«دراما سياسية» وراء تأجيل انتخاب رئيس العراق
تؤكد الدوائر السياسية في بغداد، أن هناك أسبابا و«أطرافا بعينها» تقف وراء التأجيل الاضطراري للانتخابات الرئاسية العراقية، وأن يظل منصب الرئيس شاغرا، في مشهد من «الدراما السياسية» التي تكشف عن تعقيدات الاشتباك السياسي داخل الشارع السياسي العراقي، مما دفع لمقاطعة البرلمانيين العراقيين جلسة انتخاب رئيس لبلادهم.
ولا يزال العراق يعيش في وضع معلق، فطالما ظل منصب الرئيس شاغرا، فإن هذا يعني تأخير عملية تشكيل الحكومة في العراق، بعد أربعة أشهر من الانتخابات البرلمانية.
والتصويت الذي كان مقررا أمس الأول، الإثنين، تم تأجيله إلى المستقبل القريب.
منافسة كردية: زيباري منافسا للرئيس برهم
ووفقا لاتفاقيات العام 2003 السياسية، يجب أن يكون رئيس العراق كرديا (رئيس الوزراء دائما شيعي ورئيس البرلمان سني).
ووفقا لتقليد آخر غير معلن، بات ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني، يشغل هذا المنصب، بينما يدير الحزب الديمقراطي كردستان العراق، لكن هذه المرة اختل ميزان القوى، ورشح الحزب الديمقراطي الكردستاني وزير الخارجية والمالية السابق هوشيار زيباري، منافسا للرئيس الحالي، برهم صالح، الذي على وشك الترشح لولاية ثانية.
تعليق إجراءات انتخاب زيباري
ونظرا لتحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني مع مقتدى الصدر، باتت فرصه انتخاب مرشحه أكبر، بحسب صحيفة «كوميرسانت» الروسية، ولكن عشية التصويت في البرلمان، علقت المحكمة العليا مؤقتا إجراءات انتخاب زيباري حتى إغلاق قضية جنائية قديمة مرفوعة ضده، ومع ذلك، فالحزب الديمقراطي الكردستاني مصمم على دعم مرشحه.
ويرى الخبراء، أن استبعاد زيباري، ولو مؤقتا، عن الانتخابات الرئاسية، يمكن أن يوجه ضربة لمقتدى الصدر، الذي يحظى بشعبية بين المسلمين الشيعة، فالصدر، في السباق الرئاسي الحالي، يتضامن مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحالف النواب السنة، ويعارض كتلة الأحزاب والحركات الشيعية الموالية لإيران.
دراما واشتباك سياسي
وتجسدت «الدراما السياسية»، يوم الإثنين الماضي، 7 فبراير، بعدم اكتمال النصاب القانوني في البرلمان، حيث قررت عدة أحزاب مقاطعة الاجتماع، ولذلك تم تأجيل انتخاب الرئيس العراقي.
وأعلنت مقاطعة الاجتماع رسمياً ثلاث كتل نيابية: سائرون، بقيادة مقتدى الصدر، أحد السياسيين الأكثر شعبية بين الشيعة العراقيين، والحزب الديمقراطي الكردستاني، والتحالف الجديد للأحزاب السنية «السيادة»، وهم معا يسيطرون على حوالي 150 مقعدا، وإدراكا منهم لعدم جدوى الاجتماع، تغيب آخرون عن الجلسة.
وقالت الكتلة السياسية المرتبطة بإيران، إنها ستمتنع عن التصويت في جلسة ترشيح وانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا يعني استمرار المواجهة السياسية بين مناصري التوجه الإيراني في أوساط شيعة العراق ومعارضيه.
وبينما يتردد في بغداد، أن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي أدار حملته الانتخابية على أساس برنامج لمكافحة الفساد، سحب دعمه لترشيح زيباري، الذي يعد سياسيا صديقا للغرب، عندما اتهم بالرشوة، وقضت المحكمة العراقية العليا، الأحد الماضي، بتعليق ترشيحه.
وقال مقتدى الصدر، إن أي رئيس مقبل يجب أن يفي بـ«الشروط»، ويقصد شروط النزاهة والشرف.
ولا يزال الموقف من انتخاب رئيسا للعراق «معلقا»، داخل ساحة الاشتباك السياسي.
