داعش.. 2022 عام سقوط رؤوس الإرهاب

لم يمر عام 2022 إلا بعد ترك أثرا كبيرا في تنظيم داعش، حيث فقد اثنين من قادته في ضربات متلاحقة وسريعة، الأمر الذي أحدث هزة داخله، وانعكس بالسلب على معنوياته.

وبزغ تنظيم داعش من فوضى في المنطقة، واستولى على أراض واسعة في العراق وسوريا عام 2014. وانتهى الحكم الوحشي للتنظيم، الذي قتل وأعدم الآلاف في الموصل، بعد هزيمته أمام قوات عراقية ودولية في 2017.

ومُني التنظيم، الذي سيطر في عام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق في عام 2017، ثم في سوريا في العام 2019، وخسر كامل مناطق سيطرته.

إلا أن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات وإن كانت محدودة في البلدين خصوصاً ضد القوى الأمنية.

أبو إبراهيم الهاشمي القرشي
“عبد الله قرداش” الملقب بأبي إبراهيم الهاشمي القرشي، الخليفة الثاني لتنظيم داعش والذي أعلن التنظيم مبايعته عقب مقتل أبو بكر البغدادي في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تم اختياره من قبل مجلس شورى التنظيم في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وجاء الإعلان عن خلافته في تسجيل صوتي للمتحدث الرسمي الجديد باسم التنظيم أبي حمزة القرشيّ مطالبا عموم المسلمين لمبايعة الخليفة الجديد للتنظيم، ونشر التسجيل مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي التابعة للتنظيم.

عرضت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار، لمن يدلي بأي معلومات عنهُ وذلك قبل مقتله في 3 فبراير/شباط 2022 .

وجاء مقتله عبر عملية نفذتها مروحيات أمريكية من طراز أباتشي إنزالًا جويًا في محيط بلدة أطمة شمالي إدلب بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع ومسيرة عن بعد في سماء المنطقة.

 

 

حوصر المنزل الذي يقبع فيه من قبل قوات الإنزال وطالبته عبر مكبرات الصوت بتسليم نفسه ومن معه مع تهديدات بتدمير الموقع، ثم بدأ الاشتباك مع الموجودين داخل المنزل المحاصر واستمرت الاشتباكات لمدة ساعتين من الزمن، ووصلت فرق من الدفاع المدني السوري إلى المنزل المستهدف وأخلت الجثث الموجودة فيه والتي بلغ عددها 13 بينها جثث نساء وأطفال وأنقذت طفلة واحدة فقط كانت قد أصيبت بجروح.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 3 فبراير/شباط 2022، تنفيذ القوات العسكرية الأمريكية عملية خاصة ليلة الأربعاء 2 فبراير/شباط 2022 في شمال غربي سوريا توّجت بتصفية زعيم تنظيم داعش، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، حيث فجّر نفسه أثناء تعرضه للهجوم عبر حزام ناسف كان يرتديه.

وفي بيان للتنظيم في 10 مارس/آذار 2022، أكد التنظيم مقتل زعيمه أبو إبراهيم الهاشمي القرشي والمتحدث الرسمي السابق له أبو حمزة القرشي وأعلن عن تعيين أبو الحسن الهاشمي القرشي خلفاً له وأبو عمر المهاجر خلفاً لأبي حمزة القرشي.

أبو الحسن الهاشمي القرشي

أعلن التنظيم في 10 مارس/آذار، تنصيبه أبو الحسن الهاشمي القرشي خلفا لـ”أبو إبراهيم القرشي”، بعد مقتل زعيم التنظيم بـ40 يوما، في عملية أمنية أمريكية في الأراضي السورية، في 3 فبراير/شباط الماضي، عملا بوصيته بحسب رسالة من التنظيم.

شغل أبو الحسن قبل توليه قيادة التنظيم، وديوان التعليم، بعدة مناصب بينها أمير ما يسمى بـ”ديوان القضاء والمظالم”، كما عمل مسؤولا عما يسمى بـ”إمارة المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية.

كما كان من قيادات الصف الأول في تنظيم داعش الذين بقوا على قيد الحياة، وكونه من “الأمراء العراقيين” فقد كان مقربا من زعيمه الأول، أبو بكر البغدادي، وتمتع بنفوذ كبير حتى قبل توليه قيادة داعش.

 

 

في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني من العام الحالي وقع اشتباك بسوريا، بين عناصر تابعة لتنظيم داعش وقوات من الجيش السوري الحر، أسفر عن مقتل زعيم تنظيم داعش، أبو الحسن الهاشمي القرشي، بعد أن قام بتفجير نفسه بعد أن حوصر هو ومساعديه.

وقال الجيش الأمريكي، إن “القرشي قُتل في عملية نفذها الجيش السوري الحر المعارض بمحافظة درعا، في شمال غرب سوريا”.

وقالت المصادر إنه “تم رصد أبو الحسن القرشي ومساعديه في مخبأ سري بأحد المنازل”.

وقال سالم الحوراني، الذي يعيش في جاسم، وهو مقاتل سابق شارك في حصار المنازل الثلاثة التي تم اكتشاف خلية تنظيم داعش بها: “الزعيم وأحد مرافقيه فجرا نفسيهما بحزامين ناسفين، بعدما نجح مقاتلونا في اقتحام مخبئهما”.

وقال المتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر، في تسجيل صوتي نشرته حسابات تابعة لهم، إن القرشي “قتل”، معلناً تعيين أبي الحسين الحسيني القرشي خليفة له.

تأثير مقتل قيادات داعش على التنظيم

يبدو أن حرص تنظيم داعش على الإعلان عن مقتل زعماءه يأتي في إطار مساعيه لاحتواء أي أزمات داخلية قد تنشأ عن توارد الأنباء عن مقتله، وعدم إعطاء فرصة للولايات المتحدة لتوظيف العملية إعلامياً وسياسياً.

وجاء إعلان تنظيم داعش الإرهابي عن مقتل زعيمه أبي الحسن الهاشمي القرشي وتعيين آخر جديد ليكون ثالث قائد للتنظيم في 2022، ما اعتبره محللون “هزة داخل التنظيم وهو ما يؤثر معنويا على الأفراد”.

ويري محللون أن مقتل الزعيم يؤثر معنويا على الأفراد والانشقاقات الداخلية وتوسيع حدة الصراعات بين الفرق المختلفة بالتنظيم، كما يحدث هزّة كبيرة جدا داخل جسد التنظيم، لكن في الوقت نفسه ووفق المعطيات الراهنة فإنه قادر على التماسك، رغم تلك الهزة الإدارية الكبيرة التي سيعاني منها، لكن ثمة تكلفة كبيرة جداً عليهم بناءً على مقتل قائد التنظيم.

على الطرف الآخر، يرى باحثون أن مقتل القيادات بات أمرا تقليديا ولا يؤثر على التنظيم لا على المستوى الاستراتيجي ولا على مستوى التمدد أو الانتشار أو حتى المسارات المستقبلية؛ فالتنظيمات تتعامل مع قضية مقتل قياداتها بشكل طبيعي، لكن كل قيادي له بعد في تحديد مسارات التمدد.. البغدادي يختلف عن القرشي وهكذا لكن لن يتراجع التنظيم أو يختفي، كما أن مقتل زعيم التنظيم لن يؤثر سلبا على تمدده بل سيأخذ فترة لإعادة رسم السياسات في ظل إدارة جديدة.

 

 

ومن ثم، فإن مقتل الزعيم لن يمثل نهاية التنظيم حيث إن الأيديولوجية والتخطيط والتنظيم والاستراتيجية قائمة لن تتأثر سواء عند القاعدة أو داعش.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية جو بوتشينو إن مقتل أبو الحسن الهاشمي القرشي هو ضربة أخرى لداعش، غير أنه لفت إلى أن التنظيم لا يزال يشكل خطراً على المنطقة، مشددا على أن “القيادة المركزية وشركاءها ما زالوا يركزون على إلحاق هزيمة دائمة بالتنظيم”.

غير أنه لا يمكن إغفال الأزمات التي يعيشها التنظيم بدءا من فشل سياسة التعتيم التي كان يتبناها التنظيم في الإعلان عن قادته، وكذلك الاختراقات الأمنية لصفوف التنظيم، والخلافات الفكرية والفقهية والتنظيمية والسياسية التي بدأت تدب في كيان التنظيم  .

ومع الوقت بدأ التنظيم في التحول من استراتيجية التمكين التي نشأ عليها إلى استراتيجية النكاية والتنكيل مع الهزات التي تعرض لها وفي سبيل إثبات الوجود فقط.

ضربات قاصمة للتنظيم واستراتيجية قطع الرؤوس

ركز النهج الأمريكي والدولي بشكل عام على استهداف قادة الصف الأول للتنظيمات وعلى رأسها داعش، سواءً عبر التصفية الجسدية، أو الاعتقال والاحتجاز، وهو ما ظهر جليا في عمليات اغتيال زعماء داعش بدايةً من أبو بكر البغدادي، مروراً بـ أبو إبراهيم القرشي، وصولاً إلى الإعلان عن مقتل أبو الحسن القرشي، وكذا اغتيال والي الشام ماهر العقال في غارة جوية أمريكية في يوليو/تموز الماضي، فضلاً عن الإعلان في يونيو/حزيران الماضي عن اعتقال والي الرقة هاني الكردي، والإعلان في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن اعتقال نائب والي الشام أبو هاشم الأموي.

وقد انعكس ذلك على غياب قيادات لها كاريزما داخل التنظيم تتولى قياداته وتستطيع تجميع الأفراد والمجموعات المنخرطة والولايات المتفرقة حولها.

ففي يوليو/تموز الماضي، أعلن البيت الأبيض استهداف ماهر العقال، أحد أبرز الشخصيات في تنظيم داعش، والذي عمل على بناء شبكات التنظيم خارج العراق وسوريا، قبل أن يقُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة شمال غربي سوريا وهو أحد أبرز خمسة قادة من قيادات داعش.

وفي 9 من سبتمبر/ أيلول أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القوات التركية ألقت القبض على “قيادي كبير” في تنظيم “داعش” ملقب بـ”أبو زيد” واسمه الحقيقي بشار خطاب غزال الصميدعي.

غير أن التنظيم في الأونة الأخيرة كثّف من هجماته خصوصا بالتزامن مع التهديدات التركية باستهداف الشمال السوري، مستهدفاً مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، وأخرى في البادية حيث شنّ عدة هجمات وكمائن لقوات النظام السوري والقوات لموالية لها، إضافة للرقة وريف حماة الشرقي وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور والحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور ودرعا في محالة لإثبات الوجود.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]