دبلوماسيون للغد: ترامب يبيع «خطة مساعدات اقتصادية» لاحلال السلام !

يبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يحاول تسويق خطة مساعدات اقتصادية من أجل السلام، مقابل التنازل عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، بحسب تعبير دبلوماسي مصري للغد.. مضيفا: لقد فشلت مرارا محاولات تسويق فلسفة «سلام سيىء أفضل من نزاع جيد»، بحسب مقولة أناتولي دوبرين، أحد صناع الدبلوماسية الروسية في عهد غورباتشوف،  ثم تحرك الرئيس  ترامب، بخطة «السلام الاقتصادي» أو «سلام المساعدات والمنح والمشروعات الاقتصادية» لانقاذ الفلسطينيين من الأزمات الاقتصادية  ومعاناة البطالة والاحتياجات المعيشية، مقابل غلق ملف القضية الفلسطينية، والتنازل عن حقوقهم المشروعة التاريخية والجغرافية.

 

 

 

 

ويرى السفير محمد جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، في تصريحات للغد، أن الخطة الأمريكية بصورتها الإعلامية تحمل شعارا براقا «صفقة القرن»، برعاية شاب قليل الخبرة السياسية، جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب،  والمبادرة تحمل أيضا عوامل الفشل قبل الإعلان عن تفاصيلها، لأنها قائمة على تصور «المقابل المادي»، في ظل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والثمن الباهظ لبقاء الوضع القائم على ما هو عليه، وأن الفلسطينيين ليسوا مهتمين بما يقوله الساسة قدر اهتمامهم بخطة تحسن حياتهم، بحسب رؤية قاصرة لـ «كوشنر»، القائم بتسويق خطة ترامب!

 

 

  • وأوضح السفير جلال، أن المقربين من الرئيس ترامب، أقنعوه بأن المناخ العام داخل فلسطين والدول العربية، مهيأ لنجاح «صفقته»، حيث الأوضاع الاقتصادية متردية، وهناك حالة أقرب لكارثة انسانية داخل قطاع غزة، وأن هناك «انفصالا كاملا» بين عزة والضفة الغربية المحتلة، وتجذر الانقسام الفلسطيني بين مجموعتي «رام الله وغزة» على مدى 11 عاما تقريبا..وفي هذا المناخ يبيع «ترامب» خطته «الاقتصاد مقابل السلام» للشعب الفلسطيني، وصحيح أن الشعب الفلسطيني يواجه معاناة معيشية صعبة، ولكنه لن يقبل التنازلات، ولن يساوم على حقوقه، ولن يتراجع عن ثوابت الصمود والنضال من أجل استعادة حقوقه التاريخية، ولن تستطيع أي قيادة فلسطينية، وربما لن تجرؤ، على بيع تنازلات جديدة للفلسطينيين، الذين يرون التمدد الإستيطاني والحد من حرية الحركة ومصادرة الأراضين والعنف والبطش الإسرائيلي، أي أن  الوضع اليوم أسوأ.

 

 

ويقول السفير عبد الفتاح راغب، إن الرئيس ترامب، يسعى لهدف أكبر، وهو أن يقال عنه إنه «صانع الصفقات»، وأن إلإدارة التي يمثلها في وضع جيد للنجاح حيث فشلت الإدارات السابقة، دون دراسة أسباب الفشل، حين كانت الإدارة الأمريكية «وسيطا» مقبولا، أو على الأقل «شريكا ضروريا»، أما الآن فإن الثقة الفلسطينية والعربية شبه مفقوده تجاه رئيس أمريكي، «منحازا بصورة سافرة» لإسرائيل، وقد تخلى عن أي مفهوم للموضوعية، واعترف بالقدس وأعطاها كهدية دون مقابل لإسرائيل، واحتفل بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة في توقيت مستفز، في ذكرى النكبة، وفي رسالة لم تغب عن وعي الفلسطينيين، ثم قام ترامب بتعليق المساعدات الأمريكية عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بينما الجيش الإسرائيلي يقوم بقتل الفلسطينيين عند حدود غزة، وهكذا يطرح ترمب صفقته المحكوم عليها بالفشل.

 

 

  • وتابع السفير راغب للغد، من المؤكد فشل خطة «صفقة القرن»، ليس فقط بسبب رفض صاحب الأرض والقضية (الفلسطينيون)، وخاصة أن اكثر من ثلثي الفلسطينيين يعارضون الإتصالات مع الأمريكيين، و90 % تقريبا يؤمنون بأن أمريكا متحيزة مع إسرائيل، وأصبحت وسيطا «غير أمين بصورة مطلقة»، وأن هذه الصفقة، تهدف إلى انحراف القضية الفلسطينية عن مسارها السياسي النضالي، إلى «مسار المساعدات الإنسانية»، و تهدف أيضا إلى فصل غزة عن الضفة، ومن الواضح أن هناك مخططات أمريكية لإيجاد قيادة فلسطينية جديدة بديلة عن الحالية التي ترفض تمرير «صفقة القرن».

 

 

  • ومن جانبه يؤكد خبير الشئون السياسية والاستراتيجية وأستاذ علم الاجتماع السياسي، د. محمد السيد أحمد، أن ما يحدث الأن، أن الإدارة الأمريكية، تقوم بتسويق «الصفقة» عربيا، بالمباحثات والمشاورات التي جرت في مصر والأردن والسعودية، ولكن لن تستطيع دولة عربية منح الشرعية لصفقة «المساعدات مقابل السلام السيىء»، وهي ترفضها غالبية شعوبهم.. وقال للغد: إن هذه الصفقة المشبوهة، من أجل مصالح الكيان الإسرائيلي، والذي يرفض تماما «حل الدولة الواحدة» خشية التفوق السكاني الفلسطيني، كما يرفض الكيان الإسرائيلي «حل الدولتين» لأن دولة فلسطينية مستقلة سوف تكتب نهاية الدولة العبرية.

 

 

 

 

  • وأضاف: لذلك جاءت «صفقة ترامب» بالحل الاقتصادي لوجود «ثلاث دول» لشعبين، وهو ما كشف عنه جنرال إسرائيلي سابق، يعمل باحثا في مركز « بيجن ـ السادات » للسلام، «غرشون هاكوهين»، أي دولة إسرائيل، ثم دولة في غزة تتمدد على جزء من اراضي سيناء المصرية، مقابل مساعدات اقتصادية لمصر، ومساعدات ومشروعات تنموية في غزة، و«إيجاد شراكة أمنية اقتصادية»، مع الاحتلال في غزة، ثم دولة ثالثة في الضفة الغربية تتوسع لتضم نحو أربع قرى فلسطينية من ضمنها «أبو ديس» لتكون عاصمة، وبدعم اقتصادي ومشروعات بينية تحتية للربط داخل الضفة، ومشروعات اقتصادية مشتركة مع المستوطنين الإسرائيليينن، وأيضا«إيجاد شراكة أمنية اقتصادية»، مع الاحتلال في الضفة..هذا هو هدف «صفقة القرن» ا

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]