كشف خبراء عسكريون عن فشل دولة الاحتلال في مواجهة حرب «الطائرات الورقية» مع الفلسطينيين.. مؤكدين أن ابتكار«السلاح الشعبي» الفلسطيني، أصاب سلطات الاحتلال والمستوطنين بالـ « القلق والرعب»، بعد فشل التصدي لطائرات الفلسطينيين الورقية، وحين لجأ جيش الاحتلال للصواريخ في مواجهة طائرات ورقية لم يحقق تفوقا على طائرات من ورق مشتعلة تصيب أهدافها داخل المستوطنات ومحيطها العسكري والمدني، بحسب تعبير الخبير العسكري اللواء محمود عبد اللطيف، للغد، مشيرا إلى تأكيد عضو الكنيست الإسرائيلي، النائب حاييم يالين، (المعسكر الصهيوني) بأن الطائرات الورقية سلاح حقيقي، و«علينا الرد على الطائرة الورقية كأنها صاروخ».
إنهيار «المناعة الاجتماعية» للإسرائيليين
وقال الخبير العسكري للغد : إن «الطائرات الورقية» تكتيك حرب جديد، أثبت فشل المواجهة من جانب سلطات الاحتلال، وقد أطلق الفلسطينيون مئات الطائرات الورقية المحترقة من قطاع غزة باتجاه جنوبي إسرائيل ما تسبب بعشرات الحرائق التي أتت على آلاف الدونمات من الحقول والغابات، وتواجه الحكومة الإسرائيلية إشكالية في وقف هذه الطائرات الورقية، بينما تتصاعد التساؤلات في إسرائيل عن وجود حل حقيقي لها، وأخطر ما تواجهة دولة الاحتلال هو ما عبر عنه رئيس مجلس «أشكول» المحيط بغزة «غادي يركوني»، بإصابة «المناعة الاجتماعية» لدى الإسرائيليين في المستوطنات المحيطة بالقطاع، وهم يتابعون بقلق ورعب كل يوم الحقول والكروم وهي تحترق.
وتابع الخبير العسكري للغد: إن الشعب الفلسطيني يواجه دولة عسكرية حديثة بما تمتلكه من ترسانة وسلاح نووي فتاك؛ ولكن هذا الشعب ابتكر أساليب جديدة أصابت سلطات الاحتلال بالقلق بسبب حالة العجز عن مواجهة الطائرات الورقية، حتى «القبة الحديدية» التي أمدت بها واشنطن إسرائيل، لا تستطيع بالطبع التصدي وإسقاط الطائرات الورقية، كما أنه ليس منطقيا تشغيل القبة الحديدية لإسقاط طائرة ورقية تبلغ تكلفتها قطع من الورق أو القماش أو «النايلون»، ولكنها تسبب خسائر «اقتصادية ونفسية» وهو ما كشف عنه تقرير صحيفة «هآرتس» العبرية، بأن الطائرات الورقية أصبحت تشكل أرقا دائما ومتواصلا لجيش الاحتلال، حيث مثل استخدام سلاح الطائرات أو الأطباق الورقية رعبا حقيقيا للكيان في ظل الفشل الذريع في مواجهة هذه الأطباق ومنع استمرار اشتعال الحرائق في مزارع المستوطنين، رغم انتشار قوات الاحتلال وطواقم الإنقاذ على طول الخط العازل.
ويؤكد اللواء عبد اللطيف، أن جيش الاحتلال يبحث عن حل في مواجهة الطائرات الفلسطينية الورقية، بدءا من استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، وهي مواجهات فشلت، وفي المقابل نجد الأصوات داخل دولة الاحتلال، ترتفع مطالبة بوضع نهاية لحرق الكروم والمزارع بطريقة تتحاشى المساس بالأطفال وبالتالي المساس بصورة إسرائيل، ولذلك ترى حكومة الاحتلال «العاجزة» عن الحل، أن مطلقي الطائرات الورقية يشكلون «هدفا عسكريا شرعيا» باعتبار أن الطائرات الورقية تستخدم كوسيلة قتالية، لأنها تسببت في حرق مزارع وغابات في مئات الهكتارات «الأفدنة»، وحولت «غلاف غزة» إلى جحيم بفعل الحرائق، وتم تسجيل أكثر من 550 حريقا حتى الآن، من بينها حرق مزرعة ابن رئيس الوزراء الأسبق، شارون، في النقب، واختناق مئات من طيور وحيوانات المزرعة.
«انتصار جوي» فلسطيني
ويضيف الخبير العسكري، نحن أمام مواجهة غير متكافئة بالطبع ، ولكنها أثبتت فشل المواجهة من جانب سلطات الاحتلال، وتحقيق ما يمكن تسميته بـ «انتصار جوي» فلسطيني، والدليل تهديد وزير الأمن الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان» مطلقي الطائرات والبالونات المحترقة من غزة بالاغتيال والتصفية الجسدية، وهو يعتقد أن هذا هو الحل الوحيد في حرب الطائرات الورقية، ومما يتطلب من الجيش الإسرائيلي تكثيف ردود أفعاله !! بينما أخطر ما يواجه الجيوش النظامية في العالم، هو التعامل مع «تكتيك حرب» شعبي، غالبا يصبح مثل حالة «مواجهة أشباح» لا يمكن السيطرة عليها ومحاصرتها.
