مع بدء العام الجديد، لا يزال نشاط الميليشيات المنضوية تحت مسميات عدة، بارزا خاصة في العراق وسوريا، ميليشيات اختلفت مسمياتها، وأجنداتها، وراياتها، فمنها ما لا يزال يرفع شعار مقاومة الوجود الأمريكي بالمنطقة، ومنها ما يحمل فكرا تكفيريا، ومنها ما يزعم محاربةَ داعش، رغم تراجع نشاط التنظيم مؤخرا.
بداية 2022
تلك الاعتداءات والهجمات المتصاعدة منذ بداية العام، تطرح العديد من التساؤلات، أبرزها عن تداعيات الانسحاب العسكري الأمريكي في المنطقة، إلى جانب الاستراتيجيات المطلوبة للتعامل مع تلك الميليشيات والحد من نشاطها الإرهابي.
داعش في سوريا
وفي السياق ذاته، قال الكاتب والباحث سياسي، محمد نادر العمري، إن هناك 3 أنواع من الميليشيات، الأولى انفصالية تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، والثانية تنظيم داعش، الذي ادعت واشنطن أنها قضت عليه، والثالثة هي الفصائل الموالية لسوريا.
وأضاف العمري، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أنه خلال الأيام العشرة الأخيرة من عام 2021 كان من الملاحظ أن هناك تصاعدا في وتيرة الاشتباكات، التي حصلت في تلك المنطقة، وهذا له عدد من الدلالات.
وأوضح أن الدلالة الأولى دلالة داخلية، سواء في سوريا أو العراق، مشيرا إلى أنه كان يتوجب على الولايات المتخدة الانسحاب من العراق، لكن رأينا مناورات من جانبها.
وأكد أن هناك أكثر من 4000 مقاتل من تنظيم داعش تم نقلهم من منطقة الباغوز بسوريا قبل العملية، التي قام بها التنظيم الإرهابي ضد الجيش السوري، كما تم نقل أكثر من 40 مقاتلا وقائدا منهم من مخيم الهول باتجاه منطقة التنف.
ميليشيات إيران
من جانبه، قال المستشار السابق في وزارة الدفاع العراقية، معن الجبوري، إن إيران ملأت الفراغ منذ الانسحاب الأمريكي في العراق، مشيرا إلى أنها تستعمل ميليشياتها لفرض هيمنتها في الشرق الأوسط.
وأكد الجبوري، أن الصراع الأمريكي الإيراني يلقي بظلاله على الدولة العراقية، والميليشيات تنتظر تعليماتها من إيران، وتسبب حرجا كبيرا للسياسة والدبلوماسية العراقية.
كما أوضح أن العراق ليس مسؤؤلا عن تنظيم داعش، إنما يجب أن تكون هناك التزامات على المنطقة لمساعدة العراق في مكافحة داعش، لافتا إلى ضرورة اتخاذ قرارات صارمة لمواجهتهم.
عودة داعش
وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، مجاهد الصميدعي، إن داعش في العام 2022 يختلف عن داعش 2017، حيث استطاع العودة إلى الاقتتال تدريجيا والسيطرة على مناطق في العراق.
وأضاف الصميدعي، أن تنظيم داعش أصبح يقوم بعمليات نوعية محددة ضد قوات الجيش العراقي، موضحا أن هناك ضعفا في الجهد الاستخباري.
كما أشار إلى أن داعش استطاع العودة الإعلامية، وتفعيل عمل منصة الفرقان، التي يبث من خلالها مواده الإعلامية.
التطورات السياسية
ومن عمان، قال الباحث في الشؤون الاستراتيجية، عامر سبايلة، إن تنظيم داعش الإرهابي لم يغب، لكنه يدرس خطواته بطريقة تتوافق مع شكل التطورات السياسية.
وأضاف سبايلة، أن عودة داعش التدريجية أقرب إلى الخيارات العملية والواقعية منها من فكرة إعلم خلافة، حيث بات يعيد تموضعه عبر الاستفادة من أخطاء الغير والتناحر الداخلي.
كما أكد عامر سبايلة، أنه لا يريد أن يكون دولة بل يسعى إلى تشكيل تنظيم يحرز تقدم نوعي في العمليات، مشيرا إلى أنه يعتقد منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أن هناك ساحة للتنافس قد تسكل نقطة للانطلاقة الجديدة.
محاربة الإرهاب
فيما يرى المستشار العسكري السابق لوزارة الخارجية الأمريكية، عباس دهوك، أن الولايات المتحدة أولوياتها الأولى محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط.
كما أكد دهوك، أن واشنطن بدأت تحارب الإرهاب منذ 2014، كاشفا أن التنظيم الإرهابي كان يسيطر على 60% من الأراضي العراقية، وكانوا على وشك احتلال بغداد.
وأعلنت قوات الأمن العراقية، الجمعة، القبض على 11 عنصرا في تنظيم “داعش” الإرهابى بمناطق متفرقة فى محافظة الأنبار.
وقالت خلية الإعلام الأمني: “بناء على معلومات استخبارية دقيقة، تمكنت مفارز جهاز الأمن الوطنى فى مناطق متفرقة بمحافظة الأنبار من إلقاء القبض على 11 إرهابيا”.
وأضافت أنه جرى تدوين إفاداتهم بعد ما اعترفوا بانتمائهم “لعصابات داعش الإرهابية وشاركوا بمواجهات وتعرضات على القوات الأمنية خلال عمليات التحرير”، وتمت إحالتهم إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.
جدير بالذكر، أن القوات الأمنية العراقية تواصل تمشيط المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش عام 2014، وتعلن بشكل شبه يومي القبض على عناصر ومجندين في التنظيم.
