دبلوماسية الساعات الأخيرة.. هل تنزع فتيل الأزمة الأوكرانية؟
حالة من الترقب والقلق تسود العالم بشأن التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية خاصة بعد إعلان الرئيس الأوكراني أن روسيا ستغزو بلاده الأربعاء.
ورغم ذلك شهدت الساعات الماضية جهودا دبلوماسية مكثفة لتجنب التصعيد الذي إن حدث فإنه يضع العالم أمام أزمة حقيقية.
تحركات ألمانية
أحدث التحركات الدبلوماسية قام بها المستشار الألماني أولاف شولتس الذي قام بجولة مكوكية بين كييف وموسكو، وبعد مباحثاته مع الرئيس الأوكراني حث شولتس موسكو على استغلال العروض الدبلوماسية للخروج من الأزمة.
وفي موسكو وبعد مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد شولتس أن الجهود الدبلوماسية لتفادي اندلاع حرب في أوكرانيا لم تستنفد بعد، مضيفا أن أمن أوروبا المستدام لا يمكن تحقيقه بدون روسيا.
أما بوتين فأكد أن بلاده لا تريد الحرب ولذلك قدمت مقترحات أمنية لكنها لم تتلق ردا بناء عليها، وأضاف أنه تم البدء في سحب قوات روسية من الحدود الأوكرانية، مع التأكيد على أن موسكو ستواصل تحريك جنودها داخل الأراضي الروسية بالطريقة التي تراها مناسبة.
خطوة رحب بها الأمين العام لحلف الناتو يتنس ستولتنبرج قائل إن إعلان روسيا بدء سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا يدعو للتفاؤل، لكنه أكد أن التقارير الواردة من الميدان تنفي أن تكون القوات الروسية قد بدأت بإعادة انتشارها بعيدا عن الحدود مع كييف.
وفي واشنطن قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الطريق أمام موسكو لإظهار رغبتها في متابعة المسار الدبلوماسي بسيط وعليها أن تخفض من التصعيد بدلا من تأجيج الوضع، فيما قال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس أنه لا يوجد حتى الآن أي بوادر لخفض التصعيد من جانب روسيا.
الموقف الصيني
منذ بداية الأزمة الأوكرانية أعلنت الصين دعم روسيا في مطلبها بعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، ويرى مراقبون أن بكين ستدعم روسيا سياسيا واقتصاديا حال فرض أي عقوبات غربية عليها، لكن هذا الدعم قد يكون له ثمن باهظ يتمثل في المغامرة بالعلاقات الصينية مع أوروبا، وكذلك بفقدان العلاقات مع أوكرانيا حيث إن بكين لديها صلات وثيقة مع كييف في مجال نقل الصناعات العسكرية والفضائية، وكانت تلجأ إليها للحصول على بعض التكنولوجيا الممنوعة عليها من الغرب وروسيا.
بكين تستفيد
ورغم هذه المخاوف فإن بكين قد تستفيد من هذه الأزمة سياسيا وعسكريا عبر إبعاد التركيز الغربي خاصة الأمريكي عن مسألة المنافسة ومحاولة احتوائها.
يأتي ذلك إضافة إلى أن الصين دعمت مطلب روسيا بعدم قبول انضمام أوكرانيا إلى الناتو في المقابل عارضت موسكو استقلال تايوان، علاوة على التعاون في مجالات التكنولوجيا العسكرية
هناك أيضا استفادة اقتصادية تتمثل في تعاون روسي صيني بديلا لنظام سويفت للتحويلات المصرفية بالدولار الذي يعد تعتبر أقوى أداة في يد واشنطن، إضافة إلى توقيع صفقة غاز ونفط عملاقة من روسيا قيمتها 117 مليار دولار.
دعم عسكري
أكد الباحث بالأمن القومي والسياسية الخارجية الأمريكية من واشنطن آدم روزفلت، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يبحث بشكل مستمر كيفية التعامل مع المخطط الروسي.
وأوضح روزفلت، خلال تصريحات له مع مدار الغد، أن الرئيس الأمريكي من المتوقع أن يتخذ قرارات عسكرية حال غزو روسيا لأوكرانيا.
وأشار إلى أن الجهود الأمريكية تنصب حول نزع فتيل الأزمة الروسية الأمريكية منعا لحدوث حربا.
أوروبا أولا
أكد أستاذ التواصل الإستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس د.نضال شقير، أن هناك تداعيات كارثية حال دعم الصين لغزو روسيا لأوكرانيا وهو أمر مستبعد.
وأوضح شقير، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن هناك تيارا سياديا قويا في أوروبا يرفع شعار استقلال قرار أوروبا عن أمريكا وأن تكون مصلحة الدول الأوروبية أولا.
وأشار إلى أن هناك تيارا في أوروبا يتبع الولايات المتحدة بشكل أعمى في أي أزمة خاصة الأزمة الأوكرانية.
مصالح مشتركة
أكد الكاتب الصحفي الصيني من الرياض الهام لي، أن هناك مصالح مشتركة بين الصين وروسيا في كثير من الملفات.
وأوضح الهام لي، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أن هناك حاجة لحل الأزمة الأوكرانية دبلوماسيا وليس عسكريا.
وأضاف أن الصين تدعم روسيا في مخاوفها على أمنها القومي وسيادتها لكن من المستبعد دعم بكين في مختلف النواحي لروسيا في أزمة أوكرانيا.
