خلافات اللحظة الأخيرة.. هل تمنع توقيع اتفاقية التسوية الليبية؟
هل اقتربت الأزمة الليبية من خط النهاية ليتم توقيع اتفاقية التسوية السياسية وفق خطة الأمم المتحدة، الأربعاء المقبل في المغرب ؟ التساؤل الذي تطرحه الدوائر السياسية في الغرب، لا يخفي خشية “خلافات اللحظة الأخيرة” بين طرفي النزاع في ليبيا، رغم تفاؤل مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا، مارتن كوبلر، بتوافق الأطراف المتنازعة في اجتماع تونس، أمس الجمعة، على ضرورة التوقيع بصورة عاجلة على الاتفاق.
التوقعات المنحازة لخيار توافق الأطراف الليبية أخيرا، على التسوية الأممية والتوقيع على اتفاقية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي، الأربعاء المقبل 16 ديسمبر / كانون الأول الجاري، تستند إلى وقائع محددة على رأسها، وفقا لمعلومات الدبلوماسي الإيطالي، فرنكتينو أولبي، المقرب من دائرة المفاوضات الليبية، الضغوط الدولية المتلاحقة خشية تمدد تنظيم داعش في ليبيا وتحول مدينة أجدابيا إلى مركز لتجمع “جهاديين” من مختلف الجنسيات، وأن القوى الدولية الغربية دعمت مقترح الأمم المتحدة كحل وحيد للصراع الذي أعطى لتنظيم داعش موطئ قدم في ليبيا.
ويشير الدبلوماسي الإيطالي، إلى أن اجتماع تونس، أمس الجمعة، منح الفرصة لـ “كوبلر”، أن يلتقي جميع أطراف الحوار السياسي الليبي، ولأول مرة، وبات واضحا التوجه الجاد للتوقيع على اتفاقية التسوية السياسية، بعد أن أرجأت الإنقسامات داخل كل فصيل أي اتفاق مع أي معسكر في ظل المطالبات بمزيد من التنازلات.
ويسبق توقيع الاتفاق السياسي حسب تأكيد ممثل برلمان طبرق المعترف به دوليا محمد شعيب، وممثل برلمان طرابلس صالح المخزوم، الأربعاء المقبل في المغرب، تنظيم مؤتمر دولي حول ليبيا في العاصمة الإيطالية “روما” غدا الأحد، بمشاركة وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيطالي باولو جينتيلونى والروسي سيرجي لافروف، وممثلين عن بريطانيا والصين وفرنسا والمغرب والجزائر وتشاد والنيجر وتركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة، لإعطاء دفع حاسم لتوقيع الاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي اقترحتها الأمم المتحدة، حسب تعبير الدبلوماسي الإيطالي لوكالة الأنباء الألمانية.
وفي حين يرى السياسي والبرلماني الليبي، علي منصور، المقيم بالإسكندرية مؤقتا، أن الاتفاق بين الأطراف الليبية في تونس أمس الجمعة، لم يتطرق لنقاط مهمة بشأن توازن القوى والترتيبات الأمنية لا سيما بشأن الجيش الليبي الجديد، ولكن الضغوط الدولية دفعت طرفي النزاع الرئيسيين في ليبيا للتوافق أخيرا حول التوقيع على صيغة الأمم المتحدة للتسوية السياسية، وبعد أن أكد مسؤول غربي كبير لهم وبصراحة تحمل تحذيرا واضحا، بأن الدول الغربية لا تملك وقتا لتضيعه، وإذا لم يتم سريعا تشكيل حكومة وحدة ليبية، فسنبدأ في البحث عن إجراءات يمكن تطبيقها لضمان ألا تنزلق ليبيا أكثر في الفوضى وتصبح ملاذا للجهاديين، إذا لم يحسم الاتفاق فسيكون علينا ضمان أمننا.
ويؤكد المسؤول الليبي للغد العربي، أن التوقيع يوم الأربعاء على اتفاقية التسوية السياسية، يعني أن الأزمة الليبية اقتربت من خط النهاية، وتبقى تفاصيل فرعية قد تتسبب في تعثر مسار التسوية فيما بعد، ولكن أي تطورات سوف تكون محكومة بضغوط غربية، مع خشية المجتمع الدولي أن تصبح ليبيا مركزا لتجمع الارهابيين من جنسيات مختلفة في ظل الضغوط التي يتعرض لها التنظيم في سوريا والعراق ، خاصة وأن مدينة أجدابيا تعتبر موقعا أستراتيجيا للتنظيم، والتمدد إلى مدينتي سرت ومصراته، والسيطرة على منطقة الهلال النفطي.
