشرية اليومية في صفوف قواتها إبان حرب الاستنزاف،على الجبهة المصرية، والخسائر المادية والمعنوية داخل المستوطنات الإسرائيلية، في المواجهة مع «كتائب أسلحة شعبية» على جبهة غزة.

 

 

 

  • وقال الخبير العسكري، إن مسيرات العودة فاجأت الإسرائيليين، منذ انطلاقها في 30 /3 / 2018 .. وحرب الاستنزاف  المصرية، والتي اشتعلت في  الأسبوع الثاني من شهر يونيو/ حزيران 1968 ( واستمرت ثلاث سنوات وحتى  شهر مايو/ آيار 1970) فاجأت إسرائيل عقب حرب الأيام الستة التي احتلت فيها اسرائيل الأرض العربية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء.. وأضاف اللواء محمود عبد اللطيف للغد: إن حرب الاستنزاف المصرية، كسرت حاجز الهزيمة، وكشفت عن إرادة لتحرير الأرض.. بينما نجد مسيرات العودة الفلسطينية، أعادت لأول مرة الروح  لحقوق «العودة» الفلسطينية، وأصبح «حلم العودة» المتجسد في شعارات وفعاليات مسيرات العودة، هاجسا أمنيا وسياسيا يقلق دولة الاحتلال، ورأينا كيف أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، تسعى لإنهاء حقوق العودة من خلال توصيف أمريكي لكلمة لاجىء، ثم القضاء تماما على وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

 

 

  • وتابع الخبير العسكري في رسم بعض الملامح بين حرب الإستزاف المصرية ومسيرات العودة ..قائلا: عسكريا هناك نظرية تتحدث عن دور الإرادة الشعبية، والتي تتجسد في عمليات قواتها المسلحة، وإذا كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، هو صاحب اسم حرب الاستنزاف، فقد كان مدركا لحجم التضحيات من أجل الإعداد لمعركة التحرير الكبرى، وقبل ذلك توجيه رسالة للعدو، بأن الإرادة المصرية لم تنهزم، ومصر لن تتراجع عن تحرير الأرض.. ثم قبل الرئيس ناصر مبادرة روجرز، ووقف حرب الإستنزاف، بهدف الانتهاء من بناء حائط الصواريخ على الجبهة المصرية، وقد تحقق الهدف، واعترفت إسرائيل بخسائرها وارتفاع عدد قتلاها، ومن هنا سارعت بطلب الوساطة من واشنطن عن طريق وزير الخارجية «وليام روجرز»،لطرح مبادرة وقف إطلاق النار.. ونجد هناك بعض «ملامح» فيما يتصل بمسيرات العودة الفلسطينية:

 

 

  • أولا: إرهاق العدو واستنزافه .. وثانيا: تأكيد إرادة الصمود والتحدي .. وثالثا: تحديد الهدف ورفع شعاره، وهو هنا حق العودة، ورفع الحصار عن قطاع غزة .. ورابعا: كانت حرب الإستنزاف المصرية هي «الحرب المنسية عمدا» ولم تحظ بما تستحقه في الإعلام العربي تحديدا، رغم أنها استمرت نحو  ثلاث سنوات، ووصفتها إسرائيل بأنها «حرب الألف يوم».. والأمر ينسحب أيضا على مسيرات العودة والتضحيات من الشهداء والجرحي في تسلسل شبه يومي.

 

 

  • وأضاف اللواء عبد اللطيف:  هناك بالطبع فرق بين عمليات جيش نظامي، وبين عمليات حشد شعبي، ولكن الرابط هنا هو استنزاف العدو.. وإذا كان الفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية المصري وقتئذ، قد تناول «تكتيك المواجهة» في حرب الإستنزاف، والعمليات النوعية التي قام بها الجنود، وفي كثير منها برزت أفكارا من الجنود مع عبورهم إلى سيناء المحتلة والاشتباك مع جنود العدو والعودة بأسرى، فإن مسيرات العودة، سجلت أيضا «نقلة نوعية» في المقاومة والنضال الفلسطيني، ووجدنا أنفسنا أمام «إبداعات شعبية» تمثلت فيما يمكن وصفه بـ «تكتيك شعبي» في مواجهة جيش الاحتلال، بدأ بأسلحة حرق الإطارات لتضليل رؤية القناصة من جيش الاحتلال، بعد تحديد اتجاه الريح إلى الشمال الشرقي، وأيضا سلاح «المرايا العاكسة» لنفس الهدف، وسلاح «قص السياج» وتسجيل اختراقات، تمكّن خلالها شبان من اشعال النيران في ثكنة عسكرية بعد اختراق الحدود، متحدين رصاص القناصة الإسرائيلية، وفي تحد واضح بالعبور إلى داخل أراضي فلسطين التاريخية المحتلة، وتمكن الشباب الفلسطيني من العودة ومعهم بعض مهام من مراكز عسكرية إسرائيلية.

 

 

  • واللافت للنظر، أنه تم تقسيم هذه الأسلحة الشعبية  بمسميات عسكرية (وحدات)، ومنها «وحدة الكاوتشوك»، و«وحدة قص السياج»، و«وحدة البالونات الحارقة»، أو الطائرات الورقية البدائية، وأطلق منها أكثر من 1000طائرة ورقية وبالون؛ ما أدى إلى اشتعال حرائق في الغابات والمحاصيل الزراعية، ووصلت المساحة التي تعرضت للحرق إلى أكثر من 8000 فدان ( نحو 32 ألف دونم ) من الأحراش والأراضي الزراعية، وكبدت اقتصاد إسرائيل خسائر مالية.. وقُدِّرت تكاليف تلك الغابات والمحاصيل المزروعة بنحو مليوني دولار، في حين بلغت مصاريف مكافحة الحرائق نحو 550 ألف دولار، بحسب تقارير إسرائيلية، وفي حقيقة الأمر فإن خسائر إسرائيل ترتفع كثيرا عن هذا الرقم، إلى جانب خسائر نفسية، من هلع ورعب يحيط بالمستوطنين، في منطقة ما يعرف بـ «غلاف غزة»..

 

  • وأستحدثت قبل أسبوع  «وحدة الإشغال الليلي»، وتضم شبانا، يعملون على مقارعة جنود الاحتلال في ساعات الليل قرب الحدود، واستنزافهم نفسيا وجسديا، بشكل لم يعتد عليه الجيش الإسرائيلي منذ بداية فعاليات مسيرات العودة، حيث جرت العادة على انتهاء الفعاليات قبل حلول المغرب، وتحدد عمل «وحدة الاشغال الليلي»، بإطلاق صافرات الانذار قرب الحدود، لإخافة الجنود، وإشعال النيران في إطارات السيارات، كل هذا في ظل ظروف معيشية قاسية، وصفتها الأمم المتحدة في تقرير أصدرته قبل أيام، بـ «كارثية» بسبب الحصار، وأن الوضع في القطاع أصبح غير صالح للعيش، ونذكر أيضا أننا كنا أثناء حرب الإستنزاف نواجه ظروفا معيشية صعبة في مصر.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]