دبلوماسية «الذئب المحارب» الصينية.. في مواجهة «خطة حرب» أمريكية

تداخلت الخطوط الحمراء بين واشنطن وبكين.. مع وقائع الحرب الباردة، ومؤشرات تحذر من اشتعال النيران فوق مياه بحر الصين الجنوبي.. وبينما يرى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن «الاستفزاز المتهور» للولايات المتحدة قد يقود إلى «مواجهة» مع بكين، كما حذر من أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين «قد تسقط في هاوية المواجهة»، واعتبر وانغ أن «استفزاز الولايات المتحدة المتهور الذي من شأنه التسبب بمواجهة وانقسام يعد انفصالا تاما عن الواقع الذي يشير إلى أن مصالح الصين والولايات المتحدة متكاملة إلى حد بعيد».

وتعكس الملفات الشائكة مدى الخلافات بين واشنطن وبكين، إذ إنّها تشتمل على مستقبل هونغ كونغ، ودور عملاق الاتصالات هواوي في تكنولوجيا الجيل الخامس، مروراً بأزمة قضية التيبت، وبحر الصين الجنوبي، ومسألة مسلمي الأويغور.

دبلوماسية «الذئب المحارب»

وتدهورت العلاقات بين بكين وواشنطن في الفترة الأخيرة وكان آخر فصول هذا التدهور بأن أمرت بكين القنصلية الأمريكية في شينغدو بإغلاق أبوابها، يوم الإثنين، ردا على إغلاق البعثة الصينية في هيوستن بولاية تكساس..ورغم أن وزير خارجية الصين دعا إلى «تواصل عقلاني» بين القوتين.. إلا أن المشهد العام أشبه بحرب باردة جديدة بين الصين والولايات المتحدة، في ظل تصاعد منسوب التوتر بينهما يوماً تلو آخر، وسط توقع أن يبقى خطر مواجهة واسعة النطاق ماثلاً إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية..ويرى مراقبون في الصين، أن الجيش الصيني لا يريد أن تكون العلاقات العسكرية بين واشنطن وبكين مدفوعة بدبلوماسية «الذئب المحارب»، الأمر الذي قد يؤدي إلى المواجهة.

ويشير مصطلح «الذئب المحارب» إلى دبلوماسية جديدة تبنتها، الصين، في الآونة الأخيرة، وهي أن يتخذ المسؤولون الصينيون موقفا أكثر حزما ضد الانتقادات الموجهة إلى بلادهم.

حرب باردة جديدة

والتطورات المتلاحقة داخل المشهد العام، تجعل من الصعب توقع المدى الذي سيبلغه تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بحسب تقديرات أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رنمين الصينية، تشي يينهونغ، مؤكدا أنّ الخصمين شرعا في الانتقال إلى حرب باردة جديدة.

وإذا كانت الأسابيع الماضية، شهدت سلسلة من العقوبات والردود والردود المضادة، فإنه من المتوقع بالتالي أن تحتل الصين مكانة مهمة في صلب الحملة الانتخابية بين المرشحَين للانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن.

تنافس أمني طويل الأمد

ويرى أستاذ الشؤون الدولية في جامعة هارفرد، ستيفان والت، أن أكبر قوتين اقتصاديتين عالميتين دخلتا في «تنافس أمني طويل الأمد، تفاقمه رؤى استراتيجية متضاربة». وأوضح في حديث لفرانس برس أن الأمر يشبه الحرب الباردة في بعض أوجهه، وأنّ التنافس الحالي «ليس بخطورة» ما جرى بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.

«خطة حرب» متكاملة لإسقاط الحكم الشيوعي في الصين!

وفي نفس سياق التوتر الساخن بين واشنطن وبكين، كشف كبير المستشارين الاستراتيجيين للبيت الأبيض سابقا، ستيف بانون، أن لدى الرئيس دونالد ترامب «خطة حرب» متكاملة لمواجهة الحزب الشيوعي الصيني أولا، ثم إسقاطه. وأوضح «بانون»، في مقابلة أجرتها معه قناة “فوكس نيوز” أن هذه الخطة وضعها ما وصفه بـ «المجلس الحربي» لدى الرئيس، والذي يضم «فرسان نهاية العالم الأربعة» وهم: مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ورئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، ووزير الخارجية مايك بومبيو، والمدعي العام وليام بار.

وأضاف «بانون»، إن هؤلاء الأربعة وضعوا خطة حرب متكاملة ومتماسكة لمواجهة الحزب الشيوعي الصيني في الحرب التكنولوجية والمعلوماتية والحرب الاقتصادية، للانتقال بعد ذلك مع حلفائنا إلى فتح بحر الصين الجنوبي، ودعم حلفائنا في الهند على حدود التبت التي تحتلها الصين.

وقال كبير المستشارين الاستراتيجيين للبيت الأبيض سابقا، «ترون خطة حرب متكاملة لمواجهة الحزب الشيوعي الصيني أولا ثم إسقاطه، ولفضح خداعهم».

«إسقاط المطرقة» على الصين

ودعا «بانون» وزير الخزانة الأمريكية للانضمام إلى هذه الخطة والبدء بـ «إسقاط المطرقة» على الصين، فيما يتعلق بدورها المزعوم في وصول فيروس كورونا إلى أنحاء العالم والأراضي الأمريكية.. معتبرا أن الوقت قد حان للتوقف عن اللعب مع الحزب الشيوعي الصيني، والوقوف «موقف المتسول»، بل يجب مطالبة بكين بتقديم كل المعلومات والوثائق المتعلقة بالفيروس وفتح المختبرات والسماح للعلماء الأمريكيين والأجانب بدخولها ومحاورة موظفيها، تحت طائلة مواجهة عواقب قاسية، تشمل فرض عقوبات على القيادة الصينية بمن فيهم الرئيس شي جين بينغ.

 

وكان بانون، الذي لعب دورا رئيسيا في الانتصار الانتخابي للرئيس دونالد ترامب عام 2016، قد ترك منصب كبير مستشاري الرئيس للشؤون الاستراتيجية عام 2017 دون أن يكون واضحا.

احتمالية الحرب

وقال كريج سينغلتون، الخبير في الشأن الصيني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) ، وفقا لموقع الحرة، إن الحرب أو أي صراع عسكري آخر يبدو مستبعداً للغاية في الوقت الحالي، على الرغم من أن التوترات ستستمر على الأرجح في التصاعد حيث أن الولايات المتحدة تتحدى علنا مطالب سيادة الصين على منطقة بحر الصين الجنوبي، وجهودها المستمرة لتهديد دول أخرى، بما في ذلك فيتنام.

وكانت هيئة التحكيم المشكلة بموجب اتفاقية قانون البحار لعام 1982، رفضت في قرار بالإجماع في 12 يوليو/تموز 2016، المطالبات البحرية للصين باعتبارها لا أساس لها في القانون الدولي، وأيدت المحكمة حقوق الفلبين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]