أعلن المبعوث الأممي لسوريا ستيفان ديمستورا في نهاية مباحثاته في موسكو، أمس الأربعاء، عن اتفاق حول اعتبار إعلان جنيف واتفاق فيينا الصادر عن مجموعة الدول المعنية في اجتماعهما قبل أسبوعين في العاصمة النمساوية، الأساس لانطلاق عملية التسوية السياسية في سوريا، مؤكدا أن لديه خطة جديدة تستند إلي “جنيف” و”فيينا”.
خطة ديمستورا ليست الأولي التي يعلن عنها منذ تعيينه مبعوثا دوليا إلي سوريا خلفا للأخضر الإبراهيمي منذ يوليو من العام الماضي وسط تفاؤل الأطراف الدولية بالمبعوث الجديد. وتأتي الخطة الجديدة ما بين أمل لحل سياسي للأزمة السورية ومخاوف من تكرار فشل الخطط السابقة للمبعوث الأممي في سوريا.
الخطة الأبرز لديمستورا في سوريا، كانت في فبراير من العام الجاري، وتمحورت حول تجميد القتال في حلب والسماح بنقل المساعدات والتمهيد للمفاوضات، معلنا أن النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة أسابيع وتنفيذ هدنة مؤقتة في المدينة، وهي الخطة التي رفضتها المعارضة السورية مطالبة بحل شامل يتضمن رحيل الأسد ومحاسبة مجرمي الحرب.
“خطة السلام” هي خطة أخري للمبعوث الأممي اقترحها في سبتمبر الماضي، ولاقت نفس المصير، حيث كان من أبرز بنودها تشكيل هيئة حكم انتقالي بكافة الصلاحيات التنفيذية علي أن يتم تشكيلها علي قاعدة التوافق المشترك مع ضمان استمرارية المؤسسات الحكومية” فيما لم تتطرق إلي ذكر الرئيس الأسد.
من جانبهن قال المعارض السوري وليد البني :”ديمستورا لا يستطيع أن ينجح دون توافق إقليمي دولي علي إنجاحه، وهذا التوافق غير متوفر الآن” معربا عن توقعه بأن الخطة الجديدة لن تقود لشئ كسابقاته.
وأضاف البني لـ “الغد العربي” أن كلا من روسيا وأمريكا لا تهتم بإنهاء شلال الدم السوري مؤكدا أن الخطوة الأولي للحل في سوريا هو تخليص سوريا من “الأسد” وتوحيد الصفوف السورية إلي جانب الأطراف الدولية لمكافحة العناصر التكفيرية هناك لافتا إلي أن اللقاء الذي تم الإعلان عنه بين الجيش السوري الحر ومسئولين روس لن يكون لقاء في طريق الحل السياسي متسائلا من هم عناصر الجيش الحر التي ستلتقيهم روسيا، ولماذا لم يتم الإفصاح عن شخصياتهم؟
وأكد أن التوافق بين الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة السورية ليس فقط حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد وإنما أيضا حول الطريقة المثلي لمحاربة التنظيمات التكفيرية التي اكتسبت مزيدا من الأنصار بعد ما وصفه بـ “العدوان الروسي علي سوريا”.
