«داعش» يستولي على مدن ليبية.. وقيادة الغرفة العسكرية «تتعثر»
واصل تنظيم «داعش» توسعه بين مدينتي سرت ومصراتة، بينما لاتزال جهود المجلس الرئاسي الليبي لتشكيل قيادة عسكرية مشتركة، متعثرة.
وبحسب تصريحات لوسائل إعلام محلية، أكد شهود عيان أن التنظيم استولى على عدد من القرى الواقعة على المداخل الشرقية لمدينة مصراتة، الواقعة غرب البلاد.
وقال الشهود إن التنظيم استولى على منزل رئيس المجلس المحلي لمدينة زمزم عبدالنبى سعد، وعدد آخر من المنازل غير المأهولة، التي هرب سكانها منها قبيل إندلاع المعارك بين «كتائب مصراتة» و«داعش».
وأضاف أحد أعيان قبيلة ورفلة، بحسب بوابة الوسط الليبية، أن منطقتي «القداحية وأبونجيم»، الواقعين على مخارج مدينة سرت أصبحتا واقعتين بالكامل في قبصة «داعش»، حيث اعتقل مقاتلوه عددا من أفراد الشرطة والجيش ولازال يهدد باعتقال آخرين، بالإضافة إلى استمرار حملة اعتقالات يشنها في صفوف أهالي مدينة «أبوقرين» التي استولى عليها منذ أيام، في إطار هجماته للاستيلاء على مدينة مصراتة الاستراتيجية.
وتقع «أبوقرين» و «وادي زمزم» على بعد نحو 100 كيلومتر فقط من مدينة مصراتة التي تسيطر عليها كتائب موالية لحكومة الغرب «الإسلامية»، قبيل تسلم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق للمقرات الرسمية في طرابلس.
وفي سرت كذلك، أجبر تنظيم «داعش» سكان عدد من المناطق الواقعة شرق المدينة على إخلاء منازلهم بسبب ما وصفها بـ «الدواعي الأمنية»، بينما اقتحمت عناصره عددا من المساكن ببلدات شرقية لاعتقال 6 شبان قيل إن «المحكمة الشرعية» أصدرت أحكاما ضدهم.
من جانبها، ردّت قيادة الغرفة العسكرية التابعة لحكومة الوفاق بغارات جوية استهدفت تمركزات لتنظيم «داعش» شرق المدينة، وقال عضو المجلس البلدي بمصراتة المكلف بملف الأمن مصطفى كرواد في تصريحات لـ«بوابة الوسط» إن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل 22 من عناصر التنظيم، مضيفا أن أكثر من 8 غارات جوية استهدفت فندق أبوقرين، وأحد المحلات التجارية الكبيرة في البلدة، ومركز الشرطة، وإحدى المدارس بمنطقة القداحية.
من ناحية أخرى، رفض العقيد سالم جحا استكمال مهمته كنائب لرئيس غرفة العمليات العسكرية المكلفة بتحرير المناطق التي وقعت في قبضة «داعش» بعد 5 أيام فقط من تكليفه، مشيرا إلى أن الغرفة لم تتمكن من تنفيذ الحد الأدنى من مهامها، على حد قوله.
وكان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أصدر في 6 مايو/آيار الجاري قرارا بتكليف العميد بشير محمد القاضي آمرًا لقيادة العمليات العسكرية ضد «داعش»، بعضوية العميد طيار مفتاح عبجة، والعقيد ركن سالم جحا، والعقيد إبراهيم فلجوش والعقيد محمد عجاج، بحسب وسائل إعلام محلية.
وكانت القيادة العسكرية أصدرت بيانا أمس الأول، الاثنين، قالت فيه إنها باشرت عملها يوم الأحد الماضي في مدينة مصراتة برئاسة القاضي وحضور عدد من الضباط العسكريين، بينهم العقيد جحا، مشيرة إلى أنها قررت البدء في تقدم الجيش خلال ساعات نحو سرت.
ويأتي قرار تشكيل هذه القيادة وسط انقسامات حادة بين المجلس الرئاسي والبرلمان، الذي يسيطر على شرق البلاد، حيث اتهم الأخير السراج بـ «انتحال صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة».
ويعتبر البرلمان الليبي اللواء خليفة حفتر قائدا عاما للجيش الليبي، وفي يناير/كانون الثاني الماضي رفض مجلس النواب التصويت لصالح منح الثقة لحكومة السراج التي استبعدت حفتر من منصب وزير الدفاع.
وبحسب الاتفاق السياسي المبرم بين الفرقاء الليبيين والمعترف به أمميا ودوليا فإن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني يعد «القائد الأعلى للجيش الليبي»، إلا أن البرلمان لم يمنح ثقته بعد لهذه الحكومة.
وأصدرت القيادة قرارا يوم السبت الماضي برقم «1» لسنة «2016» حول المنطقة العسكرية الواقعة بين سرت ومصراتة، نص على أنه «يُحظر على أي قوى عسكرية أو شبه عسكرية مباشَرة أي عمليات قتالية ضمن حدود هذه المنطقة خارج إطار الشرعية الواردة بالمادة الأولى لهذا القرار باستثناء حالات الدفاع عن النفس».
