دار الإفتاء: الختان من الموروثات الشعبية وليس قضية دينية

أكدت دار الإفتاء المصرية، اليوم الخميس، أن قضية الختان ليست قضية دينية تعبدية، بل هي قضية ترجع إلى التقاليد والعادات والموروثات الشعبية، وأضافت الدار أن الختان أصبح له مضار كثيرة مما يستوجب تحريمه والاتفاق على ذلك.

واوضحت دار الإفتاء في بيان لها، أن عادة الختان عرفتها بعض القبائل العربية، نظرا لظروف معينة قد تغيرت الآن، وقد تبينت أضرارها الطبية والنفسية بإجماع الأطباء والعلماء، وأشار البيان إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يختن بناته.

وأشارت الدار إلى أنها تفاعلت مبكرا مع البحوث العلمية الطبية الصادرة عن المؤسسات الطبية المعتمدة والمنظمات الصحية العالمية المحايدة، التي أثبتت الأضرار البالغة والنتائج السلبية لختان الإناث، فأصدرت عام 2006 بيانا يؤكد أن الختان من قبيل العادات لا الشعائر، وان المطلع على حقيقة الأمر لا يسعه إلا القول بالتحريم.

وحذرت دار الإفتاء من الانجرار وراء تلك الدعوات التي تصدر من غير المتخصصين لا شرعيا ولا طبيا، والتي تدعو إلى الختان وتجعله فريضة تعبدية، مؤكده أن تحريم ختان الإناث في هذا العصر هو القول الصواب، الذي يتفق مع مقاصد الشرغ ومصالح الخلق، وبالتالي فإن محاربة هذه العادة هو تطبيق أمين لمراد الله تعالى في خلقه، وبالإضافة إلى أن ممارسة هذه العادة مخالفة للشريعة الإسلامية فهي مخالفة كذلك القانون، والسعي في القضاء عليها نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

يذكر أن احد الفتيات وتبلغ من العمر 17 عاما،توفيت السبت الماضي عقب إجراء عملية ختان لها بمستشفى خاص، حيث أصيبت بنزيف بسبب العملية تبعه هبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى وفاتها.

واكتشفت الواقعة حينما حاولت أسرة الضحية استخراج شهادة وفاة وتصريح بالدفن، وبكشف مفتش الصحة على الجثة تبين أن سبب الوفاة هو إجراء عملية ختان، وليس بسبب جراحة لإزالة كيس دهني من على الرحم، كما ادعيت أسرة الضحية، فحرر مفتش الصحة محضرا ضد أسرة ميار بقسم شرطة فيصل.

وأثارت القضية اهتمام وسائل الإعلام الغربية، حيث نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، اليوم تقريرا عن الفتاة، ذكرت فيه أنه على الرغم من صدور القوانين المجرمة لعملية الختان في مصر، إلا أن تلك العملية ما زالت منتشرة على صعيد واسع، خاصه في الأماكن الريفية، وأن تلك عادة قديمة يمارسها المصريون المسلمون، كما يمارسها بعض من الأقباط.

وأشارت الصحيفة إلى أول حكم ضد طبيب بسبب عملية الختان في العام الماضي، حيث حكم على الطبيب بعامين مع الشغل وغرامة 500 جنية، بينما حكم على والد الطفلة بثلاثة شهور مع إيقاف التنفيذ.

وأضافت الصحيفة أن 200 مليون امرأة وفتاة حول العالم يتعرضون لعملية الختان، ولكنها أكثر انتشارا في مصر، وليبيا، وبوركينا فاسو، وكينيا، بحسب ما ذكرته كلوديا كابا، عضو وكالة الأطفال التباع للأمم المتحدة.