“45” رقم أسال دموع فتاة مصرية.. ليبكي معها عدد من نشطاء المواقع الاجتماعية، ويتصدر هاشتاج “وسم” يحمل اسمها “إسراء الطويل” تريند موقع “تويتر”.
فبعد خمسة أشهر من الحبس، جدد قاضي محكمة جنايات الجيزة أمس الإثنين، حبس إسراء 45 يومًا على ذمة التحقيق بعد أن قال لها “لا تبكي كفاية”، وتتهم الطويل ببث أخبار كاذبة تستهدف تكدير السلم العام والانضمام لجماعة إرهابية “الإخوان” على خلاف القانون.
وكشف والد إسراء الطويل في تدوينه مطولة له عبر موقع “فيس بوك” عن سر بكائها، قائلًا، إنها لم تبك اليوم ولا قبل ذلك خوفا من السجن، وإنما بكت ظنا أن أهلها وأصدقاءها لن يحضروا ولن يعرفوا ميعاد الجلسة.
لماذا بكت إسراء الطويل و أبكتنا اليوم ؟؟؟؟ ليعلم الجميع أن #إسراء_الطويل_! لم تبكي اليوم و لا قبل ذلك خوفا من…
Gepostet von Mahfouz Eltaweel am Montag, 2. November 2015
لم تكن المرة الأولى التي تبكي فيها، وإن كان بكاؤها السابق خلف الكاميرات، ففي أول رساله كتبتها بعد 44 يومًا من اختفائها قالت “مبطلتش عياط ومش ببطل.. أنا ضعيفة جدًا في الحقيقة”.
البداية كانت بجملة كتبتها شقيقتها آلاء الطويل، على صفحتها في “فيس بوك”، ” إسراء الطويل فين؟”، وذلك في 2 يونيو/حزيران الماضي، مُعلنة اختفاء شقيقتها عقب تواجدها في المعادي للعشاءـ لتظهر بعد عدة أيام بسجن القناطر.
إسراء التي طالبت هيئة الدفاع عنها بإخلاء سبيلها وتقدمت لجهات التحقيق بإفادة تفيد إصابتها بشلل في الأطراف، وأن حالتها تحسّنت بعد علاجها لمدة 6 أشهر، وأن أي إهمال في علاجها سيؤدي لتفاقم الحالة، أثارت ردود فعل منذ أمس الإثنين، حيث تضامنت معها عدة شخصيات منها الحقوقي نجاد البرعي، وأشهر مسجون سابق أضرب عن الطعام مصور الجزيرة عبد الله الشامي، والسياسي أيمن نور الذي شكر دموعها.
شكرا لدموعها
ليس لأنها اوجعت
قلوبنالكن لأنها اثبتت
انه مازال لدينا قلوبوتشعر بالوجع
— Ayman Nour (@AymanNour) November 2, 2015
مفيش حال بيبقى, واللي شمتان في كل مظلوم في السجون متأكد وعارف انه هيدوق من نفس الكأس, بس وقتها هيتمنى لو رجع بيه الزمن #اسراء_الطويل
— Abdullah Elshamy (@abdallahelshamy) November 3, 2015
#اسراء_الطويل انتي لا تعرفين انك اكثر حريه ممن حبسوك…انت حره رغم السجن اما الظلمه فلهم في الدنيا خزي وفي الآخره عذاب عظيم
— Negad El Borai (@negadelborai) November 2, 2015
بينما طالب الإعلامي عمرو أديب، جميع المنظمات الحقوقية بالتدخل للإفراج عنها، معتبرا أن الرحمة فوق العدل واصفا الطويل بالـ”بنت الغلبانة”.
ونشر باسم يوسف الإعلامي الساخر، صورة للطويل تحمل سؤال “قلولولي أساءت لمين؟”، ووصف الإعلامي، محمد الدسوقي رشدي، دموعها بأنها لعنة متعجبا عبر تدوينه له “تحصل على تأجيل خلفه تأجيل ولا يرتعش قلب بسبب دموع ضعفها وقهرها وقلة حيلتها”.
فريق آخر انتقد دموع الطويل فوصفت الفنانة مي كساب، المتضامنين معها بـ”الببغاوات”.
ما شاء الله كل يوم عندنا جديد عشان ما نتضايقش من الفراغ كلنا اسراء الطويل واحنا مش فاهمين ولا عارفين بغبغانات وبس المهم نلاقي موضوع نهري فيه
— Mai Kassab مي كساب (@maikassab) November 3, 2015
بينما كتب الفنان نبيل الحلفاوي “الدموع تمس المشاعر.. تثير التعاطف.. توجع القلب، لكن ماذا نفعل أمام دموع سابقة أو محتملة أكثر إيلاما (إن كانت) بسبب من يذرفها الآن”.
ليعود ويؤكد أنه لم يحكم عليها، فقد تساءل “إن كانت” مشيرا إلى أنه ضد الحبس الاحتياطي سواء لشخص معاق أو سليم.
الدموع تمس المشاعر..تثير التعاطف..توجع القلب.
لكن ماذا نفعل أمام دموع سابقة أو محتملة أكثر إيلاما (إن كانت) بسبب من يذرفها الآن.— نبيل الحلفاوي (@nabilelhalfawy) November 2, 2015
من جانبها أكدت وزارة الداخلية المصرية على لسان اللواء أبو بكر عبد الكريم، مساعد الوزير للعلاقات العامة والإعلام، أن التعامل مع نزلاء السجون يتم وفقًا للقانون رقم 696 لسنة 56، مشيرا إلى أنه تم توقيع الكشف الطبي عليها الذي أكد إصابتها في العمود الفقري، مشيرا إلى أنها تخضع لعالج طبيعي منذ20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشددا على أن المسجون لا يتم التعامل معه على أساس تهمته ولكن على أساس أنه إنسان له حقوق.
فيما رفض المستشار معتز خفاجي، رئيس محكمة جنايات جنوب القاهرة، الرد على دعوات إطلاق سراحا، معتبرا أن ذلك “تهريج” قائلا “أي متهم مُصاب بـ(أنفلونزا) أو يحتاج لعلاج طبيعي يريد أن نخلي سبيله”.
وأكد في حوار لأحد المواقع الإلكترونية المحلية، أن التحريات والأوراق تشير إلى إنها كانت تُرسل أسماء الضباط للإخوان، وتنشر أخبارًا كاذبة تشوه بها سمعة مصر، ليقول “أقرأوا أوراق القضية وبعدين اتكلموا.. بدل ما نقول حرام بتعيط”.