كشف دبلوماسي مصري عن ارتباط الأمن القومي المصري بالقضية الفلسطينية.. موضحا في تصريحات خاصة للغد، أن مفهوم الهوية المصرية يرتبط بعدة عوامل في مقدمتها: مفهوم الأمن الوطني أو الإقليمي أو الدولي، فضلا عن والأوضاع الإقتصادية والتطور الإقتصادى الدولي، وطبيعة المجتمع وتاريخه وتطوره والقوى السياسية والمجتمع المدني.
وأضاف السفير دكتور محمد نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية المصري للتخطيط السياسي سابقا، والخبير في الشئون الدولية والاستراتيجية، إن ارتباط الهوية المصرية بقضية فلسطين نابعة من 3 إعتبارات:
أولها: الحس القومي لدي القيادات والشعب المصري.
وثانيها: البعد الإنساني لدي المصريين تجاه الشعوب العربية وما يلحق بها من كوارث وخاصة تجاه معاناة الشعب الفلسطيني الناتجة عن الحروب والإضطهاد الإسرائيلي.
وثالثها: حالة من عدم مراعاة معظم القيادات الفلسطينية للواقع الدولي والعلاقات الدولية ومصالح الدول الكبري في سياساتها الخارجية، ولكن لا جدوى من البكاء علي الماضي، بل الحاضر أصبح أكثر سوءا، أما المستقبل فهو مجهول، في ظل خطط اسرائيل مدعومة بالرئيس الامريكي ترامب، وصهره ومستشاره اليهودي، جاريد كوري كوشنر، كما تجلت فيما أسماه صفقة القرن.
والخلاصة.. فإن الهوية المصرية مرتبطة في بعدها العربي والأقليمي بالقضية الفلسطينية، وهي أكثر ارتباطا بها للاعتبارات السابق الإشارة اليها، وايضا للبعد المرتبط يالأمن الوطني المصري، ومصالح الشعب المصري مع أية دولة من دول الجوار في الشرق أو الغرب كما في الشمال والجنوب.
وقال السفير جلال: “العلاقات الدولية المعاصرة تتسم بأنها تعبير عن مفهوم الأمن الوطني وتستند إلي قوة الدولة الإقتصادية وتماسكها الإجتماعي وهي تعكس طبيعة المجتمع وتاريخه والقوى السياسية والمدنية النشطة داخله. وأبرز معالم تلك العلاقات سواء الدولية أو الوطنية أنها تعاني من الأزمات المتداخلة والمرتبط بعضها بالبعض الآخر، وهي في المحصلة النهائية تعكس صورة المجتمع الوطني والإقليمي والدولي”.
ومن هنا، فإننا ننظر للهوية الوطنية لأية دولة، وخاصة الهوية الوطنية المصرية، بأنها تتفاعل بكثافة مع عوامل الجغرافيا، وما يرتبط بها من الموقع الإستراتيجي والمساحة، ومدى تفاعلها مع الإنتاج الإقتصادى والكثافة السكانية، وأيضا البعدين الحضاري والثقافي، وهو ما يميز مصر بسمات خاصة في هويتها، وخاصة عملية تفاعلها وارتباطها بالأبعاد الجغرافية الأفريقية والمتوسطية والعربية، وبالصراع أو الاستعمار في كل منطقة من تلك المناطق، ولهذا فأننا عندما نقرأ كتاب فلسفة الثورة (يوليو/ تموز 1952) للرئيس جمال عبد الناصر، فإننا نجد تعدد أبعاد السياسة المصرية والإرتباطات الوثيقة والمؤثرة والمتفاعلة معها، وفي مقدمتها البعد العربي والبعد الأفريقي والبعد الإسلامي.
وتابع السفير جلال للغد: “لاشك أن معاناة الفلسطينين من جراء الآلة الإسرائيلية العاتية لا يمكن أن تصفها أية كلمات مهما قويت دلالاتها، ولايمكن أن تواسي أو تخفف آلامهم وأحزانهم أية تصريحات وبيانات يصدرها القادة العرب وغير العرب ولا المفكرون أيا كانت جنسياتهم، وقد عشت جزءاً لا بأس به من أحداث فلسطين عن مقربة عندما عملت في سفارة مصر بالاردن من عام 1969-1972 ثم تابعت ذلك في مراحل عملي في مواقع عديدة، من مندوب مصر المناوب لدى الأمم المتحدة، ومندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية”.
ودافعت بقوة مع إحترامي للمعارضين، عن إتفاق أوسلو الفلسطيني ـ الأسرائيلي، وكنت عندئذ مندوبا دائما لمصر لدي الجامعة العربية، ومرجع موقفي الدفاعي عن الاتفاق ليس بأنه أفضل أو أحسن، وإنما لأنه حقق لأول مرة وجود القيادات الفلسطينية علي أرض فلسطين بعد أن كانت تعيش في الشتات في الادرن ولبنان وتونس ومصر وسوريا وغيرها وتتأثر بفكر بلاد الشتات وسياستها، فأصبحت منذ اوسلو ـ في تقديري ـ البوصلة موجهه الوجهة الصحيحية نحو أرض الأباء والأجداد أرض فلسطين، حيث العدو الحقيقي إسرائيل.
