دعوات إقليمية ودولية تطالب بإخراج المسلحين الأجانب من ليبيا
في إطار الحفاظ على المكتسبات الميدانية في ليبيا وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، تتوالى الدعوات الإقليمية والدولية المطالبة بضرورة إخراج المسلحين الأجانب من الأراضي الليبية.
مؤخرا دعا أعضاء في الكونجرس الأمريكي إدارة الرئيس جو بايدن إلى ممارسة النفوذ اللازم لإجبار المقاتلين الأجانب على مغادرة ليبيا، في وقت حذر فيه وزير الدفاع الإيطالي من هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار، مع استمرار وجود هؤلاء المسلحين داخل ليبيا.
وتحاول الحكومة المؤقتة حشد الدعم العربي والدولي اللازم لإنجاز المرحلة الانتقالية، وذلك من خلال جولات خارجية ولقاءات داخلية يجريها مسئولو السلطة الجديدة.
حكومة الوحدة الوطنية الليبية بقيادة عبد الحميد الدبيبة تؤكد مرارا أن الانفتاح على دول الجوار، هو توجهها العام.
ظهر هذا الأمر مع استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد في طرابلس، وهو أول رئيس يزور طرابلس منذ سنوات، وكذلك الزيارة التي قام بها الدبيبة إلى القاهرة في أول زيارة خارجية له، وأيضا الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي إلى دول مجلس التعاون الخليجي في إطار المساعي لتوحيد الموقف الخليجي فيما يتعلق بالملف الليبي.
وزار الدبيبة خلال جولته الكويت والإمارات، وبحث خلال الجولة الخليجية، العلاقات الثنائية مع الدولتين الشقيقتين وتعزيزها بما يخدم المصلحة المتبادلة بين البلدين وليبيا.
الحكومة الحالية لديها عدة استحقاقات عليها أن توفي بها على المستوى الداخلي، وعلى رأسها تحسين الأوضاع الاقتصادية، ومن ضمن وعود الدبيبة كانت عودة المستثمر الأجنبي والشركات إلى ليبيا مرة أخرى.
تركز اللقاءات التي يجريها الدبيبة غالبا على دعم الاقتصاد وتنشيط إعادة الإعمار، وبعيدا عن الامتداد العربي يستعد الدبيبة لزيارة تركيا، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى يضم 14 وزيرا.
وتأتي الزيارة وسط مطالبات محلية ودولية، ارتفعت وتيرتها الأسبوع الماضي، عقب زيارات مسؤولين أوروبين إلى طرابلس لإخراج المسلحين الذين دفعت بهم أنقرة إلى الحرب في ليبيا، ولإبطال الاتفاقيات الموقعة مع تركيا.
من جانبه يقول المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية، محمد شوبار، إن الإدارة الأمريكية بشكل واضحفي كف الكثير من الدول في التدخل في الشأن الداخلي الليبي، مشيرا إلى أن أطر خروج المرتزقة بدأ أساسا بمسألة الوقف الدائم لإطلاق النار الذي نتج عنه مسارات الحوار.
وأشار إلى أن الضغط الأمريكي هو الذي جعل عمل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ينتج حكومة موحدة.
من جانبه يقول المحلل السياسي الليبي عبد العزيز أغنية، إن موضوع المرتزقة له علاقة بالإدارة الأمريكية وإدارتها لملف المنطقة.
وأضاف: “ليبيا أصبحت بؤرة صراع لهذه التدخلات، سواء كانت لدول جنوب الاتحاد الأوروبي أو لحوض البحر المتوسط بالكامل”.
وأشار إلى أن خروج المرتزقة لن يكون بالأمر الهين ما لم يتحقق المصالح الاستراتيجية التركية.
