أكد عضو هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في مدينة بيت لحم حسن بريجيه، أن الاحتلال الإسرائيلي كثف في الآونة الأخيرة من استهدافه لقرية الولجة القريبة من مدينة بيت لحم، ولن يتوقف عند حد توسيع مستوطنة “هار جيلو” المقامة على أراضي القرية، مشدداً على أن نجاح الاحتلال في تطويع القرية من خلال مخططات الاستيطان والجدران والحواجز، التي تتهدد ما تبقى من آراضي فيها، يمثل إزالة لآخر عقبة أمام المشروع الإسرائيلي المسمى “القدس الكبرى” .
ضم القرية
وقال بريجيه في حديث لموقع “الغد” حول الحملة الاستيطانية التي تتعرض لها قرية الولجة “إن الاحتلال يهدف إلى إخضاع القرية، باعتبارها العقبة الأخيرة في مواجهة المشروع الاستيطاني الأكبر، الذي يتهدد الضفة الغربية والقدس المحتلة، وهو ما يجعلها في دائرة الاستهداف المستمر من قبل الاحتلال وبقرار سياسي للسيطرة على القرية وقطع أي تواصل فلسطيني مع القدس”.
وشدد بريجيه، على أن الاحتلال يتعامل مع قرية الولجة على إنها جزء لا يتجزأ من القدس، وبالتالي فإن معظم المخططات تأتي لفتح الطريق أمام البدء في مشاريع استيطانية، لربط تجمع مستوطنات غوش عتصيون جنوب بيت لحم بالقدس الغربية، من خلال شوارع التفافية وإنفاق وشبكة سكة حديد، لإيصال المستوطنين من غوش عتصيون إلى القدس، وذلك عبر آراضي الريف الغربي والجنوبي لبيت لحم بدءاً من عتصيون والجبع ونحالين وحوسان وبتير وصولاً إلى الولجة شمال المدينة.
وتضم قرية الولجة آراضي من العام 48 وأراضي 67 وعليها ومقام عليها مستوطنة “جيلو” و”هار جيلو”، وقد عمد الاحتلال على استقطاع مساحات واسعة من أراضيها، على اعتبار أنها أراض تابعة للقدس، كما أعلن الاحتلال أجزاء أخرى أنها أراضي دولة، وأخرى صدر بحقها قرارات عسكرية في مسعى لإخضاعها واحتواءها كي تكون جزء من المخطط الاستيطاني الكبير.
ترفيه المستوطنين
وأشار بريجيه، إلى أن الاحتلال يواصل سياسة تضييق الخناق على القرية، وأن آخر مشروع استيطاني يتهددها، هو توسيع مستوطنة هار جيلو المشيّدة على أراضي قرية الولجة، إضافة إلى نقل حاجز عين الحنية لكي يكون بمحاذاة مدخل القرية، بحيث تكون مغلقة من جميع الجهات، ولها بوابة واحدة يتحكم هو بالداخلين والخارجين.
وأضاف أن الاحتلال يحاول استخدام أراضي قرية الولجة لتدشين شوارع وأنفاق وشبكة سكة حديد، في إطار بنية تحتية تخدم رفاهية للمستوطنين باتت تهدد ما يزيد عن 2000 دونم في الأحواض الطبيعية بالسرج وخلة نوفل والرويسات والقصير، مشيراً إلى أن القرية تعرضت لعدة نكبات منذ العام 48 لمصادرة أراضيها، وأن موقعها الجغرافي هو مزعج للاحتلال ما صعد من عملية الاستهداف له، معتبراً أن سقوط الولجة يعني سقوط محافظة بيت لحم جغرافياً وادارياً وعملياً، وبالتالي تكريس واقع جديد يخدم مخططاته الاستيطانية، ويصعب إزالته في أي اتفاق سياسي مستقبلي قد يحدث.
وكشف بريجيه، عن محاولات مستمرة لمواجهة استهداف القرية حيث وقف ما يزيد عن 43 منزلاً ورفع التماس لوضع مخطط هيكلي للقرية وغير ذلك، لكنه أضاف أن كل ذلك لا يوازي الهجمة الهائلة التي تتعرض لها القرية، ولا ترتقي إلى مستوى الخطر التي تتعرض له، ولا تقارن مع هجمة الاحتلال الذي لا ينفك عن مواصلة استهداف القرية وبطرق متعددة تارة بالاستيطان وأخرى بالأوامر العسكرية وثالثه بالجدران والحواجز.
300 وحدة استيطانية
وشرعت حكومة الاحتلال في تنفيذ أعمال توسيع لمستوطنة “هار جيلو” وربطها مع مستوطنة “جيلو” في جنوب القدس، يتضمن إقامة أكثر من 300 وحدة استيطانية جديدة، وإنشاء خط للقطار الخفيف يربط مستوطنات شمال القدس بالمستوطنات الواقعة جنوبها، ما سيؤدي إلى الاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي بلدة (الولجة) ويعزلها عن محيطها الفلسطيني، والاستيلاء على الأحواض المائية الموجودة في المنطقة.
ونددت السلطة الفلسطينية، بالمخطط الاستيطاني الجديد، والذي قالت إنه “يأتي في إطار مخطط توسيع حدود القدس جنوبا نحو التجمع الاستيطاني المسمى بغوش عتصيون، وعزل القرى والبلدات الفلسطينية جنوب القدس عن محيطها الفلسطيني بهدف خلق أغلبية يهودية فيما يسمى بالقدس الكبرى” .
وحملت السلطة الفلسطينية، الإدارة الأمريكية “المسؤولية كاملة عن الانفلات الإسرائيلي من أي قانون أو شرعية دولية، وعن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكبها سلطات الاحتلال على مرأى ومسمع من العالم”.