بينما تستعد الإدارة الأمريكية، للإعلان خلال الأسبوع الجاري، عن تفاصيل خطة الرئيس دونالد ترامب، لتسوية القضية الفلسطينية، المعروفة باسم «صفقة القرن».. تستضيف العاصمة الأيرلندية «دبلن»، منتصف الأسبوع الحاري، مؤتمرا بحضور ممثلين عن دول عربية وأوروبية ومشاركة السلطة الفلسطينية، لبحث الإجراءات الممكنة لمواجهة «صفقة القرن»، ولتحديد «الخطوط الحمراء» التي تتعلق بالقضايا الجوهرية في الصراع العربي/ الفلسطيني – الإسرائيلي، وعلى رأسها قضيتي القدس وحق اللاجئين في العودة إلى قراهم وبلداتهم التي هجروا منها خلال نكبة عام 1948.
المسودة النهائية لـ(صفقة القرن) تتضمن 200 صفحة
اختارت أيرلندا ـ التي تعد من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية ـ توقيت عقد المؤتمر الدولي على مستوى وزراء الخارجية، في نفس توقيت إعلان الإدارة الأمريكية عن بلورة خطة السلام الخاصة بالرئيس الأمريكي، وأن (صفقة القرن) قد انتهت، وتم إطلاع الرئيس ترامب على مضامينها، وأن المسودة النهائية لـ(صفقة القرن) تمتد على نحو 175 إلى 200 صفحة، وأن خمسة مسؤولين أمريكيين فقط، اطلعوا عليها، ولن تنشر قبل الانتخابات في «إسرائيل»، في التاسع من شهر إبريل/ نيسان المقبل؛ ونقل عن مسؤول أمريكي قوله: «لا ننوي أن نفعل شيئاً يهدد أمن إسرائيل».
«دبلن» تبادر بالمواجهة
بادرت «دبلن» بالمواجهة من خلال المؤتمر الدولي، الأسبوع الجاري، على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، ومن الجانب الأوروبي أيرلندا، الدولة المضيفة، بالإضافة إلى فرنسا والسويد وهولندا، والاتحاد الأوروبي، الذي أعلن بشكل مسبق أنه مقتنع بإنجاز «حل الدولتين» علي أساس حدود 1967 مع القدس عاصمة لكلتا الدولتين، وهي الطريقة الوحيدة القابلة للتطبيق والواقعية لإنهاء النزاع وتحقيق سلام عادل ودائم، ويرى الاتحاد الأوروبي أن أي خطة سلام لا تعترف بالمعايير المتفق عليها دوليا مصيرها الفشل.
تعنت البيت الأبيض
ولم يصدر عن البيت الأبيض -حتى الآن- أي تعقيب على مؤتمر دبلن لمواجهة خطة السلام التي يتبناها الرئيس ترامب، تحت مسمى «صفقة القرن».. وقال مصدر سياسي في واشنطن لوسائل الإعلام الأمريكية، ننتظر بيان المؤتمر، وخطة السلام سوف تطرح، ولا تراجع عنها، وهذه قضية تتعلق باسرائيل والفلسطينيين والعرب، ولا شأن لأيرلندا والدول الأوروبية بمراجعتها أو التعقيب عليها!!
صيغة موحدة للتعامل مع «صفقة القرن»
الحراك الأوروبي، من خلال مؤتمر دبلن، يهدف إلى دعم الفلسطينيين في أي مسار تفاوضي مقبل.. والتوصل إلى صيغة موحدة للتعامل مع الخطة الأمريكية «صفقة القرن».. وبلورة استراتيجية لتسليط الضوء على «الثوابت الفلسطينية» في مواجهة محاولات تجاوزها التي عكسها إعلان واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة من تل أبيب إلى المدينة.. ونقلت وسائل الإعلام العبرية، عن دبلوماسي أوروبي قوله: «إن المؤتمر يعقد في الأساس، لمنح شعور للفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم، وأنهم يحظون بدعم عربي وأوروبي».
هواجس قلق دولة الاحتلال
وفي المقابل.. تراقب وزارة الخارجية الإسرائيلية، أحداث المؤتمر المرتقب في دبلن عن كثب، وسط معارضة شديدة، واتهام أيرلندا بالانحياو المطلق للفلسطينيين، بعد «الأحادية بالموقف الذي أظهرته إيرلندا فيما يتعلق بقانون حظر ومقاطعة المستوطنات، فكيف يمكن أن تلعب أيرلندا دور الوساطة العادلة عندما تتصرف بهذا الانحياز ضد “إسرائيل؟».
- كان الكنيست الإسرائيلي، أعلن عن إلغاء زيارة لوفد منه كانت مقررة إلى دبلن في مارس/آذار المقبل، على خلفية طرح مشروع قانون أيرلندي يجرم العمل التجاري مع الإسرائيليين في ما يخص «الخط الأخضر»، معتبراً إن قانون مقاطعة منتجات وسلع من (الضفة الغربية وغزة) له تداعيات خطيرة على العلاقات بين الدول!!
