دعوات جديدة للتظاهر في السودان والزحف نحو القصر الرئاسي

دعت هيئة جامعة للاتحادات المهنية المستقلة الشعب السوداني إلى تنظيم مسيرة إلى القصر الرئاسي في العاصمة السودانية الخرطوم للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير.

وهذه هي ثاني دعوة لتنظيم المسيرة يطلقها تجمع المهنيين السودانيين، الذي يتمتع بدعم أحزاب المعارضة.

نفي يوم عيد الميلاد، حاول الآلاف الوصول إلى القصر الرئاسي، الواقع على نهر النيل، واشتبكوا مع الشرطة، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريقهم.

الدعوة، التي جاءت في بيان اليوم الأحد، تنادي هذه المرة بتنظيم الاحتجاج غدا الإثنين، حيث حثت الاتحادات المهنية المحتجين على المكوث في الشوارع حتى يستقبلوا عام 2019 بعد منتصف الليل.

كما دعت السكان من خارج الخرطوم إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع.

ويتزامن الأول من يناير/ كانون الثاني مع ذكرى استقلال السودان عام 1956 عن الحكم الأنجلو-مصري.

وقال البيان: “هي جولة أخرى نؤكد فيها على مطلبنا الآني، والذي لا يقبل التراجع، بتنحي البشير وزوال نظامه الغاصب”.

وناشد البيان قوات الأمن بالامتناع عن استخدام القوة القاتلة ضد محتجي غد الإثنين.

وفي الوقت ذاته،  تعهد البشير، خلال اجتماع مع قادة الشرطة اليوم الأحد، بأن حكومته لن تسمح “لأي مخرب” بتقويض استقرار وأمن البلاد، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية.

ونقلت الوكالة عنه قوله: “السودان يواجه تحديا اقتصاديا، ولكنه رغم الظروف التي يمر بها أفضل من غيره وفيه أمان واستقرار”.

وستكون الاحتجاجات التي سيشهدها يوم الإثنين، في حالة حدوثها، الأحدث في المظاهرات المناهضة للحكومة التي بدأت في 19 ديسمبر/ كانون الأول، بسبب ارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية الأساسية والوقود. وسرعان ما تحولت إلى سياسية مع مطالبة البشير بالتنحي، وهتف المحتجون “ارحل” و”الشعب يريد إسقاط النظام”، وهو الشعار الرئيسي الذي هتف به خلال انتفاضات الربيع العربي في عامي 2010 و2011، إلا أنهم يصرون على أن أفعالهم سلمية.

وأقرت الحكومة بأن الاحتجاجات بدأت سلمية، لكنها قالت إنها تحولت إلى العنف عندما اخترقها المخربون، وفرضت قانون الطوارئ في أجزاء من السودان مع حظر التجول ليلا.

وعلقت السلطات أيضا الدروس والمحاضرات في المدارس والجامعات في معظم أنحاء البلاد.

وقالت منظمة العفو الدولية، ومقرها لندن، إن لديها “تقارير موثوقة” تفيد بأن 37 شخصا قتلوا في الأيام الخمسة الأولى من الاحتجاجات، لكن الحكومة أقرت بـ19 فقط.

وأعلنت نقابة المحامين اليوم، الأحد، أن أعضاءها سيبدأون إضرابا إلى أجل غير مسمى يوم الإثنين، لينضموا إلى الأطباء الذين بدأوا إضرابهم المفتوح الأسبوع الماضي، وبدأ الصحفيون إضرابا لمدة ثلاثة أيام الأسبوع الماضي.

وعانى الاقتصاد السوداني طوال معظم سنوات حكم عمر البشير، الذي فشل أيضا في توحيد أو الحفاظ على السلام في الدولة المتنوعة دينيا وعرقيا، حيث خسر ثلاثة أرباع الثروة النفطية للبلاد عندما انفصل الجنوب الذي يشكله المسيحيون والوثنيون بشكل أساسي في 2011 عقب استفتاء صوت فيه الجنوبيون بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال.

وقبل عام وجهت المحكمة الجنائية الدولية إلى البشير تهمة الإبادة الجماعية في دارفور، لكن الزعيم السوداني ظل ضيفا مرحبا به في العديد من الدول العربية والأفريقية.

والبشير في منتصف السبعينيات من عمره، ويسعى لتولي فترة رئاسية أخرى. ويسعى المشرعون الموالون للحكومة لحشد الدعم في المجلس التشريعي لإدخال تعديلات دستورية تسمح له بالترشح في الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2020.