تستلم دولة فلسطين، اليوم الثلاثاء، رئاسة مجموعة (77 والصين)، وفي سابقة، يراها سياسيون ودبلوماسيون مصريون، انتصارا تاريخيا يحمل دلالات سياسية عديدة بترأس فلسطين لمجموعة تعد أكبر محفل تفاوضى باسم الدول النامية داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة، حيث تستهدف تعزيز المصالح الاقتصادية والتنموية لتلك الدول.
وأوضح السفيرعبد الفتاح راغب، للغد، أن رئاسة فلسطين لمجموعة دولية تضم 134 دولة، يعد حدثا تاريخيا مهما لتثبيت الهوية الفلسطينية على خارطة المجتمع الدولي، الأمر الذي تسبب في إزعاج إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف للغد أن داخل الدوائر السياسية هناك إدراك لأهمية الحدث وحين يتسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئاسة مجموعة الـ77 والصين، من مصر، بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، والإدارة الإسرائيلية تدرك تماما دلالات هذه السابقة، وانعكاساتها على الصعيد الدولي، باعتبار أن فلسطين دولة لها كيان سياسي على الصعيد الدولي وتتولى رئاسة نحو 70% من دول العالم الأعضاء بالمنظمة الدولية.
وقال السفير راغب للغد، هناك ترتيبات وإجراءات واتصالات ومشاورات تحتمها رئاسة مجموعة 134 دولة، أي أن دولة فلسطين سوف تصبح محمور حركة مجموعة الـ 77 والصين، فيما يتصل بموقف وسياسات المجموعة الدولية بالقضايا والأزمات والعلاقات الدولية.
دلالات سياسية لرئاسة فلسطين أكبر مجموعة دولية
ويرى السفير محمد جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن ترأس فلسطين للمجموعة الدولية والصين، له دلالات سياسية تبدأ مع المراسم الأممية الرسمية، ثم يعقد اجتماعا للمجموعة برئاسة فلسطين بمقر منظمة الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ماريا اسبينوزا، وسكرتير عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، وبالتالي نحن أمام حقائق وهي: أن دولة فلسطين تعترف بها دول المجموعة البالغ عددها 134 أي الغالبية العظمى من دول العالم.. وثانيا: لا تستطيع دولة في العالم أن تتجاهل الوجود السياسي والتاريخي لدولة فلسطين تحت الاحتلال وعلى المجتمع الدولي الدفاع عن حقوقها المشروعة وكدولة مستقلة وعاصمتها الفدس الشرقية.
وأضاف السفير جلال للغد: أهمية تولي دولة فلسطين رئاسة 134 دولة هم اعضاء المجموعة، أنه يعد اعترافا دوليا بدولة فلسطين باعتبارها طرفا دوليا فاعلا يتحدث باسم أكبر مجموعة دولية (الـ 77 والصين) والتي تملك قوة تفاوض لا يستهان بها في الأمم المتحدة.
أهمية الحدث الأممي بتولي فلسطين رئاسة أكبر مجموعة دولية
وقال أستاذ العلوم السياسية وإدارة الأزمات، د. صالح الجبالي، إن قراءة الحدث الأممي الهام، اليوم الثلاثاء، بتولي فلسطين لمجموعة الـ 77 والصين، تبدأ أولا بأهمية وتأثير ونفوذ هذه المجموعة التي تأسست في 15 يونيو/ حزيران 1964 ، حيث تم إطلاق «الإعلان المشترك»، و كانت نواة تأسيس المجموعة في الأصل تتكون من 77 عضوًا مؤسسًا ولكن المجموعة توسعت لتضم حاليا 134 دولة، وهدف هذه المجموعة هو تدعيم وتعزيز المصالح الاقتصادية لأعضائها مجتمعة، بالإضافة إلى خلق قدرة تفاوضية مشتركة ضمن نطاق الأمم المتحدة، وهناك ممثلون للمجموعة في كلّ من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومقرها في روما، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، (اليونيدو) ومقرها في فيينا، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومقرها في باريس، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (اليونيب) ومقرها في نيروبي، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومقرهما في واشنطن، هنا تبدو دلالات اهمية ترتس فلسطين للمجموعة الدولية الكبرى
فلسطين تتفاوض باسم 134 دولة
وتابع في تصريحاته للغد: إن من حق دولة فلسطين الإدلاء بتصريحات بإسم المجموعة، والمشاركة في صياغة مقترحات وتعديلات، وحق عرض مذكّرات إجرائية، والتفاوض على أكثر من 80% من القضايا على أجندة الأمم المتحدة ذات الاهتمام الدولي المشترك.. والأمر الأخر ذو دلالة هامة، أن دولة فلسطين سوف تتفاوض باسم المجموعة مع باقي الشركاء والدول الأعضاء في المنظمة الدولية على كافة المواضيع التنموية والإنسانية والقانونية المطروحة على جدول أعمال الأمم المتحدة للعام 2019، سواء تلك التي تتكرر بشكل سنوي مثل تغير المناخ، والوثيقة الختامية لمنتدى تمويل التنمية، والإعلان الوزاري الصادر عن الجزء عالي المستوى للمنتدى السياسي رفيع المستوى، وستتولى فلسطين أيضا الإعلان الوزاري الصادر عن وزراء خارجية مجموعة السبعة والسبعين والصين، إلى جانب الموضوعات الخاصة التي يأتي على رأسها إعادة إصلاح منظومة الأمم المتحدة الإنمائية، والمنتديات المتعددة التي تعقد سنويا، وغيرها من المواضيع التي من المفترض أن تقود فلسطين جهود المجموعة سواء في عرض وجهة نظر المجموعة في المواضيع المطروحة للبحث، أو في الوصول إلى أفضل النتائج أثناء التفاوض على مخرجات متعلقة بهذه المواضيع.
- من جانبه، أكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أنه سيشرع بتقديم طلب دولة فلسطين دائمة العضوية في الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، خلال تسلم الرئيس محمود عباس لرئاسة مجموعة (77والصين)، وتقديم طلب الدولة دائمة العضوية سيكون لمجلس الأمن الدولي.. ومع توقع أن يكون هناك فيتو أمريكي، إلا أن فلسطين ستكرر الطلب، مرة كل شهر، وستطرق كافة الأبواب من أجل الحصول على العضوية الدائمة والحماية الدولية.
