كشف مصدربمؤسسة الرئاسة المصرية للغد، أن هناك دلالات واضحة للزيارة التاسعة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد لمصر، للقاء الرئيس السيسي، حيث تصدّر «الأمن القومي العربي» المباحثات الثنائية، في ظل التطورات الراهنة في المنطقة، والتهديد الإيراني لأمن الخليج العربي، والتدخلات الإيرانية في الأزمات العربية من اليمن إلى سوريا.
وأضاف المصدر ، إن من دلالات أهمية زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر، أن هناك تواصلا في التنسيق والتشاور بين البلدين إنطلاقا من تطابق وجهات النظر على المستوى السياسي في القضايا العربية.. موضحا، أن الشيخ محمد بن زايد يحمل رؤية عروبية توارثها عن الأب المؤسس ، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان..وجاءت الزيارة في وقت مهم للغاية حيث إن المرحلة ترتبط بتطورات متسارعة على الساحة الإقليمية.
مرحلة الحوار الاستراتيجي بين البلدين
وتابع المصدر للغد، من دلالات الزيارة التاسعة للشيخ محمد بن زايد، أن العلاقات بين مصر ودولة الإمارات العربية، انتقلت من مرحلة التشاور وتبادل الأراء والتنسيق المشترك، إلى مرحلة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وهي مرحلة تستند إلى خصوصية العلاقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد، وهي تتمتع بخصوصية كبيرة، واللقاءات والمباحثات الثنائية تتم دائما في جو من الحميمية الصادقة والتوافق على سبل حماية الأمن القومي العربي ، وتطابق وجهات النظر في معالجة قضايا المنطقة العربية، ولذلك من المتوقع ان تكون الملفات التي طرحت خلال الزيارة قد تناولت ملف أمن الخليج والتطورات الخاصة بملف باب المندب والحرب في اليمن، وتهديد إيران للملاحة في الخليج ومنطقة بحر العرب، وسفن نقل النفط الخليجي.
- وأشار المصدر، إلى ما يربط بين مصر والإمارات من علاقات قوية، تستند إلى أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، إضافة إلى تنميزها بالاستقرار والديناميكية، واعتمادها على الشراكة الاستراتيجية لمواجهة التدخلات الخارجية، والتحديات الإقليمية الراهنة.
وأكدت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب المصري، أن زيارة ولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد للقاهرة، ما هى إلا استمرار لتنسيق المواقف تجاه مجمل الأوضاع بالمنطقة، والتأكيد على رفض التدخلات الخارجية فى الشئون الداخلية للدول العربية، لاسيما من بعض القوى الإقليمية والتى تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار، وأن الرئيس السيسي أكد أكثر من مرة أن أمن الخليج العربى هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، وظهر ذلك واضحاً جلياً فى كافة الأنشطة العسكرية والأمنية المشتركة بين مصر والإمارات وآخرها التدريب البحرى «تحية النسر»، وزادت العلاقات المصرية الإماراتية متانة ورسوخاً امتداداً لما أسس له حكيم العرب الراحل الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون، أن زيارة الشيخ محمد بن زايد للقاهرة، تعكس رؤية دولة الإمارات للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، في ظل التحديات والتهديدات التي تحيط بالمنطقة من قبل إيران ودعمها اللامحدود للحوثيين في اليمن وتهديدها بضرب ناقلات النفط في مضيق باب المندب، وإغلاق مضيق هرمز..ويرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الزيارة تأتي في ضوء مناقشة الموضوعات المستجدة على الساحة الإقليمية أبرزها سبل مكافحة الإرهاب وموقف الدولتين من قطر، خاصة وأنها لاتزال مستمرة في سياستها، وأيضًا الأوضاع في اليمن وسوريا إلى جانب مناقشة العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات الشقيقة.
وقال السفير محمد جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، للغد، هناك أهمية خاصة لهذه الزيارة، أولا للتوقيت وحرص دولة الإمارات على التنسيق والتشاور المستمر مع مصر، خاصة وأن هناك تحديات تتربص بالوطن العربي في ظل التطورات الأخيرة المتلاحقة في اليمن والتدخلات الإيرانية السافرة، فضلا عن تصورات مشتركة بشأن مستقبل سوريا بعد انتهاء الأزمة التي عصفت بها منذ نحو سبع ىسنوات، والتهديات التي تواجه الأمة.. وثانيا، تتضح أهمية هذه الزيارة من العلاقات التي لها خصزصية متفردة بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد، والتوافق بينهما دائما على سبل حماية الأمن القومي العربي، فضلا عن دور الإمارات المؤثر في الشرق الأفريقي وما قامت به من دور لوضع نهاية للأزمة بين إثيوبيا وإريتريا، وقدرة الإمارات على إحىل السلام بين البلدين بعد سنوات من النزاع المسلح، وهو دور إيجابي يدعم حركة مصر داخل القارة.
