بدأت المواجهة الدولية «صريحة وحادة» داخل منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، مع مبادرة «الإنعزالية» التي نادى بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.. وبدت المواجهة ساخنة، في أجواء الثلوج الكثيفة، التي غطت مدينة«دافوس» السويسرية، التي شهدت افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي، أمس، بمشاركة ثلاثة آلاف من الخبراء والمسؤولين الدوليين، بينهم رؤساء دول وحكومات.
وتصدرت حملة على «الانعزالية»، أعمال المنتدى العالمي، بدأها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، مدافعا عن العولمة، وسط أجواء تفاؤل بانتعاش اقصادي لدى نخبة السياسة والأعمال، المستفيدة الأكبر من الانتعاش الاقتصادي الذي ظل جزءٌ كبير من العالم بمنأى منه، واستعاد «مودي» أقوالاً للزعيم الهندي «غاندي» بالدعوة إلى «فتح نوافذ البيت حتى تهب عليه رياح كل الثقافات».
ويؤكد المشاركون في منتدى دافوس العالمي، أن رئيس وزراء الهند، في أول مشاركة لرئيس حكومة هندي في «دافوس» منذ عام 1997، عبر بمصداقية «عالية» عن مخاوف دول العالم من انهيار«العولمة» لصالح «الانعزالية»، وكأنه يتحدث بلسان الجميع، عن الانعزالية الأمريكية، من الانسحاب من اتفاقية المناخ الدولية، والوقوف على هامش التضامن الدولي في وجه الإرهاب .. وأشاد المؤتمر في يومه الأول بخطاب مودي محذرا من : «مسار عكسي للعولمة يحدث، وأن التأثير السلبي لهذا النمط من العقلية والأولويات الخاطئة، يجب ألا يُعَد أقل خطورة من التغير المناخي أو الإرهاب، وفي الواقع، الجميع يتحدث عن عالم متصل ببعضه بعضاً، لكن علينا قبول حقيقة أن بريق العولمة يخبو، والحل في وضع سياسات مرنة في زمن متغير».
واعتبر مودي أن «الانعزالية لا يمكن أن تكون الحل لهذا الوضع المثير للقلق». وأقر بأن العولمة «تفقد بريقها»، لكنه حذّر من أن إقامة جدران تجارية جديدة ليس حلاً، مؤكداً أن الهند ستكون قدوة بفتح أبوابها أمام الاستثمارات الخارجية.
ومع الحملة الدولية ضد «الانعزالية»، تتجه الأنظار في منتدى«دافوس» إلى خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد غدٍ، إذ سيدافع عن سياسته الحمائية ويهاجم التبادل الحر، وبعد أن أعلنت الولايات المتحدة، الإثنين الماضي، فرض ضرائب جديدة على الألواح الشمسية المستوردة من الصين، وأيضاً على الغسالات الكبيرة المصنعة في دول آسيوية عدة.
وأكد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغي بريندي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيستقبل على غرار سائر رؤساء الدول في دافوس»، مذكرا بموضوع المنتدى لهذا العام «بناء مستقبل مشترك في عالم ممزق».. وكان آلاف من مناهضي الرأسمالية، تظاهروا في «برن»رفضا لمشاركة ترامب المقررة في منتدى دافوس..كما أطلقت منظمة «كامباكس» السويسرية الاربعاء عريضة عنوانها «ترامب انت غير مرحب بك، ابق بعيدا من دافوس»، وجمعت حتى السبت أكثر من 12 ألفا و880 توقيعا.
ويستضيف منتدى «دافوس»، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي استقبلَ الإثنين الماضي في فرنسا عدداً كبيراً من رؤساء شركات مشاركة في «دافوس» .
