لا يزال اللبنانيون يترقّبون تشكيل حكومة بعد أشهر من الجمود السياسيّ الذي يلفّ البلاد،مع أسوأ مرحلة من الانهيار المالي والاقتصادي، وتشير مصادر مقربة من قصر الرئاسة «بعبدا»، الى أنّ لا حكومة جديدة متوقّعة قبل 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، بسبب فيتو أمريكي على مشاركة «حزب الله» في الحكومة الجديدة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
لا حكومة قبل دخول بايدن البيت الأبيض
وتؤكد المصادر الرئاسية لصحيفة النهار اللبنانية، أنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري الملتزم معنوياً تجاه الثنائي الشيعي لن يقدم على أي تشكيلة قد تحرجه معهما، أو قد تؤدي الى فرض عقوبات أمريكية جراء أي التفاف على الحظر الأمريكي على مشاركة الحزب..وتتوقع المصادرأن يبقى هذا الجمود متحكماً بعملية تشكيل الحكومة الى حين يصبح بإمكان الحريري تمرير حكومة بشروط الوحدة الوطنية داخلياً، حيث يستبعد فرض عقوبات مع بداية الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ولايته الرئاسية.
وتشير المصادر أيضاً، إلى أنّ الحريري ومنذ آخر زيارة الى بعبدا قبل نحو أسبوعين، لم يزر رئيس الجمهورية ولم يتصل به. وفِي آخر لقاء بينهما، قدم له تشكيلة غير مكتملة لم يملأ فيها الا بعض المقاعد المسيحية والسنّية وترك المقاعد الشيعية والدرزية من دون اسماء، باستثناء تسميته يوسف شقير وزيراً للمال (وهو مدير في المصرف المركزي)، وأنّ الرئيس ميشال عون دعا الحريري الى اكمال التشكيلة والعودة اليه ومنذ ذلك الوقت توقفت بينهما اتصالات تشكيل الحكومة.
الحريري لن يتراجع.. والفريق الرئاسي مطالب بالتخلي عن الأساليب الملتوية!
وبات واضحا، أن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، سوف يبقى في دائرة التأجيل، بعد قرابة الـ40 يوماً على تكليف سعد الحريري، وينردد في بيروت، أن هناك أسبابا حاكمة للتاجيل بصرف النظر عن مناورات الأساليب الملتوية للسياسيين، ورغم حالة «الإهتراء السياسي»:
- أولا ترقب الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث يتوقع تغييرا في السياسة المريكية تجاه لبنان مع ولاية الرئيس الجديد، جوزيف بايدن.
- ثانيا: ترقب الزيارة الثالثة للرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، ما لم تحدث مفاجآت، ليست في الحسبان، سواء ما خص كسر الجمود، او تعديل يطرأ على زيارة ماكرون او مبادرته. في ظل معلومات عن ضغط فرنسي واوربي استثنائي، وغير منظور للخروج من الحلقة المغلقة.