أعرب كتاب ومسؤولون ومشرعون وإعلاميون أمريكيون عن رفضهم لبنود تم تسريبها من خطة السلام المزعومة بشأن الشرق الأوسط.
واعتبروا أن مثل هذه البنود لن يرضى عنها المجتمع الدولي، ومنها عدم الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية، كما أشاروا إلى أن الخطة أعدها وصاغها چاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو لا يمتلك الخبرة السياسية ولا الديبلوماسية اللازمة لإنجاز مهمة بهذا الثقل.
كما خاطب عدد كبير من أعضاء الكونجرس الأمريكي البيت الأبيض رسميا اعتراضا على توليه هذا الملف الحساس الذي فشل في إدارته رؤساء أمريكيون.
وتحت عنوان “على ترامب ألا يدع خطة جاريد كوشنر للسلام تبصر النور” كتب روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن الأمريكي لدراسات الشرق الأدنى تحليلا مهما حول قابلية خطة السلام “الترامبوية” للتنفيذ على أرض الواقع.
وكشف روبرت ساتلوف أن خطة السلام المزعومة هذه بُنيت على وجود نتنياهو كرئيس وزراء إسرائيل حيث يقول في تحليله المنشور في موقع المعهد ” ونظراً لأن الخطة الأمريكية كانت مبنية على مشاورات وثيقة مع نتنياهو، فقد افتُرض بأنّ العقبة الوحيدة أمام إطلاقها ستكون هزيمته واستبداله بزعيم جديد يتمتع بأفكار مختلفة حول العلاقات مع الفلسطينيين. إلّا أن النصر الواضح لنتنياهو يعني أن بدء تنفيذ خطة البيت الأبيض قد يكون وشيكاً”. وهذا أمر كارثي،
ويضيف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن أنّ إطلاق خطة السلام للشرق الأوسط في البيئة الراهنة هو اقتراح سيخسر فيه الجميع في كل الأحوال.
الكونجرس الأمريكي
ويتبنى مجلس النواب الأمريكي نفس الموقف بشأن خطة السلام الأمريكية، إذ يقول جريجوري ميكس عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس في لقاء سابق ” نحن نؤمن بحل الدولتين و أي حل آخر خلاف ذلك هو شأن خاص لهذه الإدارة و نحن في الكونجرس لن نعترف به”
وعلى النهج ذاته تحدث للغد عضو مجلس النواب چيرالد كونونلي قائلا إنه لا يثق في چاريد كوشنر ولا في خطة السلام التي أعدها مضيفا أنه شخصيا أرسل خطابا للإدارة يحمل هذه المعاني.
ولا يبتعد مجلس الشيوخ حتى بسيطرة الجمهوريين عليه عن هذه الرؤى، فقد أعلن عضو المجلس بيرني ساندرز أن الخطة لا تحمل أملا للفلسطينيين، ومحكوم عليها بالفشل وذهب الرجل لأبعد من ذلك، عندما قال إنه مع قطع المساعدات لإسرائيل في ظل عدوانها المستمر على قطاع غزة.
ولا يبرز في أمريكا من يؤيد خطة السلام المرتقب الإعلان عنها بعد شهر رمضان سوى ترامب وكوشنر وبومبيو وبولتون وخامسهم جرينبلات ، وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت التسريبات صادقة أم مجرد تكهنات.
وتحذر أطراف قوية داخل الخارجية الأمريكية والكونجرس من أن إعلان الخطة الأمريكية المزعومة للسلام محكوم عليها بالفشل وأبلغ البعض رسميا أن هكذا خطة سوف تتسبب في انهيار تحالفات قوية قائمة وستؤثر سلبا على المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقا لتسريبات من البيت الأبيض، فإن هناك من يراهن على فرض الأمر الواقع وهو منطق سبق فشله في قرارات سابقة أصدرها ترامب ورفضها المجتمع الدولي كاعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل والاعتراف باغتصاب إسرائيل للجولان السوري.
