«داعش سوف يبقى ويزدهر حتى لو هزم في العراق وسوريا» .. هكذا أخبر أحد المقاتلين في صفوف التنظيم صحيفة الإندبندنت البريطانية في حوار حصري لها.
وقال فراج، 30 عام، المحارب السابق في صفوف التنظيم بشمال شرق سوريا أنه «عندما نقول إن تنظيم داعش يبقى ويستمر فإنها ليست مجرد دعاية» مؤكدا أن التنظيم ينوي إعادة بناء نفسه في كل من السعودية ومصر وليبيا وتونس، لافتا إلى أن لديه العديد من الخلايا النائمة في كل أنحاء العالم والتي يتزايد أعضائها يوميا.
وأوضح فراج أن بعد عام واحد من إعلان «الخلافة» في أعقاب السيطرة على الموصل العراقية في عام 2014، توقع قادة التنظيم أنه سينتصر عسكريا، لافتا إلى أن هناك تفاصيل ليست واضحة حول تعاون واضح داعش وتركيا.
وفي محادثة عبر تطبيق واس آب، التي طالب فيها المقاتل القديم عدم الإفصاح عن اسمه الحقيقي، قال فراج «عندما سمعت من أمراء التنظيم أن التنظيم سيفوز حتى لو هُزم عسكريا في العراق وسوريا، ظننت أنهم يقولون ذلك لتشجيعنا أو لإخفاء هزيمتنا، لكنه سرعان ما عرف أن زعماء التنظيم كانوا يتخذون إجراءات عملية لإقامة قواعد للتنظيم حول العالم» لافتا إلى أن أحد القادة الليبيين أخبره منذ أكثر من عام أنه ذاهب إلى ليبيا لمهمة بعينها وسيعود بعد شهرين.
وقال فراج أن العالم لا يقدر مدى قوة التنظيم، ولا يفهمون مدى جاذبيته للمقاتلين، ولا يعرفون أيديولوجيته تجاه هؤلاء ممن يرفضون الأمر الواقع مؤكدا «أنا وغيري من قيادات التنظيم نقاتل كرد فعل للظلم والاستبداد الذي شاهدناه من قبل».
فراج يعود أصله إلى قريه سنية تقع بين الحسكة وقامشلي في الجانب الشمالي الشرقي الذي يسيطر عليه الأكراد، وتخرج من كلية التربية بجامعة الحسكة، وانضم إلى جبهة النصر مع عائلته في عام 2012، وعندما دخل داعش قرية فراج ومنحوا الشباب الحق في اختيار الالتحاق بهم أو الرحيل، اختار فراج الالتحاق بالتنظيم.
وقال فراج أنه لم يعد يقاتل لصالح التنظيم لخلافات رفض الحديث عنها، لافتا أنه لايزال داعم له ويؤمن بالحكمة وراء وجوده، وقال أنه لا يرى للتنظيم جاذبية بسبب أيديولوجيته الدينية المتطرفة، ولكنها طريقة أكثر تنظيما وتأثيرا للاحتجاج واصفا داعش بـ «الحل الأمثل لتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها أنظمة المنطقة».
وتعليقا على عملية درع الفرات التي أطلقتها تركيا على سوريا، قال فراج أنه عند وصول الدبابات التركية والمقاتلين السوريين إلى حدود بلدة جرابلس، كانت من الواضح أن تنظيم داعش يعلم أنهم قادمين ولم يبدي أي محاولة للمقاومة، على العكس من المقاومة الشديدة التي أبداها للدفاع عن منبج قبل ذلك بأسبوع فقط في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية.
وفي إطار عمليات درع الفرات، قالت تقارير أن داعش ينسحب إلى معاقله الأخرى في الباب، إلا أن فراج كان له تفسير آخر «عندما دخلت القوات التركية جرابلس، تحدثت إلى صديق لي هناك، في الواقع داعش لم يرحل عن جرابلس، لكنهم فقط أزالوا لحاهم»، متسائلا عن الادعاءات بالعلاقة القوية والتعاون العام الماضي بين داعش وتركيا في مدينة تل أبيض، التي كانت معقلا لداعش على الحدود السورية التركية، ومصدرا هاما لها لانضمام مقاتلين جدد.
فراج، معارض لتركيا وأيضا الأكراد، حيث وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه أكثر ديكتاتورية من أي نظام عربي، وأنه سبب تدمير سوريا، باستمرار الصراع مع الأكراد في تركيا، والذي انعكس إلى صراع آخر عبر الحدود بدعم داعش ودفعه إلى داخل سوريا.
وحول رؤيته عن المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم، قال فراج إنهم لا يعلمون شيئا عن تعاليم الإسلام ولا يقاتلون من أجله، لافتا إلى أن المقاتلين من بريطانيا وفرنسا وتركيا التحقوا بالتنظيم فقط لظروفهم الأسرية السيئة.
