خلافات بين اليمين المتطرف ووكالة أمنية بعد قيام إسرائيلي بقتل فلسطينية

يرى الباحث السياسي الفلسطيني، عادل شديد، أن المشهد في الضفة غير مسبوق، حيث تصاعدت حدة الممارسات العدوانية الإسرائبلية، منذ بداية الحرب في غزة، وقبل ذلك كانت سلطات الاحتلال تتبع سياسة «العصا والجزرة»، العصا في قطاع غزة، والجزرة في الضفة الغربية، لأهداف سياسية وعسكرية، منها:

• محاولة تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية، للتفرغ للمواجهات في غزة.
• وثانيا محاولة تفتيت الوضع الفلسطيني بين الضفة وقطاع غزة، وخلق حالة من الفرقة والعزلة بين شطري الوطن، أي عزل وتحييد الضفة من أجل مجموعة من العوامل الأمنية والعسكرية لصالخ إسرايل.

وأضاف شديد في حوار على شاشة الغد، ما يجري حاليا في الضفة من شراسة العدوان الإسرائبلي وحملات المداهمات والاعتقالات والقتل ومصادرة الأراضي، ونسف المنازل، ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، يختلف ويرجع ذلك لمجموهة من العوامل والأسباب:منها أن تركيبة الحكومة الإسرائيلية وعمودها الفقري هم جماعة المستوطنين الموزعين على القوى السياسية التي تشكل الحكومة، وهم موجودين بكثرة في حزب الليكود بزعامة نتنياهو / وموجدون بكثرة في جزب «الصهيونية الدينية» بزعامة بتسلئيل سموتريتش، وحزب «العربة اليهودية» بزعامة بن غفير، وحزب شاس، وغيرهم.

وتابع: هؤلاء يعيشون حالة من الصدام المباشر، مع المؤسسة الأمنية والعسكرية، من أجل فلسفتهم اليمنية المتطرفة، وهي إنجاح مشروع اليمين الديني، اليمين الصهيوني.

وكانت منظمة «السلام الآن» غير الحكومية الإسرائيلية، كشفت في تقرير عن إنشاء 9 «بؤر استيطانية»، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي خطوة  تشير إلى أن عدد المستوطنات العشوائية والطُرق الجديدة المقامة للمستوطنين قد ازداد بشكل غير مسبوق في الضفة الغربية المحتلة.

وتصاعد أعنف وإرهاب المستوطنين، بعد أن تم تيسير حملهم للسلاح بدعم من وزير الأمن الوطني بن غفير، وتحت حماية قوات الاحتلال، وقد أدى إرهاب المستعمرين إلى تهجير 25 تجمعاً بدوياً فلسطينياً، عقب اشتعال حرب الإبادة الإسرائيلية علىى قطاع غزة

ويؤكد مؤيد شعبان، رئيس هيئة مكافحة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية، في تصريحات صحفية، أن سلطات الاحتلال صادرت ما مجموعه 50524 دونماً تحت مسميات مختلفة، في العام 2023، ومصادرة 8 آلاف دونم في منطقة الأغوار بالضفة الغربية، قبل أسبوعين، بهدف تعزيز البناء الاستيطاني، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية.

………………..

تصاعد الفلق الدولي إزاء العدد القياسي للهجمات التي يشنها المستوطنون المتطرفون ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مما يهدد باشتعال طوفان الغضب الفلسطيني وتنفجر الأوضاع في الضفة، وهذا يقوض الأمن في الضفة الغربية والمنطقة ويهدد آفاق السلام الدائم.

كان الاتحاد الأوروبي، قد أكد على «أن هذا الارتفاع في أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين أمر غير مقبول، وأنه يجب على إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة، أن تحمي السكان المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية. كما يجب تقديم المسؤولين عن أعمال العنف إلى العدالة».

وحذر من تصاعد عنف المستوطنين في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مما يشحن  مشاعر الفلسطينيين في الضفة تضامنا مع أشقائهم في القطاع.

الضفة فوق بركان قد ينفجر في أي وقت

ارتفعت أصوات التحذير، عقب تسلح المستوطنين يأنواع مختلفة من الأسلحة عقب قرار وزير الأمن الوطني بن غفير، بتسليح المستوطنين، وأصبحت الضفة فوق بركان قد ينفجر في أي وقت.. وقد بادرت االولايات المتحدة ـ وبقرار غير مسبوق وغير موقع ـ بفرض عقوبات من وزارة الخزانة الأميركية على المستوطنات والمستوطنين، ثم تصف وزارة الخارجية الأميركية سلوك المستوطنين بـ«المتطرف».

عقوبات بشكل رمزي

بينما يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية، محمد زيدان، أن الخطوات الأميركية قليلية ومتأخرة جدا، والحديث هنا عن عقوبات أميركية على بؤرتين استيطانية صغيرتين، وهي بؤر أقامتها جمعيات استيطانية دون قرارمن الحكومة، ولذلك فإن الحديث هنا يدور حول بؤرتين صغيرتين جدا، والحديث عن 3 مستوطنين فقط، بينما نجد في الصفة الغربية مئات المستوطنات يسكنها نحو 800 ألف إسرائيلي، ولكن الولايات المتحدة لم تتحرك، واتصور أن تحركها تجاه بؤرتين صغيرتين جدا، جاء بشكل رمزي وكأنها تلمح إلى ما لديها من قوة.. فقط تظهر «العين الحمراء» للمستوطنات والمستوطنين.

وقال زيدان للغد: الاستيطان في حد ذاته غير شرعي ومناقض للقوانين الدولية، وحسب اتفاقية روما يعتبر جريمة حرب.. والعقوبات الأميركية رمزية وهي رسالة للرأي العام الأميركي الساخط على الموقف الرسمي للولايات المتحدة وعدم ممارسة ضغوط على إسرائيل.

وأضاف: فضلا عن أن رياح الانتخابات التي بدأت تهب على الولايت المتحدة لها تأثير على مثل هذه الخطوات العقابية، دون أن يكون لها فعل استراتيجي على الأرض يضر باسرائيل.

الإجراءات الأميركية المتخذة ضد تطرف وعنف المستوطنين، ليست كافية لوقف الانتهاكات وممارسات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بحسب الأكاديمية  والباحثة السياسية، دكتورة تمارا حداد، مؤكدة للغد، أن هذه الإجراءات ليست لها مردود ايجابي تجاه منع المستوطنين من ارتكاب هجمات على المواطنين الفلسطينيين أو طردهم من منازلهم ، أو مصادرة اراضيهم، وكذلك سرقة مواشيهم التي تتكرر خاصة في جنوب الخليل.

وأكدت: المستوطنون الآن هم الذراع الأخر لجيش الاحتلال، في  ممارسة العنف ضد الفلسطينيين حتى يتم إبعادهم عن أماكن إقامتهم

واشنطن لم تتخذ قرارا حاسما ضد المستوطنات

وقالت د.تمارا: الإجراء الذي اتخته واشنطن كعقوبات على المستوطنين والمستوطنات ليس كافبا ، فهي خطوات رمزية لا تحقق هدفا، وإنما كان على واشنطن اتخاذ قرارا حاسما وصريحا وواضحا،  فضلا عن امكانية  إعداد مشروع لمجلس الأمن الدولي،  يؤكد على أن  تواجد هذه المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية ينتهك  القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة اتي  تشير إلى ان وجود المستوطنين في الضفة الغربية يخالف القانون الدولي، ويخالف أي ترسيخ للبعد  الأمني في الضفة الغربية المحتلة والشرق الأوسط.

تحرك أميركي مفاجىء يثير التساؤلات

ولا تزال  التساؤلات قائمة عن التحرك الأميركي المفاجىء، والمتمثل في طلب وزارة الخارجية الأمبركية من إسرائيل بوقف عنف المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين ومحاسبة المسؤول عن ذلك.. وكذلك فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على المستوطنين والمستوطنات …رغم أن واشنطن تغض الطرف عن عنف وممارسات جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، أو بطبيعة الحال على جريمة الإبادة الجماعية في غزة؟

يقول أستاذ العلوم السياسية، دكتور إبراهيم ربايعة، للغد، إنه على المستوى النظري، فإن الولايات المتحدة ضد الاستيطان،  ولا تعترف بشرعية المستوطنات ومنذ العام 1967 وقد تجلى ذلك في عهد الرئيس أوباما حين امتنعت واشنطن عن استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن حين صدر قرار يؤكد عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية.

وأشار: أما على المستوى الفعلي فإن كل الإدارات الأميركية غضوا الطرف عن المستوطنات، بل أن بعضهم ساعد تلك المستوطنات كما حدث في عهد الرئيس ترمب.

وأضاف د. ربايعة: الإجراءات الأميركية مؤخرا، جاءت في إطار مواجهة الإدارة الأميركية لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، وتحمّلها مسؤلية تراجع الوجود الإسرائيلي عالميا، والعزلة التي تواجهها، وباعتبار أن هذه الحكومة خطر على إسرائيل.

وأردف: لكن الولايات المتحدة تفرق بين الموقف من الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو، وبين الموقف من إسرائيل، والذي تعتبره الإدارات الأميركية من الثوابت، ولا يقبل المساومة.

 إجراءات دون تأثير.. إسرائيل مستمرة في خططها الاستيطانية

وتابع أستاذ العلوم السياسية، إن هذه الإجراءات الأميركية ضد المستوطنات والمستوطنين، لم تصل إلى حد الإيذاء، أو التسبب في الضرر لإسرائيل، أو التاثير على مسار هذا الاستيطان.. فقد اكتفت الولايات المتحدة حتى هذه اللحظة، بالعقوات التي تعد رمزية وتحمل رسائل سياسية، ولكن دون تأثير، والدليل أن إسرائيل تواصل اعتماد الميزانيات لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، وهي مستمرة في خططها الاستيطانية رغم الحرب الدائرة في غزة.

………………….

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

بينما تتواصل نيران العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة جنبا إلى جنب مع تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا في الحملة العسكرية على رفح.. فإن التصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية يتواصل أيضا بالعمليات العسكرية والأمنية، وشملت هذه العمليات مدنا وقرى ومخيمات مختلفة بالضفة الغربية، وإن كانت تتركز في جنين ونابلس وطولكرم. ورافق التصعيد الأمني، تفاقم الوضع الاقتصادي لسكان الضفة الغربية، وتشديد الحصار على التجمعات الفلسطينية من خلال تكثيف الحواجز العسكرية، فضلًا عن تزايد هجمات المستوطنين الإسرائيليين على القرى والبلدات الفلسطينية.

تجريف وسائل الحياة في الضفة الغربية المحتلة

وقد رافق عمليات الجيش العسكرية في الضفة الغربية، هدم بنى تحتية في المدن الفلسطينية، مثل تجريف الشوارع والأرصفة، وتخريب شبكة المياه والكهرباء، وبخاصة في طولكرم وجنين. كما زاد الجيش عدد الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، وقَطع سبل التواصل بين مدنها وبلداتها، ما أطال مدة التنقل من مكان إلى آخر.. كما جرى تهجير 15 مجمعًا رعويًّا فلسطينيًّا في الضفة الغربية كانت تُؤوي حوالي 1200 شخص، بحسب الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش، مشيرا إلى تكثيف إسرائيل عملياتها في المناطق التي تشكل معاقل للتنظيمات الفلسطينية المسلحة، سيما التنظيمات المحلية في جنين ونابلس وطولكرم، وذلك من أجل القيام بعمليات استباقية لمنع تمدد المواجهات إلى الضفة الغربية.

الاحتلال يخشى التصعيد في الضفة الغربية

أضاف للغد: إن مخيم جنين فقط قدّم أكثر من 140 شهيدا خلال عام، وهناك تحذير من التصعيد في الضفة الغربية، ومن موجة العمليات المتوقعة،حيث ترصد أجهزة الأمن الإسرائيلية عوامل التصعيد من التضامن مع الحرب الشرسة ضد غزة، ومنها المضايقات في الضفة من حصار واقتحامات واعتقالات.

أسباب ودلالات التصعيد الإسرائيلي

وقال «أبو غوش»، إن إسرائيل لديها منطق وحيد، وهو أن كل شيء يمكن علاجه بالقوة المسلحة، وهناك قاعدة تقول: ما لم يُعالج بالقوة يُعالج بمزيد من القوة، ولذلك هم يرون أن القبضة الحديدية والشدة والعنف والقتل هو الذي يمكن أن يخضع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وكذلك ضرب عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية؛ فقد اعتقلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية، أغلبهم ناشطون في هاتين الحركتين، كما استهدفت بالقتل العشرات من أعضاء الحركتين، وكذلك محاولة إضعاف السلطة وفرض السيطرة على مناطق «ج»؛ تمهيدًا للسيطرة عليها والاستيطان فيها.

القيود الإسرائيلية في الضفة الغربية

ويشير الباحث السياسي الفلسطيني، راسم عبيدات، إلى أن سلطات الاحتلال تشددّ الحصار على المسجد الأقصى وعلى محيط المسجد الأقصى، وفرضت سياجا حول مواقع عديدة منها جبل المكبر واستدعاء الشباب الفلسطينين لتوقيعهم  على تعهد بعدم الذهاب إلى المسجد الأقصى للصلاة طوال شهر رمضان،  إلى جانب القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال على الضفة الغربية.

إسرائيل تقوم بعمليات ممنهجة

وأوضح «عبيدات»، أن إسرائيل تصور شهر رمضان على أنه مثير للعنف بتصعيد المقاومة وتحفيز المواطنين على العنف، بينما هم الذين يمارسون العنف من حيث التشديد في الحصار والتفتيش المهين للكرامة مما يحفز الشباب على مقاومة الاحتلال.

وقال للغد: إن اسرائيل تقوم بعمليات ممنهجة في الضفة الغربية، على غرار ما يحدث في غزة بهدف إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم ووطنهم.. فما يحدث في الضفة الغربية المحتلة، ما هو إلا صورة مصغرة لما يحدث في قطاع غزة من تدمير البنية التحتية، هي إذن حرب شاملة على الفلسطينيين.

وتابع: لقد وصلت حالة الاحتقان الأمني في الضفة الغربية إلى ذروتها، نتيجةً للممارسات الإسرائيلية التنكيلية والقمعية في الأشهر الأخيرة، ومن المرجح أن تتطور الأوضاع إلى مزيد من التوتر أو اندلاع انتفاضة أو مواجهة عارمة في الضفة الغربية.

استنفار أمني في الضفة لمواجهة المقاومة الفلسطينية

ويؤكد الدكتور حسن خريشة، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الأسبق، أن هناك استنفارا أمنيا كبيرا من قبل الاحتلال لمواجهة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وفي القدس بنحو خاص، وبناء على تقارير تقول إن الأوضاع مهيأة للانفجار في الضفة الغربية، يحاول الاحتلال أن يستبق هذه الحالة، رغم أنه كان يمارس الافتحامات اليومية بنحو دائم منذ أكثر من عامين بهدف اجتثاث المقاومة التي فشل في اجتثاثها، لكنه يعود مرة أخرى إلى سياسة العقاب الجماعي، والتدمير، والقتل الممنهج،  والاعتقالات، واستهداف لكل المخيمات في الضفة الغربية.

نتنياهو يمارس حرب إبادة على كل الشعب الفلسطيني

وأضاف للغد، إن نتنياهو بمارس اليوم حرب إبادة على كل الشعب الفلسطيني، في غزة والضفة والقدس.. ففي غزة من خلال القتل والتدمير والتجويع.. وفي الضفة من خلال تقطيع الأوصال، والعقوبات الجماعية.. وفي القدس من خلال منع الصلاة، وأيضا عزلها عن باقي مناطق الضفة الغربية، وحتى الأهل في فلسطين المحتلة 48 هناك قيود وتشديدات أمنية واعتراض دخولهم المسجد الأقصى.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

شاهد| البث المباشر لقناة الغد