للمرة الثالثة، تنافس مصر على منصب مدير عام منظمة اليونسكو، من خلال ترشيح السفيرة مشيرة خطاب، الدبلوماسية المصرية المرموقة، ووزيرة الأسرة والسكان السابقة، بعد محاولتين فاشلتين للحصول على المنصب من خلال ترشيح وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني عام 2009، وترشيح الدكتور إسماعيل سراج الدين، عام 1999.
ورغم أن خطاب حصلت على دعم أفريقي لترشحها خلال القمة الأفريقية التي عقد مطلع الأسبوع الجاري، إلا أنها مازالت تواجه حتي الآن 3 مرشحين عرب، أعلنوا عن خوضهم المنافسة على نفس المنصب، أولهم هو وزير الثقافة اللبناني السابق الدكتور غسان سلامة، وأيضا فيرا خوري، التي أعلنت لبنان عن ترشيحها رسميا، فيما قرر غسان الترشح ولكن ليس كمرشح رسمي للبنان.
وتعمل خوري منذ 20 عاما في اليونيسكو، وخاضت خلال هذه السنوات معارك انتخابية عدة، فكانت عضوا في المجلس التنفيذي لدورتين أي لمدة 8 سنوات، وترأست لجانا من أجل إصلاح المنظمة، وكذلك تشغل منصبا دبلوماسيا في المجلس الدائم في الفرانكوفونية.
إضافة إلى المرشحين اللبنانيين، أعلنت قطر ترشيحها لوزير الثقافة السابق، مستشار الأمير الحالي للشؤون الثقافية، حمد الكواري، لمنصب المدير العام لليونسكو، وهو ما يزيد التنافس على أصوات الدول العربية، التي لها حق التصويت في الانتخابات، وهي مصر والمغرب والسودان وقطر ولبنان وسلطنة عُمان والجزائر.
في بيان رسمي صدر عن وزاة الخارجية المصرية أمس الثلاثاء، أوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري أنه تم اعتماج ترشح خطاب من قبل لجنة الترشيحات التابعة للاتحاد الأفريقي، والمجلس التنفيذي للاتحاد، لتصبح بذلك خطاب هي المرشحة الرسمية للقارة الإفريقية، لافتا إلي أن القادة الأفارقة اعتمدوا الترشيح بصورة مبكرة واستثنائية تقديرا لمكانة مصر والسيرة الذاتية للمرشحة المصرية، رغم أن قواعد الاتحاد الإفريقي لا تجيز ذلك بصور مطلقة.
وأعلن وزير الخارجية أيضا عن تشكيل مجلس استشاري لحملتها الانتخابية، يضم أشخاص من مختلف المجالات المرتبطة بنطاق عمل اليونسكو سواء في الثقافة أو العلوم أو التعليم أو الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أو الآثار، مثل الدكتور إسماعيل سراج الدين المدير العام لمكتبة الإسكندرية، والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والعالم فاروق الباز، وغيرهم من الشخصيات.
فرص الفوز.. دعم إفريقي وانتظار عربي
عن فرص فوز السفيرة مشيرة خطاب بالمنصب، قال السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن «خطاب لديها حياة وظيفية تؤهلها للفوز بهذا المنصب بداية من توليها منصب سفير مصر في جنوب أفريقيا في تسعينات القرن الماضي، إلي وصولها لمنصب وزيرة السكان، وقياداتها لحملات عديدة في المناطق الريفية حول العديد من الموضوعات الهامة مثل محاربة التسرب من التعليم، ومحاربة ختان الإناث، ودورها في مشروع تحديد النسل في مصر، كل هذا فضلًا عن دورها الدبلوماسي وعلاقاتها الدولية، كل هذا يؤهلها على المستوي الشخصي للفوز بالمنصب».
وأضاف حسن، في تصريح خاص لـ«الغد»، أما عن الظروف السياسية المحيطة فخطاب أصبحت المرشحة الأفريقية بعدما أيدت القمة الأفريقية التي عقت في كيجالي مطلع الأسبوع الجاري ترشحها بسبب تدشين أفريقيا عقد حقوق الإنسان ودعم حقوق المرأة، وبالتالي اختارت ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لهذا المنصب في أول تطبيق لهذا العهد.
وواصل حسن «الدعم الأفريقي سيضمن لها على الأقل أصوات 45 دولة من أصل 52 دولة أفريقية»، إلا أنها مازالت في تنافس مع مرشحين آخرين عرب هما وزير الثقافة القطري حمد الكواري، واللبنانية فيرا خوري.
وأشار حسن إلى أن الأنظار ستتجه إلي القمة العربية التي ستعقد يوم الإثنين المقبل، هل سيتم الاتفاق العربي على مرشح واحد بدلا من تفتيت الأصوات؟ سننتظر حتي يظهر هذا عند عقد القمة العربية.
من هي مشيرة خطاب؟
بدأت السفيرة مشيرة خطاب عملها في وزارة الخارجية المصرية منذ عام 1968 عقب عام واحد من تخرجها من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وتدرجت في المناصب بداخلها حتى وصلت إلى منصب مساعد وزير الخارجية.
وشغلت مشيرة خطاب منصب سفير مصر لدى تشيكوسلوفاكيا من عام 1990 إلى 1995 ثم مثلت مصر في جنوب أفريقيا من 1995 إلى 1999.
واختيرت مشيرة خطاب وزيرة للدولة للأسرة والسكان عام 2011، كما تولت منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، ومنصب رئيس لجنة برامج الطفل بمجلس اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
واختيرت مشيرة خطاب عام 2013 ضمن أعظم 5 ناشطات في مجال حقوق الإنسان على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من قبل وكالة ميدل إيست وحلت في المركز الثالث.
ما هي منظمة اليونسكو وما حجم أنشطتها في مصر؟
اليونسكو هي وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة تأسست عام 1945، وهي اختصار لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.
وتهدف المنظمة إلى المساهمة بإحلال السلام والأمن، عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية.
ولليونسكو مكتب إقليمي في القاهرة أنشيء عام 1947 يخدم 17 دولة عربية من بينها الجزائر والبحرين ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمانوقطر والمملكة العربية السعودية والسودان وسوريا وتوس والإمارات العربية المتحدة واليمن.
يرتكز الهدف الرئيسي لمكتب اليونسكو بالقاهرة (UCO)، بصفته مكتبا إقليميا للعلوم والتكنولوجيا، على المساهمة في التطور العلمي في للدول الأعضاء بالمنطقة العربية. وعلاوة على ذلك، تم اختيار مكتب القاهرة كمركز للاتصالات والمعلومات في الدول العربية في إطار تفعيل آليات الإصلاح الجديدة وسياسات اللامركزية باليونسكو.
وتعمل منظمة اليونسكو في مصر على العديد من المشاريع الخاصة بتطوير المناطق الأثرية، وترميم الآثار في العديد من المحافظات المصرية مثل القاهرة والأقصر وأسوان، كما ساهمت المنظمة في بناء مكتبة الإسكندرية، ولها العديد من الأنشطة الثقافية والتعليمية التي تتم بالتعاون مع وزارة التعليم المصرية، فضلًا عن مشاريع لتوثيق وحماية التراث المصري.
