«العراق ستكون واحدة من أهم إنجازات إدارة أوباما».. هكذا بدت رؤية نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حيال مستقبل العراق، في مقابلة شهيرة، أجراها عام 2010، معربا عن تفاؤله لتشكيل حكومة عراقية مستقرة في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية تستعد لمغادرة الأراضي العراقية.
الحقيقة أن آمال بايدن تبددت لأسباب متعددة، ففضلا عن الأسباب الطائفية الداخلية، وتفشي التنظيمات الإرهابية، والتدخلات الإقليمية، فإن مسؤولين أمريكيين اعترفوا بالخطأ، الذي ارتكب حينما قررت أمريكا غزو العراق.
رئيس المخابرات العسكرية الأمريكية السابق، وقائد القوات الأمريكية بالعراق، مايك فلين، قال إن غزو العراق كان خطأ إستراتيجيا، وتسبب في ظهور تنظيم داعش، فضلا عن اعتراف رئيس وزراء بريطانيا سابقا، توني بلير، والذي شاركت بلاده في الغزو، أنه تلك العملية بنيت على معلومات استخباراتية خاطئة.
من ناحية أخرى، أكدت تقارير استخباراتية دولية أن تنظيم داعش الإرهابي يستخدم أسلحة صنعت في دول مختلفة كانت قد دخلت العراق في فترة الغزو الأمريكي، فضلا عن أسلحة للنظام العراقي تم الاستيلاء عليها حينها.
ويبدو أن نائب الرئيس الأمريكي، الذي كان قد اعتاد على زيارة العراق كل شهرين أو ثلاثة، قبل انسحاب القوات الأمريكية، عاد ليجدد آماله مرة أخرة في زيارة مفاجئة إلى العراق، هي الأولى له منذ عام 2011.
نحو مواجهة داعش
في بداية الشهر الجاري، أجرى بايدن اتصالا مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ورئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارازاني، اتفقوا خلاله على أهمية التعاون في مواجهة داعش، فيما تأتي زيارة بايدن وسط العديد من الاحتجاجات المطالبة بالقضاء على الفساد الحكومي، وأخرى مطالبة بالإسراع في تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة، حيث يقود الأخيرة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
نقلت شبكة سي إن إن عن مسؤول مرافق لبايدن، أن «الزيارة تأتي تأكيدا لأهمية العراق بالنسبة للإدارة الأمريكية، وتأكيدا للشراكة الثنائية».
قوات إضافية
زيارة مشابهة، أجراها وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، الأسبوع الماضي، أعلن خلالها اعتزام الولايات المتحدة إرسال 217 قوات إضافية إلى العراق، فضلا عن عملياتها الجوية ضد داعش.
وأكد المسؤول الأمريكي على مكاسب الحرب ضد داعش، حيث أن التنظيم الإرهابي «لم يعد يتمتع بحرية الحركة كما تعود»، مشيرا إلى أنه بزيادة القوات الإضافية فإنه بالطبع سيتراجع التنظيم.
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تستعد فيه القوات بدعم من الجيش الأمريكي، لوضع حجر الأساس لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية من جماعة داعش، وبينما لا يزال توقيت بدء العملية غير واضح، ألمح وزير الدفاع، آشتون كارتر، في جلسة استماع بالكونجرس الأمريكي، الأربعاء الماضي، إلى أن الاستعدادات على قدم وساق، والولايات المتحدة والحكومة العراقية تركزان على تجميع القوات وتحديد مواقعها قبل بدء شهر رمضان لتحرير الموصل.
