بعد سلسلة من حملات التعقبات، التي طالت تنظيم داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتهت بغلق آلاف الحسابات التابعة له على المنصات الإلكترونية، كان آخرها إغلاق موقع التدوين المصغر “تويتر” 300 ألف حساب تابعة للتنظيم ومؤيدوه.
وذكر موقع “تويتر”، أنه أغلق ما يقارب 95% من الحسابات المرتبطة بالإرهاب، بناءً على توصيات من أدوات الذكاء الصناعي، التي تضع علامة مخفية للمشرفين على الشبكة بأن تلك الحسابات مشتبه بأنها مرتبطة بالإرهاب، ليعاينها المشرفون ويحذفون ما يخالف شروط النشر فيها، الأمر الذي يؤكد أن تويتر لم يعد بعد موقعا فاعلا في نشر أفكار وأدبيات التنظيمات المتطرفة.
ولجئت منصات التواصل الاجتماعي لتفعيل أدوات الذكاء الصناعي وتطورها وقدرتها على تصنيف أعداد ضخمة من الحسابات بسرعات عالية، وجاءت هذه الخطوات بعد حالة انتقاد كبيرة من قبل الحكومات الأمريكية والأوروبية لمسؤولي هذه الشركات، كونها لا تبذل مجهودا في سبيل وقف هذه الحسابات.
ومع حالة الترقب والمتابعة من قبل مواقع فيسبوك ويوتيوب وتويتر، نجحت في تقليص تواجد داعش عليها، وغلق العديد من حساباتهم، ما أدى إلى فرار تنظيم داعش إلى إنستجرام.
وفي سبيل الهروب من الأعين الرقمية والذكاء الصناعي، التي وضعها فيسبوك وتويتر ويوتيوب، لجأت هذه التنظيمات إلى استخدام الصور التي تختفي بعد مرور فترة زمنية محددة، وذلك لنشر فكرهم، وعلى الرغم من دعم تطبيق انستجرام لهذه الميزة، لكن استطاعت عناصر التنظميات الحصول على طريقة تمكنهم من الوصول لأتباعهم عبر هذا التطبيق.
ويأتي تطبيق تليجرام من ضمن المواقع الأكثر استخداما من قبل داعش ومثيلاتها، حيث تم إنشاء أكثر من 100 قناة تابعة للتنظيم عبر التطبيق لإعادة نشر المحتوى، الذي تنشره في قنواتها المختلفة، مع الإعلان عن حساباتها الجديدة عبر مختلف المنصات، التي عادة ما يتم إغلاقها بسرعة.
أما موقع يوتيوب فبدأ بوضع أدوات للحد من كسب العوائد المالية لأصحاب المحتوى المتطرف، ومن بينها جعل الحد الأدنى لكسب المال من العروض هو 10 آلاف مشاهدة لكل عرض، وازدادت حدة الأمر بعد معرفة أن أحد المعتدين الثلاثة في حادثة جسر لندن في 3 يونيو الماضي كان قد تأثر بعروض فيديو متطرفة في يوتيوب.
وكشفت شركة جوجل عن مكافحة الإرهاب بطريقة جديدة في موقع يوتيوب، تتمثل في إعادة توجيه من يبحث عن محتوى يحث على العنف نحو محتوى مناهض، وذلك عندما يتم استخدام كلمات رئيسية مرتبطة بالفكر المتطرف، وتم بدء تطبيق هذه الميزة على البحث عن عروض تنظيم داعش، ليعرض أمام المستخدمين عروضا أخرى من أشخاص كانوا قد انضموا للتنظيم في السابق وانسحبوا منه، يروون قصصهم لتوعية الآخرين بما يحدث في الخفاء، بالإضافة إلى عرض نقاشات لرجال الدين ترفض الفكر المتطرف.
