قال الخبير في الشأن الروسي، الدكتور فائز حوالة، إن الولايات المتحدة تستخدم جيش “العدالة والتنمية”، الحزب التركي الحاكم، بقيادة أردوغان من أجل القيام بالأعمال القذرة، سواء في سوريا أو في ليبيا أو حتى في السودان والصومال وغيرهم.
وأوضح حوالة، خلال لقاء لفضائية “الغد”، أنه بعد التورط الأمريكي في العراق وأفغانستان والتكبد خسائر كبيرة، اتجهت إلى نمط كان مستخدماً إبان الحرب العالمية الأولى من خلال الإمبراطورية العثمانية، عندما كانت تأخذ بالجيش الإنكشاري ،وهو الجيش الذي كانت تجمعه من عامة الناس ومن دول مجاورة من أجل القيام بالأعمال القذرة ثم يأتي الجيش العثماني ليظهر نفسه من الناحية الإسلامية ليثبت لأنه ليس بالجيش الإنكشاري ولا يقوم بأعمال سيئة.
وأكد حوالة أن هذا الأمر ينطبق اليوم على الولايات المتحدة في استخدامها للأتراك من أجل القيام بالأعمال القذرة.
وأشار إلى أن الهدف الحقيقي لروسيا هو منع تحول ليبيا إلى سوريا جديدة، ومنع تمدد الإرهاب الذي يستثمر به أردوغان في ليبيا، خاصة أنه تم نقل ما يقرب من 20 ألف مرتزق من الإرهابيين السوريين والزج بهم للقتال بجانب حكومة السراج.
ولفت حوالة إلى أن السياسة التركية الحالية هي خليط بين تصدير مشاكل الداخل التي أخذت بالتفاقم، وخاصة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها أنقرة في ظل تدهور قيمة العملة، وبين محاولة حزب الحاكم الذي استطاع أن يحول الجيش التركي من جيش علماني إلى جيش يمكن تسميته بجيش حزب “العدالة والتنمية” من أجل تحقيق الأحلام العثمانية وطموحات الإخوان المسلمين.
فيما قال أستاذ التواصل الاستراتيجي والعلاقات الحكومية، الدكتور نضال شقير، إن هناك شبه إجماع أوروبي على الخطر التركي الذي بات حقيقياً ويهدد أمن المتوسط والأمن القومي الأوروبي.
ولفت إلى أن الهدف الرئيسي لحلف الناتو هو حماية أوروبا، إلا أن تركيا لم تحترم هذا القرار، وأن تواجدها في ليبيا يهدد الأمن القومي الأوروبي عبر إرسال اللاجئين والأيديولوجيات المتطرفة.
وتابع أن تركيا تزعم أن روسيا هي الخطر الرئيسي على حلف الأطلسي، إلا أنها هي من أدخلت الروس على نظام الدفاع الأطلسي عبر شراء منظومة (S-400)، لافتا إلى أن هناك حديث داخل الأروقة الأوروبية عن بديهية وجود تركيا في حلف الأطلسي، وأن تركيا لا يجب أن تكون في الناتو، لأنها تقوض الأمن الأوروبي.