خصخصة حروب الولايات المتحدة بالمنطقة.. «المرتزقة» بديل القوات الأمريكية في سوريا

عادت شركة «بلاك ووتر» الأمريكية، سيئة السمعة، لتطل بوجهها على الشرق الأوسط من جديد، بعد جرائم المشاهد الدموية في العراق، وكشفت مصادر عسكرية بريطانية، أن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، تدرس تكرار تجربة الاستعانة بقوات مستأجرة «مرتزقة»، من خلال عودة التعاون مع قوات «بلاك ووتر»، التي غيرت اسمها عقب انكشاف جرائم ووحشية أفرادها في العراق لتحمل اسما جديدا xe «اكس اي» (تلفظ زي)، وذلك بعد اسبوعين على خسارتها عقدها مع بغداد  في صيف 2009  وغيرت الشركة اسماء فروعها كالفرع المختص بالتدريب والعمليات الخارجية من «بلاك ووتر لودج آن تريننج»، الى «يو اس تريننج سانتر»، وتعني المركز الأمريكي للتدريب، بزعم التفرغ بمهام تدريب القوات العسكرية، وتقديم الخدمات العسكرية والتي بدات بالفعل في أوكرانيا.

 

  • قصة العودة والإحلال بدلا من القوات الأمريكية في سوريا بعد انسحابها، كشف عنها مؤسس شركة «بلاك ووتر»، إريك برنس، مشيرا إلى إمكانية استبدال القوات الأمريكية فى سوريا بجنود مرتزقة من متعهدى الشركة المتخصصة فى الخدمات العسكرية الخاصة بما يضمن حماية حلفاء الولايات المتحدة فى سوريا والتصدى للنفوذ الإيرانى بعد رحيل القوات الأمريكية من البلاد.. ويحذر خبراء عسكريون في سوريا، من أن احتمالات تكرار تجربة بلاك ووتر السوداء فى العراق،أصبحت أقرب من أى وقت مضى، في سوريا !

 

ومؤسس بلاك ووتر لديه علاقات قوية مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فقد تبرع برنس بمبلغ يقدر بـ 250 ألف دولار للحملة الرئاسية لترامب عام 2016.. كما يوصف برنس فى بعض الدوائر الأمريكية بأنه المستشار غير الرسمى لترامب، بل إن برنس نفسه دخل ضمن دائرة رجال ترامب الذين تم استجوابهم فى التحقيقات حول مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وجاء استجواب برنس على خلفية لقاء سرى جمعه بأحد المقربين من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال اجتماع دولى فى سيشيل فى 11 يناير/ كانون الثاني 2017، وسط اتهامات بأن يكون هدف اللقاء هو الإعداد لإنشاء قناة اتصال بين موسكو والرئيس ترامب، ولكنها اتهامات نفاها برنس مؤكدا أنه التقى المسئول الروسى بالمصادفة وتحاور معه فى التجارة والإرهاب.

 

 

 خصخصة حروب أمريكا

و«بلاك ووتر» التي اشتهرت بأنها أضخم شركة أمنية خاصة في العراق، واهتزت سمعتها بعدما وجه القضاء الأمريكي إلى خمسة من عناصرها تهمة إطلاق النار على عراقيين عزل، ما أدى إلى مقتل 17 مدنيا عراقيا في 16 سبتمبر/ أيلول 2007 ، هذه الشركة  أصبحت رمزا لدخول الشركات الأمنية الخاصة حروب القرن الواحد والعشرين، وهي التي تتولى حاليا الاجابة على تساؤلات:  ماذا بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وكيف ستحل واشنطن تناقضات المصالح بين حلفائها التى تفجرت بسبب قرار الانسحاب؟! ويرى خبراء عسكريون، بحسب تقارير إعلامية أمريكية، أن عودة «بلاك ووتر» إلى منطقة الشرق الأوسط مرة أخرى ( في سوريا) لتحل مكان القوات الأمريكية، تنسجم مع توجه الرئيس ترامب الذي يعبر عن كتلة جماهيرية أمريكية واسعة، باتت ترفض إرسال أبنائها ليموتوا خارج بلدهم دفاعاً عن شعوب أخرى، ولم يعد مقبولاً أمريكياً إرسال قوات أمريكية تقاتل فى دول عربية أو غير عربية.

وتؤكد الدوائر العسكرية في لندن، أن هناك عدة إشارات  بشأن عودة الولايات المتحدة لاستخدام إحدى أدواتها القديمة وهى «بلاك ووتر» لخصخصة الحروب الأمريكية فى الشرق الأوسط وتحديدا فى سوريا وأفغانستان، بما يتوافق مع سياسية الرئيس دونالد ترامب، التى تقوم على إنهاء الحروب المكلفة «الأبدية» وفى الوقت ذاته ترك بعض الحماية الامريكية فى المنطقة لمحاربة الإرهاب وحماية الحلفاء.

 

 

  • أولى هذه الإشارات بالتأكيد هى تصريحات ضابط البحرية الأمريكى السابق، إريك برنس، مؤسس بلاك ووتر، التى قال خلالها إن التاريخ الأمريكى شهد العديد من حالات الشراكة بين القطاع العام والخاص، حيث يمكن للقطاع الخاص أن يملأ الفراغ عوضا عن الحضور العسكرى الباهظ الثمن.

 

  • والإشارة الثانية، كانت من خلال إعلان لشركة «بلاك ووتر»، نشر في مجلة «ريكويل» الأمريكية المتخصصة فى الأسلحة، يقول : «نحن قادمون!» وذلك بعد يومين فقط من إعلان ترامب فى شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضى، عن سحب القوات الأمريكية.. واعتبر بعض المحللين نشر الإعلان فى هذا التوقيت محاولة لتمهيد عودة تعاون الشركة مع الجيش الأمريكي.. وكان اقتراح برنس لاستبدال القوات الأمريكية فى سوريا بمتعهدين عسكريين قد سبقه اقتراح للقيام بالأمر نفسه فى أفغانستان.

 

  • والإشارة الثالثة، ترتبط بما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بأن مؤسس بلاك ووتر «برنس» عرض عام 2017 خطة على إدارة ترامب لإرسال 6 آلاف من الجنود المرتزقة إلى أفغانستان، ولكن المستشارين العسكريين لترامب رفضوا الخطة فى ذلك الوقت.. وقدم «برنس» خطته مجددا لإدارة ترامب فى أغسطس/ آب 2018 ولكن وزير الدفاع الأمريكى، جيمس ماتيس، رفضها قائلا: «عندما يضع الأمريكيون مصداقية دولتهم على المحك فإن الخصخصة ليست على الأرجح فكرة سديدة». ولكن بعد استقالة ماتيس المعارض الرئيسى لفكرة توظيف الشركات الخاصة لتنفيذ مهام قتالية فى الخارج، قد يفتح ذلك المجال أمام قبول ترامب لخطة «برنس» لعودة بلاك ووتر ومثيلاتها إلى مناطق الصراع.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]