جاء إعلان مسؤولون أمريكيون وأفغان عن مقتل عبد الحسيب، زعيم تنظيم داعش في أفغانستان، حيث ذكر بيان من القصر الرئاسي في أفغانستان، أن زعيم التنظيم قتل الشهر الماضي في عملية نفذتها القوات الخاصة في ننغارهار.
مقتل عبد الحسيب جاء بعد عام من مقتل زعيم التنظيم السابق حفيظ سعيد خان، الذي قتل في غارة لطائرة أمريكية من دون طيار، وظهر تنظيم داعش “ولاية خراسان” لأول مرة في عام 2015، وأعلن مبايعته للبغدادي وسيطر في بداية أمره على مناطق واسعة في ولايتي ننغارهار وكونار قرب الحدود الباكستانية.
ولاية خرسان، توصف بأنها التنظيم الأكثر شراسة في داعش، ويتوقع الكثير من المراقبين أنها قد تكون البديل في حال خفوت نجم داعش في العراق والشام، تفيد إحصائيات القوات الأمريكية في أفغانستان، بأن عدد المقاتلين في صفوف تنظيم داعش بلغ ذروته بوجود بين 2500 و3000 عنصر، إلا أن الانشقاقات والخسائر الأخيرة أدت إلى تقلص عددهم إلى 800 عنصر على الأكثر.
يواجه التنظيم حالة من الركود والضعف لاسيما بعد مقتل اثنين من قادته، أضف إلى ذلك الحرب التي فتحت على العديد من النواحي، فبدأ التنظيم عملياته ضد حركة طالبان، وكذلك الحكومة الأفغانية في وقت واحد، وهو ما جعله مشتت التفكير، اضف لذلك دخول أمريكا على خط المواجه مع التنظيم، والذي قامت الأخيرة في 13 أبريل/ نيسان من العام الجاري بإلقاء ما سمي بـ”أم القنابل”، وهي أقوى قنبلة غير نووية استخدمتها القوات الأمريكية في المعارك على أمكان لتمركز التنظيم.
وقال قائد القوات الأمريكية في كابول، الجنرال جون نيكولسون، إن “تلك العملية المشتركة الناجحة هي خطوة جديدة مهمة في حملتنا الحازمة للقضاء على مجموعة خراسان التابعة لتنظيم داعش في 2017، ومن ثم أصبح موقف التنظيم في غاية الصعوبة، نظرا لما يواجهه من حروب على نواحي شتى”.
على الجانب الآخر، لا يقف طموح حركة طالبان في صد هجمات داعش فحسب، فما زال حلم قيادة الدولة، يراود التنظيم الذي استطاع أن يحكم السيطرة على أفغانستان فترة من الزمن، ومن ثم أطلقت الحركة ما سمته بـ”عملية منصوري”، التي من خلالها تسعي جاهدة إلي صدارة المشهد من جديد.
وتسعي الحركة في الوقت ذاته إلى تعزيز موقفها واكتساب أراضي جديدة في أفغانستان، حيث استطاعت مطلع هذا الأسبوع الاستيلاء على حي خارج مدينة قندوز، شمال أفغانستان، بعد انسحاب قوات الشرطة الأفغانية بعد قتال استمر ليوم كامل بين الطرفين.
وذكر المتحدث باسم “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، في بيان، بأن عناصر الحركة استولوا على مقر رئيس للشرطة ومجمع حاكم إقليم قندوز وجميع النقاط الأمنية، مؤكدا أن الحركة تسيطر الآن على أكثر من نصف مساحة البلاد .
جاء إعلان زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، برغبته في إجراء مصالحة بين الحكومة الأفغانية وبين حركة طالبان، ليؤكد ما ذهب إليه الخبير العسكري الروسي، فلاديمير يفسييف، بأنه على موسكو بطريقة ما إجراء حوار مع المعتدلين في طالبان.
وتشير تقارير إلى أنه من المتوقع أن تحدث حالة من التصالح بين حركة طالبان مع الحكومة الأفغانية، لمواجهة داعش في مقابل دخول الحركة في الحياة السياسية من جديد وتقلد بعض المناصب، وهو الذي من الممكن أن يتم من خلال تدخل حكمتيار في المشهد.
