بين تأكيدات على استفادة المعارضة السورية، وأخرى تشير إلى استمرار الوضع على ما هو عليه، تلقى مراقبون دوليون وإقليميون خبر انفصال «جبهة النصرة» عن تنظيم القاعدة، التي عرفت بأنها «فرع التنظيم في بلاد الشام»، بشيء من الترقب، وسط آمال البعض بتوحيد المعارضة السورية في مواجهة النظام السوري.
وفور الإعلان عن الانفصال، بادرت الولايات المتحدة الأمريكية التي صنفت «النصرة» إرهابيا بالتأكيد على أن تغيير الإسم لا يمنع من استهدافها، ويبدو أن الموقف نفسه ستتبعه روسيا، فعندما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوجيه غارات جوية روسية على سوريا نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، سأل وزير الخارجية سيرجي لافروف عن أي الجماعات الإرهابية التي تستهدفها سوريا فقال «من يبدو أنه إرهابي، يفعل مثل الإرهابيين، يمشي ويقاتل مثلهم، فهو إرهابي»، فتغيير اسم جبهة النصرة لن يحميها من الاستهداف وستظل ينظر إليها بأنها إرهابية.
وفي إطار آمال الاندماج مع الفصائل السورية الأخرى، كانت جبهة «أجناد الشام»، أحد مكونات جيش الفتح، والمعروف بقرب أيديولوجيته مع «النصرة» أول من أعلن عن استعداده التام للاندماج بعد الانفصال عن القاعدة، حيث أبدى أبوحمزة الحموى القائد العام لـ«أجناد الشام» دعمه للخطوة التى اتخذتها الجبهة فى الانفصال عن القاعدة، والاستعداد للتوحد معهم.
وقال «الحموي» فى بيان بث عبر صفحته بتويتر «نحن فى أجناد الشام مستعدون لأى مبادرة توحد تكون جامعة لكل فصائل الساحة الفاعلة والحقيقية تحت إشراف طلبة العلم فى الساحة، وندعوهم للبدء فى اتخاذ الإجراءات اللازمة للتوحد»، مضيفًا أن فك الارتباط صب فى مصلحة ما يسمه «الجهاد فى بلاد الشام»، لأنها خطوة ذات تأثير إيجابى ستساعد على فتح الحوار بين الفصائل السورية وجبهة فتح الشام للتوحد والعمل فى ساحة مشتركة.
أما جيش الإسلام، فقد رحب بانفصال النصرة عن القاعدة مشيرا إلى أنها «تصب في مصلحة الشعب السوري لكنها خطوة غير كافية» مشيرا في تصريحات تناقلتها مواقع المعارضة السورية عبر تويتر للمتحدث باسم جيش الإسلام النقيب إسلام علوش قال خلالها «لا أعتقد أن فك الارتباط سيؤثر على المدرسة العسكرية المتبعة من قبل مقاتلي جبهة فتح الشام»، معلقا على تصريحات الجولاني، قائد فتح الشام بضرورة تحقيق الوحدة بين الفصائل بأنه «هناك الكثير من المعوقات الداخلية والخارجية على كافة الأصعدة تمنع توحد الفصائل، رغم أنه مطلب الشعب منذ اندلاع الثورة».
وجاء الانفصال، وفق الجولاني، «للتخلص من الحجة التي تتخذها الأطراف الدولية التي تستهدف القاعدة في سوريا، الآن أصبح اسمها جبهة فتح الشام»، وذلك في فيديو بثه زعيم الجبهة الذي ظهر للمرة الأولى كاشفا عن وجهه، ومرتديا نفس ملابس زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وتعد «النصرة» من أقوى الفصائل المقاتلة في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية، وقد تم استثنائها من هدنة وقف العمليات القتالية التي أعلنتها روسيا وأمريكا العام الجاري، حيث اعتبرت فصائل المعارضة وجودها مبررا لروسيا والنظام وحلفائه لخرق هذه الهدنة.
