خريف الجماعات المسلحة في ليبيا

ظهرت في ليبيا العديد من الميليشيات المسلحة في فترات مختلفة، بعضها كان في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي، مثل الجماعة الإسلامية المقاتلة، التي أعلنت في وقت سابق عن مبادرة لنبذ العنف، على غرار المبادرة التي أطلقتها الجماعة الإسلامية المصرية عام 1997 وتم تفعيلها في عام 2001.

وعقب سقوط نظام القذافي ظهر العديد من الميليشيات المسلحة، التي انتشرت في العديد من المدن الليبية، على سبيل المثال في درنة وبنغازي وطرابلس وأجدابيا، ثم ما لبثت أن توارت في الظل وتحول بعضها لخلايا وفلول هاربة.

وفي هذا التقرير نلقي نبذة عن بداية كل تنظيم وملابسات تأسيسه، ومن قام بذلك، والأماكن التي انتشر بها والحالة التي وصل إليها الآن في ظل الوضع القائم في ليبيا.

 الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة

ظهر تنظيم الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة على أرض أفغانستان في عام 1990، عقب لقاء عدد من الشباب الليبي، الذي ذهب للقتال ضد الروس في أفغانستان بقياد بالجماعة الإسلامية المصرية، وبالتحديد رفاعي طه، الذي قتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في سوريا.

يعد تنظيم الجماعة الإسلامية المقاتلة من التنظيمات ذات التوجه السلفي الجهادي، الذي عمل فترة تحت إمرة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن في أفغانستان، وعقب عودتهم إلى ليبيا بعد انتهاء الحرب في أفغانستان ومع الخبرة في القتال والتفجيرات وصناعة المتفجرات والألغام وحرب العصابات، التي اكتسبوها، شكل هؤلاء الشباب تنظيم الجماعة الإسلامية الليبية من خلال خلايا نائمة قامت بمجموعة من العمليات في ليبيا.

في عام 2007 أعلنت الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة عن مراجعات فكرية ووقف العنف في ليبيا وعقد مصالحة بينها وبين نظام القذافي واختفت عن الأنظار.

في عام 2011 وبعد مقتل الرئيس الليبي، ظهرت الجماعة الإسلامية الليبية مرة أخرى على السطح، وبدأت العمل بشكل علني وانتشرت في مدن درنة وبنغازي، وحاولت أن تصنع لنفسها موضع قدم في حالة السيولة الأمنية في ذاك الحين.

غير أن تصدي الجيش الليبي لها قلص من نفوذها في ليبيا، وفقدت الكثير من عناصرها العسكرية، غير أن هناك فلولا وخلايا نائمة لها في الساحة الليبية تتمركز في غرب البلاد وطرابلس.

تنظيم القاعدة

ظهر تنظيم القاعدة في ليبيا في عام 2007، وتمركز في الجنوب الليبي، بالقرب من الحدود الليبية مع النيجر وتشاد، حيث شنت الطائرات الأمريكية عدة غارات على أماكن تمركز عناصر التنظيم، وقتلت عددا من قيادات التنظيم، من بينهم موسى أبوداود.

في عام 2016 تردد على مقر تمركز عناصر تنظيم القاعدة في الجنوب الليبي عدد من قيادات التنظيم، من بينهم إياد غالي ومختار بلمختار القائد العام لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، ومعه عدد من كوادر التنظيم والمسلحون.

وقد ساهم الموقع، الذي يتمركز فيه تنظيم القاعدة في منطقة مفتوحة خارج السيطرة تجمع خليطا بين العرب وقبائل التبو والطوارق وتحيط بها صحاري بشكل كبير ،في أن تصبح هذه المنطقة مركزا هاما لتنظيم القاعدة.

تنظيم أنصار الشريعة

في أبريل من عام 2012 تأسس تنظيم أنصار الشريعة، من خليط من العناصر الليبية والعربية ومن دول الجوار مثل تونس والمغرب والجزائر، وله فرع أصيل في نفس الفكر والتوجه يتمركز في تونس وبينهما تنسيق كامل.

تم اتهام تنظيم أنصار الشريعة بالتورط في عدد من العمليات في ليبيا، منها الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر 2012، ما أسفر عن مقتل السفير و3 أعضاء آخرين في البعثة.

تم تصنيف أنصار الشريعة من قبل الولايات المتحدة في 10 يناير 2014 بفرعيها في درنة وبنغازي منظمة إرهابية، وأدرجها مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، على لائحة الإرهاب.

في 27 مايو 2017، أعلن تنظيم “أنصار الشريعة”، في بيان له، حل نفسه بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها في صفوفه، بعد عدة صدامات بينه وبين الجيش الليبي.

قوة الردع الخاصة

تشكلت قوة الردع الخاصة في عام 2012 في طرابلس العاصمة، واتخذت من قاعدة معيتيقة العسكرية مقراً لها، من مكونات وبقايا عناصر مجلس طرابلس العسكري، الذي كان يقوده عبد الحكيم بلحاج قائد تنظيم الجماعة الإسلامية المقاتلة، الذي كان يدير خلال عام 2011 قاعدة معيتيقة.

في عام 2015 تصاعد عمل التنظيم، الذي تزعمه في ذلك الحين عبد الرؤوف كارة المعروف بلقب “الشيخ الملازم”، لا سيما بعد تفكيك مجموعة “فجر ليبيا” وتحول السيطرة على طرابلس إلى يد ميليشيات متعددة، وذلك حتى دخول حكومة الوفاق في مارس من عام 2016 إلى العاصمة الليبية، حيث أعلنت القوة ولاءها للحكومة وترحيبها بالاتفاق السياسي.

وبالتزامن مع قوة الردع ظهرت كتيبة النواصي المسلحة، والتي تعد من أكبر المجموعات العسكرية في العاصمة طرابلس، ويقود هذه الكتيبة مصطفى إبراهيم قدور، وهي تتوافق فكريا وحركيا ومنهجيا مع قوة الردع الخاصة.

كتيبة الفاروق

تأسست عام 2012، على يد تهامي بوزيان، وهي إحدى الكتائب التي كانت ضمن تحالف فجر ليبيا، وتعد من أشرس كتائب مدينة مصراتة وأكثرها عنفا.

في عام 2017 أدرج مجلس النواب الليبي بوزيان على لائحة الأفراد والجماعات الإرهابية المنتمية لتنظيم القاعدة، لكونه مؤسسا لكتيبة الفاروق، التي كانت مظلة انبثق منها عدد من القادة الذين تقلدوا مهام في تنظيم القاعدة وداعش، وبعضهم لقي مصرعه في سرت خلال الموجهات مع قوات البنيان المرصوص وغارات سلاح الجو الأمريكي.

ويعد بوزيان من أبرز القيادات المشاركة في الهجوم الإرهابي على الموانئ النفطية، كما كان واحدا من أبرز قيادات أنصار الشريعة وكان مسؤولا عن التجنيد والتمويل، وكان أيضا عضوا في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة والجناح العسكري لها.

وفي 2014 انشقت كتيبة الفاروق عن تحالف فجر ليبيا وبايعت تنظيم داعش في ليبيا.

مجلس شورى ثوار بنغازي

في عام 2014 ظهر ائتلاف مجلس شورى بنغازي، الذي يضم عددت من المجموعات المسلحة في مدينة بنغازي الليبية، من بينهم أنصار الشريعة ودرع ليبيا وشهداء 17 فبراير، كما يضم العديد من العناصر المسلحة من بعض الدول العربية والأجنبية.

وجه إلى ائتلاف مجلس شورى بنغازي تهم تتعلق بعمليات اغتيال المئات من العسكريين ورجال الأمن، وقد شهدت مدينة بنغازي قتالا عنيفا بين المجلس من جهة، والجيش الليبي من جهة أخرى، والذي تمكن فيها الجيش الليبي من القضاء على هذه العناصر ودك معاقلها في بنغازي وتحرير المدينة بالكامل.

وقد لقي العديد من قادة المجلس مصرعه خلال المواجهات مع الجيش الليبي، فيما  تمكنت بعض عناصره من الهرب وتسللت إلى عدة مناطق في البلاد بعد هروبها من بنغازي.

وفي يناير 2018، تمكنت قوة الردع الخاصة من القبض على اثنين من مجلس شورى بنغازي، وذلك أثناء الهجوم على مطار وسجن معيتيقة، وذلك من أجل إخراج عناصر مجلس شورى ثوار بنغازي، وفي فبراير 2018، تمكنت قوة الردع الخاصة أيضا من القبض على 8 فارين من بنغازي ينتمون لمجلس شورى ثوار بنغازي.

لواء الصمود

بعد انتهاء حرب مطار طرابلس في عام 2014، تشكل لواء الصمود ضمن تحالف ميليشيا “فجر ليبيا”، على يد شخص يدعى صلاح بادي.

في شهر مارس عام 2017  اضطرت الكتائب الموالية لحكومة الإنقاذ لمغادرة طرابلس، بما فيها “لواء الصمود.

ومع اندلاع الاشتباكات في طرابلس أواخر أغسطس 2018، عاد لواء الصمود للظهور مجددا مبرّرا هجومه على العاصمة بأنه ضدّ من أسماهم دواعش المال العام.

في 19 نوفمبر 2018، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات على زعيم ميليشيا “لواء الصمود”، صلاح بادي، الذي تسبب في اشتباكات عنيفة بجنوب العاصمة الليبية طرابلس، وتورط في المشاركة بأعمال تهدد السلام والأمن والاستقرار في ليبيا.

تنظيم داعش

أعلن تنظيم داعش عن نفسه في ليبيا لأول مرة في 2014، عندما بايع تنظيم “مجلس شباب الإسلام” تنظيم داعش.

ظهر زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي عبر فيديوهات أعلن خلالها إنشاء ثلاث ولايات في ليبيا تابعة للتنظيم هي برقة وطرابلس وفزان، إلا أن وجود التنظيم الحقيقي انحصر في سرت.

استطاع التنظيم استثمار حالة الصراع والفوضى في البلاد لتثبيت أقدامه في سرت، والتي اتخذ منها عاصمة له في عام 2016، وقام بالعديد من العمليات الإرهابية في عدد من مدن ليبيا، من بينها ذبح الأقباط المسيحيين على ساحل البحر، وكذلك شن هجوما على مقر مفوضية الانتخابات في طرابلس، وإعلانه عن تبنيه عددا من الهجمات على بوابة الستين جنوب أجدابيا شرق البلاد، والهجوم على بوابة كعام شرق طرابلس.

شنت قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق، هجوما على تنظيم داعش في مدينة سرت وبعد 8 أشهر من المواجهات الضارية، أعلنت قوات “الوفاق الوطني” في ديسمبر 2016، تحرير سرت نهائيا من مسلحي داعش.

ورغم اندثار الكيان التنظيمي لداعش بعد مقتل وسجن عدد كبير من قيادته، تنتشر حاليًّا عناصر التنظيم في عدة مناطق، ويعملون بأسلوب الخلايا النائمة، وبالإضافة إلى وجوده كخلايا نائمة، فإن التنظيم لا يزال موجوداً في صحراء جنوب سرت، وتحديدا ًفي سلاسل الجبال الرابطة بين بني وليد وصولاً إلى ترهونة جنوب شرق طرابلس.

ويحاول التنظيم الاقتراب من مناطق حدودية للتواصل مع مجموعات إرهابية تقترب من فكره كتنظيم “بوكو حرام”.

مجلس شورى مجاهدي درنة

أعلن مجلس شورى مجاهدي درنة عن تأسيسه في 12 ديسمبر 2014، ويعد من أبرز الجماعات المتمركزة في مدينة درنة في الشمال الشرقي من ليبيا على يد سالم دربي، المقاتل السابق ضمن القاعدة في أفغانستان وعضو الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وتشير أنباء أنه مدعوم بشكل مباشر من المفتي الليبي المعزول الصادق الغرياني، الذي يعتبره البعض الأب الروحي لكل التنظيمات الإرهابية المتصلة بالقاعدة في البلاد.

في مايو 2018، وبعد الضربات المُتلاحقة، التي تلقاها مجلس شورى مجاهدي درنة، على يد قوات الجيش الليبي، قرر المجلس حل نفسه نهائيًّا، والانضمام إلى تشكيلٍ جديدٍ تحت اسم قوة حماية درنة.

جماعة المرابطون

تأسست في 21 يوليو 2015، على يد  الضابط المصري المفصول هشام عشماوي، متخذا من مدينة درنة مقرا له، وقام بتدريب عدد من الخلايا في مصر وليبيا والقيام بمجموعة من العمليات في مصر، منها محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري السابق اللواء محمد إبراهيم، والقيام بحادث الفرافرة ومذبحة العريش وتفجير القنصلية الإيطالية بالقاهرة.

وفي أكتوبر 2018، تمكن الجيش الليبي من القبض على هشام عشماوي، زعيم تنظيم “المرابطين”، خلال عملية أمنية جرى تنفيذها في مدينة درنة، شرقي ليبيا، وأكد مراقبون أن القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي شكل ضربة قاضية للتنظيم وتم تسليم عشماوي لمصر لمحاكمته.

سرايا الدفاع عن بنغازي

في يونيو عام 2016، أعلن عن تأسيس “سرايا الدفاع عن بنغازي”، حيث أعلنت في بيانها التأسيسي أنها تتخذ من دار الإفتاء الليبية، التي كان يرأسها المفتي الليبي السابق الصادق الغرياني، مرجعية في ما يتعلق بالأموال والدماء.

وقد تبنى هذا التنظيم عمليات تصفية واغتيالات، وقام بتفجير سيارات مفخخة استهدفت عسكريين ومدنيين، وبعد طردها من بنغازي، اتخذت سرايا الدفاع من مواقع عسكرية بمنطقة الجفرة مقرات لها، وشنت مستعينة بمرتزقة من تشاد، عدة هجمات في منطقة الهلال النفطي ومدن شرق البلاد، وأبرزها الهجوم على قاعدة براك الجوية جنوب البلاد في مايو 2017، والذي أدى إلى مقتل 141 عسكريا تابعين للقوات المسلحة.

وفي مطلع يونيو 2017، تمكنت قوات الجيش الليبي من إحكام سيطرتها على منطقة الجفرة بالكامل، بما فيها قاعدة الجفرة العسكرية المحصنة والتي كانت تحت سيطرة “سرﺍﻳﺎ الدفاع عن بنغازي” في إطار عملية عسكرية أطلقها الجيش الليبي في 23 مارس من نفس العام تحت اسم “الرمال المتحركة”.

وفي يونيو 2017، صُنف التنظيم منظمة إرهابية في السعودية والإمارات ومصر والبحرين.

وقد دفعت الهزائم المتلاحقة، لـ”سرايا الدفاع عن بنغازي”، في يونيو 2017، إلى إعلان استعدادها لحل نفسها وإحالة أمرها إلى الجهات المعنية للدولة للنظر في مستقبلها.

غير أنها عادت من جديد في مايو 2018 بالهجوم على قاعدة تمنهنت العسكرية الواقعة في مدينة سبها جنوب البلاد، مستعينة بمجموعات تابعة للمعارضة التشادية، وتصدت له عناصر الكتيبة 116 التابعة للجيش الليبي، وفرت فلولهم ناحية مدينة مصراته والجنوب الليبي.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]