“خريطة الدم” من بيروت إلى باريس.. التوقيت والأهداف والرسائل

قبل أن تجف دماء 120 قتيلا، على الأقل، وقرابة الـ100 جريح في باريس، بدأت موجات القلق تضرب الدول الغربية خشية أن تمتد العمليات الإرهابية إليها، بعد أن تلقت الأجهزة الأمنية الفرنسية صدمة مشاهد دموية في 6 مواقع مختلفة وفي توقيت متزامن، كشف عن “تخطيط إرهابي” محكم  تفوّق على تقديرات وحسابات وقدرات الأجهزة الأمنية والاستخبارية في فرنسا، حسب تحليل الخبير الأمني المصري، اللواء محمد زهير، مؤكدا أن اعتداءات باريس الإرهابية التي تمددت لتشمل ستة مواقع تم اختيارها بتخطيط وتوقيت وتنفيذ، ولأول مرة بهذه الصورة، تحمل رسائل خطيرة من “الإرهابيين إلى العالم” بأن الجميع مستهدف.

151113215503_paris_640x360_ap_nocredit

وقال “زهير”، لـ”الغد العربي”، إن خبرة سنوات طويلة من التعامل مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية، تؤكد أن وراء كل عملية رسالة وهدف، وما حدث في فرنسا حمل تحديات واضحة لقدرات وإمكانيات الأجهزة الأمنية، وهي رسالة للغرب وتحديدا الولايات المتحدة وروسيا ودول التحالف الدولي في سوريا والعراق، فقد جاءت العمليات الإرهابية في ظل ترتيبات أمنية فرنسية مشددة مع اجتماعات 70 وزيرا للبيئة والطاقة من مختلف دول العالم، للتحضير لقمة المناخ في باريس قيل نهاية الشهر الجاري، أي بعد أيام قليلة، حتى أن الأجهزة السيادية في فرنسا بدأت ترتيبات “إغلاق أمني” للعاصمة باريس التي سوف تستقبل  أكثر 100 رئيس دولة وحكومة اعتبارا من يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

151113223626_paris_attacks_640x360_reuters_nocredit

ويتوقع الخبير الأمني المصري، ضربات إرهابية جديدة، بعد أن كشف الإرهابيون عن “وجه جديد” لتحركاتهم يشير إلى تحدٍ سافر للأجهزة الأمنية، حيث تخلت العناصر الإرهابية عن “التلثم” وإخفاء الوجوه، حين اقتحم عدد من المسلحين “غير الملثمين” مسرح باتاكلان الذي كان يقدم حفلًا لموسيقى الروك وأطلقوا النار بشكل عشوائي على الحضور وهم يهتفون “الله أكبر”، بعدها احتجزوا رهائن لمدة ثلاث ساعات تقريبا، وهي من المنظور الأمني “تكتيك” إرهابي يعلن المواجهة الدموية دون تحسب لمتابعات الأمن ورصد العناصر التي نفذت العملية، وبمعنى عدم الاهتمام بدوائر المراقبة الأمنية.

franceparisattack---

والرسالة الأخطر، كما يرى اللواء زهير، جاءت من خلال التوقيت المتزامن لتنفيذ العمليات الإرهابية، في 6 مواقع شهدت إجراءات أمنية مشددة محكمة، حيث وقع أول انفجار على مقربة من استاد فرنسا الدولي شمال باريس حيث كانت تجري مباراة في كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا، وبحضور الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي كان يتابع المباراة، وفي الشرق الباريسي أيضا حيث توجد حانات مشهورة تكتظ عادة بالرواد خلال عطلة نهاية الأسبوع على مقربة من ساحة الجمهورية، وهي إحدى الساحات التي تشهد تمركزات أمنية “منظورة وغير منظورة”، وعلى مسافة غير بعيدة شمالا حصل إطلاق نار عند تقاطع شارعي بيشار وأليبير أمام شرفة مطعم “لو بوتي كامبودج” ومن هنا كانت الرسالة تحمل تحديا سافرا للعالم وليس فرنسا فقط، وكأنهم يريدون القول، “إننا في كل مكان وقدراتنا تتفوق على كل الإجراءات الأمنية”.

parisattack7

وإذا كانت الاتهامات تتجه لتنظيم “داعش” والتنسيق الذي أعلنه مؤخرا مع تنظيم القاعدة، وأن الهدف واحد بين التنظيمين، فإن صدمة التفجيرات الإرهابية المتتالية في دقائق داخل المناطق الحيوية في العاصمة باريس، فجرت معها تساؤلات عن “الخلايا الإرهابية” العائدة من سوريا والعراق، والثغرات الأمنية التي أتاحت للإرهابيين الحصول على أسلحة متنوعة من الأحزمة الناسفة والرشاشات وقنابل دخانية، والدخول بها إلى المواقع المستهدفة دون أن تكتشفها الأجهزة الأمنية.
ويؤكد مسؤول أمني فرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الجرائم الإرهابية لم تكن متوقعة بهذه الصور الدموية  “المتعددة” في توقيت واحد، وكان من الضروري أن يتم التنسيق فورا مع كافة الأجهزة الأمنية في الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في إطار التحقيقات من زوايا استهداف الإرهابيين للغرب، والتطور في الفكر الإرهابي “تخطيطا وتنفيذا” وبناء تقديرات موقف لكافة الاحتمالات والتوقعات سواء زمنيا أو مكانيا بالنسبة للدول الغربية المستهدفة.

untitled

ومن جانب آخر، يشير الكاتب والإعلامي اللبناني، زهير ماجد، إلى التوقيت والأهداف بين تفجيرات بيروت وباريس، ويؤكد أن تنظيم داعش، تمتد أياديه عبر عناصره من الضاحية العاشرة في باريس، إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، وهي أخطر تداعيات المواجهات المسلحة في سوريا والعراق ضد التنظيمات الإرهابية.
وقال “ماجد” لـ”الغد العربي”، كنا في لبنان على أبواب الأمل للخروج من المآزق الدستورية والفراغ السياسي، ومع معاناة لبنان من انعكاسات الوضع في سوريا، ولم نكن نتوقع أن يتزامن انعقاد أول جلسة للبرلمان وكانت تمثل انفراجة تشريعية كبيرة يراها الفرقاء في لبنان تمهد الأجواء لإنقاذ البلد من أزماته، ثم انتخاب مجلس نيابي جديد ورئيس للجمهورية، مع عملية إرهابية في الضاحية الجنوبية، حيث وقع تفجيري برج البراجنة، وكان الهدف واضحا بأن يتم تأجيل الجلسة، وما كان متوقعا بالتوافق على “خارطة طريق محلية”.

151113122853_lebanon_640x360_reuters_nocredit

كان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أكد أن الجماعات الإرهابية نشرت هوية الإرهابيين في تفجيري برج البراجنة بهدف إيقاع الفتنة بين اللبنانيين وبعضهم وبين اللبنانيين والسوريين، ويتفق معه أمين سر لقاء الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، خالد الرواس، بأن هناك من يحاول زرع الفتنة، وأن ما شهدته الضاحية الجنوبية هو خير دليل على ان المعركة لاتزال مفتوحة، وقال للتليفزيون اللبناني، إن الفريق التخريبي الذي يعيث فوضى في سوريا وفي مصر وفي لبنان اليوم والممول من جهات ذاتها وهي المطابخ الأمريكية الإسرائيلية لايزال على استعداد لممارسة إجرامه بحق المدنيين لتحقيق غايات سياسية أصبحت مشبوهة ومكشوفة.

untitled

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]