دعوات للقاء دولي بشأن مخطط الضم وسط خلاف أمريكي إسرائيلي
وسط خلافات أمريكية إسرائيلية وخلافات أيضا داخل حكومة الاحتلال، يجتمع الوفد الأمريكي المكلف بمشروع فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية مع المسئولين الإسرائيليين ليومين وذلك قبيل الإعلان المتوقع لتنفيذ خطة الضم في الأول من الشهر القادم.
وتأتي هذه المباحثات بالتزامن مع ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن المنظمة الدولية تسعى إلى ترتيب لقاء يجمع أعضاء اللجنة الرباعية الدولية مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني دون شروط مسبقة، وأكد جوتيريش على تمسكه بأن مخطط الضم يقوض جهود السلام ويمثل خرقا للقانون الدولي.
تدحرج لصالح الضم
وحول الدعوة الأممية قال الكاتب والمحلل السياسي حافظ البرغوثي ” هناك محاولة من جانب الأمم المتحدة لتبريد الوضع وليس لحله، بمعنى آخر إدارة الأزمة وليس إيجاد مخرج لها، و هذه الدعوة لتدارك الموقف المعقد الذى يدحرج به الإسرائيليون الوضع في الأراضي الفلسطينية لصالح الضم و توابعه”.
وأوضح البرغوثي خلال حديثه لموقع قناة الغد، أن خطة ترامب لم تكن خطة للسلام بل لمنعه، والذين وضعوا خطة الضم مثل فريدمان وكوشنر ونتنياهو وغيرهم، الكل شارك بوضعها لمنع أي أمل لإقامة الدولة الفلسطينية، بل لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل”.
وعن طبيعة الاجتماعات الأمريكية الإسرائيلية قال البرغوثي “هذه الاجتماعات التي تجرى بين الجانب الأمريكي والإسرائيلي، سيعملون على وضع خارطة مبدئية لضم تجمعات استيطانية قريبة من القدس وكذلك مستوطنة “معالية ادوميم”، وبالتالي سيتخذون خطوات لجعل المجتمع الدولي ينظر إليها بأنها طبيعية ومفروغ منها وسبق أن طرحت في المفاوضات السابقة.
وأضاف، و خطة الضم هي بداية التطهير العرقي في الأراضي الفلسطينية والضم يعني ضوء أخضر لتصفية الفلسطينيين وليس للأراضي الفلسطينية فقط”.
لقاءات لترسيم الضم
وفي إسرائيل لا أحد يعلم ما الذى سيحدث في الأول من الشهر القادم، فالخلافات كبيرة و محتدمة في الحكومة الإسرائيلية، خاصة أن هناك معارضة أمنية لخطة الضم، وفي ظل وجود فريق الضم الأمريكي، المتمثل بالسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، آفي بيركوفيتش ، وعضو لجنة رسم الخرائط الأميركية – الإسرائيلية سكوت فايث.
الوفد الأمريكي لا يحبذ فرض السيادة بشكل أحادي على كامل 30٪ من الضفة الغربية، كما يريد نتنياهو، في المقابل أبدي وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي غابي أشكنازي معارضته من فرض خطة الضم على غور الأردن لتجنب الخلافات مع الأردن و التركيز على التجمعات الاستيطانية خاصة حول القدس.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد الأمريكي مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة الإسرائيلية البديل ووزير الجيش بيني جانتس، لمواصلة المفاوضات بشأن الضم،
وقال عزام أبو السعود المحلل بالشؤون الإسرائيلية ” إن المنظومة الأمنية و الجيش في إسرائيل يعارضون خطوة الضم باعتبار وجود هدوء عام نسبي وخصوصا في قضية غزة ”
وأضاف أبو السعود خلال حديثه لموقع قناة ” الغد”، الكل في إسرائيل تحت الضغط و الترقب لما سيحدث في الضفة الغربية فيما يتعلق بالاستيطان و خطة الضم، الاستيطان يدفع نتنياهو لأن يطبق ما وعد فيه لناخبيه، و جانتس منذ بداية الانتخابات سؤل عن هذا الموضوع ولم يؤكد بلا أو بنعم، لأنه يدرك ان قضية الضم قضية عبث بقرار الأمم المتحدة في مجلس الأمن ، التي تؤكد عدم القبول بالاستيلاء على أراض بواسطة الحرب، والحاجة إلى العمل من أجل سلام دائم وعادل .
