«دبلوماسية الخيول» تفتح الطريق بين باريس وبكين

على غرار دبلوماسية «البنج ـ بونج»  (كرة الطاولة) التي أعادت الدفء للعلاقات بين واشنطن وبكين (إبريل/ نيسان 1971 ) .. لجأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لـ «دبلوماسية الخيول» لفتج الطريق بين باريس وبكين.. والمعروف في أدبيات العلوم السياسية، أن هناك  مجموعة الخطوات والأحداث والأساليب السياسية التي تؤدي إلى التحاور العلني في اتجاه إنها القطيعة وتوليد التقارب في العلاقات، وبالتالي إحداث تغيير أساسي في العلاقات الدولية، كما حدث للعلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، من خلال دعوة الفريق القومي الرياضي الأمريكي للبنغ – بونغ ( كرة الطاولة ) إلى بكين، في إطار حاجة أمريكا إلى تحالفات دولية جديدة للمحافظة على التوازن الاستراتيجي في منطقة جنوب شرق آسيا وعلى الصعيد العالمي .

 

 

وفي لفتة ديبلوماسية تُعتبر سابقة في أعراف الرئاسة الفرنسية، قدّم الرئيس ماكرون، للرئيس الصيني، شي جينبينغ، خلال زيارته الراهنة للصين، حصاناً بنّياً عمره 8 سنوات من جياد الحرس الجمهوري الفرنسي، بعدما أبدى الرئيس الصيني افتتانه بفرقة الحرس التي تضمّ 104 فرسان، رافقته خلال زيارته إلى باريس عام 2014 .. وتشكّل «دبلوماسية الخيول»، رداً على «ديبلوماسية الباندا» التي ينتهجها القادة الصينيون، بعدما باتت زوجة ماكرون «بريجيت»، عرّابة لباندا صيني أعارته بكين حديقةَ حيوان قرب باريس.

 

 

 

 

 

«دبلوماسية الخيول» كانت مدخلا سياسيا «ناعما» للرئيس ماكرون، في زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام، بدأها من شيان، العاصمة القديمة للإمبراطورية الصينية، والتي انطلقت منها طريق الحرير. وتفقد الرئيس الفرنسي ضريح الإمبراطور الصيني الأول، وجيش التيراكوتا الطيني المكوّن من تماثيل لجنود صينيين، كما زار أماكن أثرية لطرق الحرير، تضمّ معبداً بوذياً ومسجداً إسلامياً.. قبل أن يطرح رؤيته لـ «مصائر متداخلة» بين الاتحاد الأوروبي والصين، محذراً من تحوّل مشروع نظيره الصيني شي جينبينغ بـ «طريق حرير» أخرى، «طريقاً لهيمنة جديدة»، واعتبر أن «شراكة» بين باريس وبكين ستتيح «تجنّب تكرار أخطاء» ارتكبتها «الإمبريالية الفرنسية» في المستعمرات الأفريقية السابقة.

 

 

 

 

 

كان الرئيس الصيني،شي جينبينغ، أطلق عام 2013 مبادرة «الحزام والطريق» لربط الصين من طريق البرّ والبحر بجنوب شرقي آسيا وباكستان وآسيا الوسطى، ثم إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، وتضم الطريق  65 دولة تمثّل 60 في المئة من سكان العالم ونحو ثلث إجمالي الناتج العالمي. لكن هذه المبادرة واجهت شكوكاً في الغرب، للاشتباه بأنها تنمّ عن نزعة توسعية خطرة للصين.

 

 

 

 

 

اللافت في زيارة الرئيس الفرنسي للصين، وتقديم حصاناً بنّياً صغيرا من جياد الحرس الجمهوري الفرنسي، للرئيس الصيني، استعادة  روح المناخ  التاريخي  للعلاقات الثنائية، مذكّراً بأن فرنسا كانت أول بلد غربي يقيم علاقات ديبلوماسية مع الحكومة الشيوعية في الصين، وبلقاء الزعيمين الراحلين الصيني ماو تسي تونغ والفرنسي شارل ديغول عام 1964.. ليطرح «ماكرون» رؤيته التي تدعم التحرك الألماني ـ الفرنسي، باتجاه «أوروبا ..أولا»،  و«أوروبا القوية»، معربا عن أمله بعلاقات أوروبية ـ صينية تستند إلى «قواعد متوازنة»، متحدثاً عن «مصائر متداخلة» بين الجانبين.

 

 

 

 

 

وجاءت كلمات«ماكرون» كاشفة عن رغبة فرنسية جادة لصياغة علاقات جديدة مع الصين، تعيد التوازن للعلاقات الدولية، وفي إشارة إلى «تكتل دولي» يواجه سياسات ومواقف أمريكية .. وعرض الرئيس الفرنسي، على نظيره الصيني، ما وصفه بأنه«إعادة إطلاق معركة المناخ»، معتبراً أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ يستوجب قيادة فرنسية ـ صينية في هذا الصدد، ومعلناً «سنة فرنسية ـ صينية للانتقال البيئي» لفترة 2018 ـ 2019. وأقرّ في خطاب ألقاه أمام رجال أعمال في مدينة شيان، بأن «اتفاق باريس لمَا كان استمر» بعد القرار الأمريكي، لولا التزام الصين تطبيقه.

 

 

 

والملاحظة الأهم في صياغة العلاقات الجديدة، كانت في إشارات فرنسية واضحة على لسان الرئيس ماكرون: «المستقبل يحتاج إلى فرنسا وأوروبا والصين. نحن ذاكرة العالم. يعود إلينا أن نقرر أن نكون مستقبله. جئت لأقول لكم إن أوروبا عادت».

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]