فتح التهديد الذي أعلن عنه أحد المنتمين لتنظيم داعش بقتل الأمير هاري تشارلز، الباب للحديث عن الوجود الداعشي في سنغافورة وما يمثله ذلك من خطر قد يلحق بها وبالبلاد المجاورة لها.
وفي تسجيل مصور بثه التنظيم الأحد الماضي 24 سبتمبر/ أيلول ، هدد مسلحو تنظيم داعش الإرهابي، بقتل الأمير البريطاني، هاري تشارلز.
وقال شخص يدعى أبو عقيل السنغافوري، واسمه ميجات شهدان ابن عبد الصمد، ويبلغ من العمر 39 عاماً، ويُعتقد أنه يعيش في سوريا ، موجهًا حديثه للأمير البريطاني: هل في سنغافورة تختلق القصص العاطفية للتعاطف مع الهجمات الإرهابية في لندن؟ لماذا لا تأتي هنا وتحاربنا إذا كنت رجلا بما فيه الكفاية، مهددا الأمير هاري بأنه في حال ذهب إلى سنغافورة سيتم إرساله إلى “الجحيم” على حد تعبيره.
وكان الأمير البريطاني هاري تشارلز حضر في وقت سابق إفطارا لصائمين في سنغافورة، بعدما دعا إليه تأبينا لأرواح ضحايا الهجوم الإرهابي في لندن، وتحدث عن التسامح وندد بالإرهاب.
وأعربت السلطات في سنغافورة عن مخاوفها من انتشار فكر تنظيم داعش المتطرف بين مواطنيها، وذلك عقب ظهور أحد مواطنيها يتبع التنظيم في شريط دعائي للتنظيم، وذكرت مصادر صحفية في سنغافورة ،أن عضو التنظيم الذي ظهر في شريط الفيديو دعا إلى الانضمام إلى التنظيم.
ورأت الوزارة أن اشتراك هذا المقاتل في نزاع مسلح خارج حدود البلاد، يُعرض أمن سنغافورة للخطر، مضيفة أن ما يبعث أكثر على القلق أن هذا الرجل يُروّج بنشاط لإيديولوجية داعش العنيفة، كما يُحرض عبر مقطع الفيديو، السنغافور يين الآخرين على الانضمام للقتال في صفوف هذا التنظيم المتطرف .
بدأ الظهور الداعشي في سنغافورة، عبر تأثر مجموعة قليلة من السنغفوريين بدعاية داعش ، التي صاحبتها فور الإعلان عن نفسها، كذلك من خلال الجماعات المنضوية تحت لواء داعش في دول الجوار لي رأسها ماليزيا وإندونيسيا اللتان تشهدا وجود ولايات تابعة لداعش علي أراضيها.
وبدأت عناصر سنغافورية بالسفر إلي مناطق القتال بسوريا والعراق، وتمكنت من الحصول على دورات في مختلف العلوم العسكرية، من صناعة المتفجرات إلى حرب العصابات والعمليات الانتحارية وغيرها، بيد أن هناك مخاوف لدي المسؤلين السنغافوريين من عودة هذه العناصر إلي بلادها بعد انتهاء الحرب في العراق والشام، وهو ما ولد لديها هاجس قيام هذه المجموعات بتكوين خلايا تنشط في المنطقة وبتنسيق مع عناصر دول الجوار.
غير أنه من المستغرب أن تنظيم داعش لم يعلن حتى الآن أي ولايات له في سنغافورة، وقد سعي التنظيم في ذلك كما حدث في دول الجوار ، غير أن القبضة الأمنية للدولة حالت دون ذلك، غير أن هناك عناصر تعمل بشكل فردي وتسعي لايجاد ولاية تابعه لداعش في سنغافورة عقب عودة بعضهم من العراق وسوريا.
وفي سبيل منع ظهور أي بوادر للتنظيم في سنغافورة عمدت الحكومة إلي وأد أي ظهور لأفكار التنظيم ، ومؤخرا اعتقلت مساعدة تعمل في دار لرعاية الأطفال يشتبه في محاولتها الانضمام لتنظيم داعش في سوريا وتم احتجازها بموجب قانون أمني صارم يسمح بالاعتقال دون محاكمة.
وجاء اعتقال أول امرأة سنغافورية في اتهامات تتعلق بالتطرف وسط تنامي القلق من تمدد تنظيم داعش في سنغافورة كإجراء احترازي، كما بدأت سنغافورة وجيرانها في الفترة الأخيرة تعاونا مخابراتيا يهدف إلى وقف حركة المتشددين عبر الحدود.
وذكرت وزارة الداخلية السنغافورية في بيان لها أن المشتبه فيها وتدعى الشيخة عزة زهرة الأنصاري (22 عاما) اعتقلت هذا الشهر لاعتزامها السفر إلى سوريا للانضمام لتنظيم داعش مع ابنها، والزواج من متشدد في سوريا، حيث تبنت عزة الفكر المتطرف عن طريق دعاية على الإنترنت على صلة بتنظيم داعش، ونشرت مواد موالية للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما كشفت السلطات السنغافورية عن مخطط لخلية إندونيسية يديرها عضو في داعش بسوريا لإطلاق النار في فنادق بمنطقة مارينا باي في سنغافورة.
واعترف وزير الدفاع في سنغافورة “نج إنج هين” في تصريحات سابقة له أن الخطر الذي تمثله الجماعات المتشددة العنيفة على جنوب شرق آسيا يتزايد سنوياً، لأنها تصبح أكثر تنظيماً وتركيزاً في اختيار أهدافها .
وقال إن أكثر من 1000 من أبناء جنوب شرق آسيا تدفقوا للقتال في صفوف داعش، مضيفاً “كلما نلتقي سنوياً يتصاعد الموقف ويزداد خطر الإرهاب ، ومقارنة بما كان عليه الوضع قبل عام أو حتى عامين فإن الجماعات الإرهابية أكثر تنظيماً، وأكثر اتصالاً وأكثر وضوحاً في صياغتها لما تريد تحقيقه”.
وقال نج: ” إن وزراء دفاع منطقة جنوب شرق آسيا يعتقدون أنه إذا تم القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا، فإن الأمر من شأنه أن يزيد الخطر على المنطقة على المدى القصير، لأن مقاتلي التنظيم سيعودون إلى بلدانهم على الأرجح”.
غير أن رئيس وزراء سنغافورة “لى هسين لونج” استبعد طموح تنظيم داعش بشأن إيجاد موضع قدم له في بلاده، واصفا ذلك بأنه “حلم بعيد المنال ومبالغ فيه”
وقال لونج، أمام الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر شانجري للحوار الأمني فى سنغافورة إن سنغافورة تأخذ تهديد التنظيم على محمل الجد، مشيرا إلى أن بلاده نشرت طائرة شحن من طراز كيه. سي135- في اطار عمليات التحالف الدولى ضد داعش فى الشرق الاوسط.
