في إطار الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي «الباستيل»، شهدت مدينة «نيس» الفرنسية هجوما من نوع جديد، حيث أقدم سائق شاحنة كبيرة على دهس المواطنين بطريقة عشوائية ما خلف حوالي 84 قتلى، و100 جريح.
وعلى الرغم من أن أيا من الجماعات الإرهابية لم يتبني الحادث إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم داعش الإرهابي
دعوات داعش للدهس
صحيفة لو باريسيان الفرنسية أكدت أن الهجوم الإرهابي يحمل بصمات تنظيم داعش، فيما أكدت صحيفة mirror البريطانية أن الهجوم جاء تطبيقا لاستراتيجية المتحدث باسم تنظيم داعش «أبو محمد العدناني» المعروف لدى الاستخبارات الغربية بـ «وزير الهجمات»، حيث أوصى جنوده بتنفيذ هجمات في الغرب من خلال المركبات.
وقال في رساله لهم «اقتلوا الكفار في أمريكا وأوروبا، خاصة في فرنسا، وفي أستراليا وكندا، وكل مواطني الدول التي التحقت بالتحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية»، وتابع «اقتلوهم بأي طريقة، حطموا رؤوسهم بالحجارة، أو اطعنوهم بالسكين، أو ادهسوهم بسياراتكم، أو ألقوهم من مكان عال».
طريقة داعش المعتادة
ونقلت المواقع المتتبعة لأخبار تنظيم داعش، تقارير غير مؤكدة عن تبني التنظيم الإرهابي مسئولية حادث نيس، حيث أشارت التقارير إلى أن داعش معروف باستخدام المركبات في هجماته والتي تكون مرفقة دائمة بالمتفجرات لإحداث أكبر التأثيرات، فيما شبه آخرون حادث نيس بحادث بغداد الذي نفذه داعش قبيل عيد الفطر في أحد الأسواق المكتظة بالمواطنين، من خلال سيارة مفخخة وراح ضحيته أكثر من 200 قتيل.
وكان التنظيم الإرهابي قد دعا، نهاية شهر مايو/أيار الماضي، أنصاره في الغرب إلى تنفيذ هجمات في أوروبا وأمريكا.
ثأرا للشيشاني
نقلت عدد من الحسابات المنسوبة لتنظيم داعش الإرهابي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تدوينات تؤكد أن حادث نيس الإرهابي جاء ثأرا لمقتل القيادي بالتنظيم أبو عمر الشيشاني.
وكان تنظيم داعش قد أكد، الأربعاء الماضي، مقتل القيادي البارز في معارك جرت في العراق في منطقة الشرقاط جنوبي الموصل، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية استهدافه منذ مارس/أذار الماضي.
تاريخ داعش وفرنسا
تاريخ الهجمات الإرهابية في فرنسا يقود إلى احتمالية وقوف داعش وراء حادث نيس، حيث ارتكب التنظيم الإرهابي معظم الهجمات الإرهابية الكبرى التي وقعت هناك، بداية من حادث شارلي إيبدو الذي اقتحم فيه ملثمون تابعون لداعش مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة ما أدى إلى مقتل 12 شخص وإصابة آخرين.
أما الحادث الأبشع في تاريخ فرنسا، فكانت الهجمات المتفرقة التي ارتكبها التنظيم الإرهابي في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي والتي وقع أبرزها في مسرح باتاكلان وسط العاصمة الفرنسية باريس، فيما شن هجموما آخر بالقرب من ملعب فرنسا حيث كان يحضر الرئيس الفرنسي مباراة منتخبي فرنسا وألمانيا، وخلفت الهجمات أكثر من 130 قتلى.
مبررات داعش
ذكرت حسابات منسوبة لأعضاء من تنظيم داعش الإرهابي علي موقع التواصل الإجتماعي «تويتر»، أن السبب الرئيسي لاستهداف فرنسا هو تدخلها في مالي و«استهداف المسلمين هناك»، حيث تشارك فرنسا في الحرب على الجماعات الإسلامية المتشددة في إقليم أزواد بمالي.
وفي أعقاب هجمات باريس الإرهابية، ذكر بيان منسوب لتنظيم داعش أن استهداف فرنسا جاء لتصدرها التحالف الدولي في سوريا والعراق كما قال أحد الناجين بعد احتجازه، وفق وسائل الإعلام الفرنسية، إن أحد المسلحين قال أن العملية «ثأرا لسوريا».
مؤيدون لداعش يحتفلون بالحادث
احتفل مؤيدو تنظيم داعش بحادث دهس ما يقرب من 84 مواطن ببث «بوسترات» تؤيد العمل الإرهابي وتتوعد بالمزيد.
ISIS unofficial channels circulating posters celebrating #Nice attack, also showing Eiffel Tower on fire. @akhbar pic.twitter.com/VsYiaoi2xa
— Jenan Moussa (@jenanmoussa) July 14, 2016
ونادت القنوات الرسمية لداعش عبر تويتر بعدم نسب الحادث إليهم إلا بعد التأكد رسميا من تلك الأنباء