وجه القيادي والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان، الدعوة إلى بحث آليات عمل جديدة تؤدي إلى وضع الخطوط العريضة لما تم الاتفاق عليه منذ التوقيع على وثيقة «الوفاق الوطني»، التي أطلقتها قيادات الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يوم 15 مايو/ أيار 2006، لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني.
وقال دحلان في بيان صحفي أصدره اليوم الأربعاء، إن وثيقة الأسرى حددت الإطار السياسي والتنظيمي لتحقيق وحدة وطنية حقيقية، إلى جانب ما تلاها من اتفاقات عالجت ما نتج عن انقلاب حركة «حماس»، على السلطة الفلسطينية في يونيو/ حزيران 2007، وكان آخرها في أبريل/ نيسان 2014، وما نتج عنها من تشكيل حكومة توافقية سرعان ما انهارت، لعدم توفر الرغبة الحقيقية بين أطراف معينة لذلك.
وتشكلت حكومة الوفاق الوطني في 2 يونيو/ حزيران 2014، بعد مرور سبع سنوات على حالة الانقسام الفلسطيني، ونتجت عن مشاورات مع كافة الفصائل الفلسطينية، وتم تكليف الدكتور رامي الحمد الله، بتشكليها. لكنها على أرض الواقع لم تنفذ سياساتها في قطاع غزة بسبب سيطرة حركة «حماس» على زمام السلطة في تلك المنطقة.
فيما أكدت مصادر فلسطينية مطلعة، أن القيادي دحلان يحضر لمؤتمر في العاصمة المصرية القاهرة نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري، يكون في إطار التجهيز لعقد مؤتمر وطني شامل يجمع كافة الفصائل والوطنية والإسلامية الفلسطينية، من أجل التوصل إلى برنامج ورؤية سياسية شاملة وموحدة.
ولم يرد النائب دحلان على هذه المعلومات حتى الآن، رغم أنه ينادي منذ فترة كبيرة بضرورة وقف الحوارات الثنائية بين حركتي «فتح» و«حماس»، لأنها بحسب تعبيره، لم تعد هي الباب لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، داعيا إلى جمع كافة التيارات الفلسطينية لتحقيق هدف المصالحة الداخلية.
ورغم الأزمة التي تعرض لها القيادي دحلان خلال السنوات الماضية، بعد تسيير رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الأمور باتجاه فصله من حركة «فتح»، إلا أنه واصل دعمه للفلسطينيين في الداخل والخارج على كافة الأصعدة.
ويدرك القيادي دحلان أن تشكيل حزب جديد يكون بديلا عن كافة الأحزاب الموجودة على الساحة الفلسطينية ليس حلا للأزمات القائمة على الساحة منذ رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، إلى جانب انتمائه إلى حركة «فتح»، خاصة وأنه كان من الذين وضعوا لبنتها الأساسية.
وقال دحلان، «أدعم وبكل قوة عقد مؤتمر وطني شامل يمثل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية دون استثناء أو تمييز، من أجل التوصل إلى برنامج ورؤية سياسية شاملة وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن»، داعيا الجميع إلى فتح قنوات اتصال فيما بينهم من أجل بلورة أفكار ورؤى تنير الطريق باتجاه هذا المؤتمر.
وأشار دحلان إلى أن وحدة العمل الوطني الفلسطيني لن تتحقق بذات الأساليب التي اتبعها طرفي الانقسام (حركتا فتح وحماس)، لأن القضايا الوطنية باتت أكثر تعقيدا وتشابكا، خاصة مع تطور مشروع الاحتلال في تهويد الضفة الغربية والقدس المحتلة، وإنهاء كافة مكتسبات السلطة الفلسطينية.
وفي سياق متصل، قال القيادي في حركة «فتح» سفيان أبو زايدة، «هذه الدعوة تعبر عن رغبة غالبية أبناء الشعب الفلسطيني في الخروج من المأزق الذي تعيشه القضية. هناك من يعتبر أن الأمور تسير بشكل جيد، وأنه ليس هناك دعم لعقد مؤتمرات من هذا النوع. ولكن في الحقيقة الوضع الفلسطيني في أسوأ حالاته على الصعيد الداخلي وعلى صعيد الصراع مع إسرائيل».
وأضاف أبو زايدة في لقاء عبر قناة «الغد»، «دعوة دحلان جاءت من منطلق مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني. ما حدث في السابق من محاولات لإنهاء الانقسام والذهاب إلى الانتخابات وتوحيد الرؤية والاتفاق على برنامج سياسي، وبالتحديد خلال المفاوضات بين حركتي فتح وحماس، هذا الأمر لم يعد مجديا الآن، وليس هناك أمل أن يصبح مجديا في المستقبل».
وتابع أبو زايدة، «المطلوب الآن هو دعوة عامة تشارك فيها كافة الفصائل والشخصيات الفلسطينية للاتفاق على برنامج سياسي موحد للخروج من أزمة الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية. والأهم من ذلك هو تجديد الشرعيات، لأنه ليست هناك مؤسسة فلسطينية عمليا تتمتع بالشرعية الآن، لا مؤسسة الرئاسة ولا المجلس التشريعي الفلسطيني، حتى أننا فشلنا أيضا في إجراء الانتخابات المحلية».
ويعاني الداخل الفلسطيني من انقسام سياسي، حيث تسيطر حركة «حماس» على قطاع غزة بالقوة العسكرية، إثر انقلابها على مؤسسات السلطة الفلسطينية في يونيو/ حزيران 2007، فيما تسيطر السلطة الفلسطينية على الضفة الغربية.
