وفي السياق، قال مدير إدارة إيران في المخابرات الأمريكية سابقا، نورمان رول، إن إيران تحاول أن تصعد أمام الولايات المتحدة والغرب، ولكنها في الوقت ذاته تعرف جيدا حجمها وأنها ستنهزم إذا ما قررت واشنطن مهاجمتها.
وأضاف نورمان رول خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن الولايات المتحدة الأمريكية أكدت مرارا وتكرارا أنها لا تريد مهاجمة إيران، وأنها تريد إحياء الاتفاق النووي.
وأوضح نورمان رول أنه من الصعب التوصل لاتفاق نووي في الوقت الراهن، ولكن ربما يتم عقد اتفاق جديد يعود بالنفع لكل الأطراف.
استبعاد الخيار العسكري
من جانبه، استبعد مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، الدكتور محمد صالح صدقيان، أي مواجهة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، مؤكدا أنه لا يصب في مصلحة أي من الأطراف.
وأكد صدقيان أن التصعيد الإسرائيلي بوجه إيران يهدف إلى زيادة الضغوط على إيران للقبول بتنازلات في مفاوضات فيينا، وربما تريد ضرب إيران لكن لن تستطيع بمفردها أن تقوم بأي عمل عسكري.
وأضاف صدقيان أن إسرائيل تريد استغلال الأوضاع في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلينا أن نتجه إلى طاولة المفاوضات والتوصل لاتفاق بين كل الأطراف.
وأوضح صدقيان أن وكالة الطاقة الذرية صعدت ضد إيران لكنها لا تريده أيضا، لافتا إلى أن وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان قال إنه قدم مقترح للولايات المتحدة من أجل تحريك مفاوضات فيينا.
الدبلوماسية الغربية
ويرى مدير معهد الدراسات الأمنية والمستقبلية في أوروبا، إيمانويل ديبوي، أنه لا توجد مؤشرات للدخول في حرب مع إيران حتى الآن، ولكن هناك دبلوماسية ينتهجها الغرب تجاه المشروع الإيراني.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهد منذ بداية حكمه بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، مؤكدا أن العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة في عهد دونالد ترامب لم تأت بالسرعة التي كان يأملها الإيرانيون.
وتابع:”الكونجرس الأمريكي طالب من بايدن اطلاعهم على أي اتفاق نووي مع إيران حتى لا يلاقي نفس مصير اتفاق ترامب”.
جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي، أعلن أواخر مايو/ أيار المنصرم مشاركة عشرات المقاتلات الحربية في تنفيذ “محاكاة لتحليق طويل المدى وشن غارات واسعة النطاق”، فيما أثنى رئيس الوزراء نفتالي بينت على منظومة دفاعية تعمل بالليزر ستدخل الخدمة العام المقبل.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في سلسلة تغريدات عبر حسابه في تويتر: “في إطار مناورات عربات النار، التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وتستمر لمدة شهر كامل، وكجزء من رفع الجاهزية لسيناريوهات حربية متعددة الجبهات سواء بعيدة أو قريبة، تدربت الطائرات على تحليق طويل المدى وشن غارات في العمق، بالإضافة إلى التزود بالوقود جوّاً”.
وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” بأن التدريبات تأتي كجزء من “التدريبات العسكرية الرئيسية لعربات النار التي تحاكي ضربة واسعة النطاق في إيران، بما في ذلك ضد منشآتها النووية”.
من جانبها، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن القوات الجوية الأمريكية كان من المفترض أن تعمل كقوة مكملة بطائرات للتزود بالوقود أثناء التدريبات.